شخصيات شوارع مصر الجديدة (1) أحمد خشبة باشا صاحب أول دعوة لصلح مصر مع إسرائيل
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بادر أحمد محمد خشبة باشا بإطلاق صيحة تدعو لصلح مصر مع إسرائيل بعدما أنهت الأمم المتحدة في 28 يوليو 1951 م أعمال مؤتمر لها بشأن اللاجئين وعديمي الجنسية الذي انتهى بوضع الاتفاقية الخاصة باللاجئين، وكانت إسرائيل متورطة في إكثار عدد اللاجئين على مستوى العالم.
خشبة باشا : هذه هي الشروط لصلح مصر مع إسرائيل
في 10 أغسطس عام 1951 م كتب أحمد محمد خشبة باشا وزير الخارجية الأسبق شروطًا للصلح بين مصر وإسرائيل كتعليق منه على الأنباء التي تواترت من جنيف.
اقرأ أيضًا
أغرب خطاب تسلمه جمال عبدالناصر وزوجته “الراسل أهل جاسوس لإسرائيل”
نشرت جريدة المصري ما كتبه خشبة باشا وكان في بدايته يقول «استفادةً مما تعلمناه من مأساة فلسطين وما جرته من ويلات وعبر ونزولاً على حكم الضرورة؛ أرى أن المصلحة والغربة في الإستقرار توجبان على مصر ألا تقبل مع إسرائيل صلحًا إلا بعد أن يقوم على ركنين أساسيين».
كان الشرط الأول الذي اقترحه خشبة باشا هو أن يرجع إلى موطنه كل عربي اضطرته الحرب لمغادرة أرضه وأن يُكْفَل لكل عربي من هؤلاء رد ما اغْتُصِب من ماله وعقاره وتمته بكافة الحقوق المدنية والسياسية وأن يكون في شأنه في ذلك شأن سائر المواطنين، أما الشرط الثاني فهو أن يضمن الصلح لمصر حدودًا ثابتة معينة تقيها شر الاعتداء عليها.
كانت صيحة خشبة ستلقى معارضةً وأدرك ذلك فكتب في بيانه لا يجب أن يغيب عن ذهن كل عربي أن إسرائيل تلقى محاباة ورعاية وتعضيد من الدول ذات النفوذ والسلطان، ويجب على مصر بالذات أن لا تقبل صلحًا إلا إذا ضمن لها حدودًا بينها وبين إسرائيل تكون من المناعة الطبيعية بحيث تكفل لمصر رد كل اعتداء عليها.
واختتم خشبة بيانه بقوله «إذا حصلت مصر على ذلك الصلح واطمأنت إليه وأعانته بالتوفر على الاستزادة من نمائها وقوتها ورخائها واستخراج الدفين من كنوزها وخيراتها؛ انحسرت عنها أطماع الطامعين».
من هو أحمد محمد خشبة باشا ؟
كان صاحب ذلك الصيحة أحمد محمد خشبة من مواليد أسيوط عام 1886م، وبدأ مسيرته السياسية عن طريق حزب الوفد إذ كان عضوًا في أول برلمان بعد اندلاع ثورة 1919 وتم انتخابه وكيلاً لمجلس النواب في عهد سعد زغلول، وعقب وفاة سعد زغلول انضم أحمد محمد خشبة إلى حزب الأحرار الدستوريين عام 1929م، وصار عضوًا فيه كما كان أحد أبرز معارضي معاهده 1936 م.
تولى أحمد خشبة عدة وزارات فقد كان وزيرًا للحقانية والمعارف في وزارة أحمد زيور باشا في نوفمبر 1924 واستقال بعد تشكيل الوزارة بأسبوع احتجاجًا على قبول رئيس الوزراء للإنذار البريطاني الذي يقضي بإجلاء القوات المصرية من السودان عقب مقتل السردار السير لي ستاك، وتمويل قوة الدفاع السودانية التي حلت محل الجيش المصري، وتولى كذلك وزير الحربية والبحرية في وزارة عدلي يكن الثانية في يونيو 1926 م ونجح خلال وزارته في أن يسلب المفتش الإنجليزي كل سلطاته وهو ما أوجد التوتر بين الوزارة المصرية والاحتلال الإنجليزي، ثم تم عزله في إبريل 1927 عن الوزارة.
وفي مارس 1928 تولى أحمد خشبة وزارة الحقانية والتي اشتهر بها في الحكومات التي مثلت الأقلية فكان وزيرًا لها في وزارة محمد محمود باشا قم تولى وزارة المواصلات في وزارة حسين سري الثانية في يوليو 1941 م ثم تولى وزارة العدل في عهد محمود فهمي النقراشي في ديسمبر 1946 وتولى كذلك نفس الوزارة في حكومة حسين سري في يوليو 1949 م، زاعتزل خشبة باشا الحياة بعد سقوط وزارة حسين سري في نوفمبر 1949 وبقي يكتب المقالات حتى وفاته في يوم 20 يناير سنة 1954 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال