همتك نعدل الكفة
600   مشاهدة  

أحمد خليل .. كثيرون حول المراكيبي قليلون حول الصفطاوي

أحمد خليل


في رأيي أن مسلسل أوبرا عايدة كان عبارة عن مباراة تمثيل من العيار الثقيل، فقط علينا أن نسقط منها حنان ترك وصفية العمري، ونشاهد باقي الأساتذة وهو يتقاتلون أمام الكاميرا وأخص منهم 4 أسماء الفخراني بالطبع وعلاء زينهم وأسامة عباس وأحمد خليل، الأخير الذي عرف النجومية متأخرًا جدا، رحل اليوم 9 نوفمبر، ليترك خلفه العديد من الأدوار الهامة والممتعة ولكن أجملهم في رأيي هو الصفطاوي.

بدأت نجومية أحمد خليل بعد سنوات طويلة في العمل التلفزيون وظهور متقطع على شاشة السينما، ربما أتذكر له الآن دوره في كتيبة إعدام وفي ضد الحكومة، ولكن ارتبط اسم أحمد خليل دائما بالتلفزيون والمسلسلات ربما بداية الشهرة الحقيقة مع نجاح مسلسل امرأة من زمن الحب ولكن نجوميته بالفعل جاءت مع دور الصفطاوي في أوبرا عايدة قبل أن تتأكد تتعزز بالعديد من الأدوار أبرزها دوره الأشهر في حديث الصباح والمساء “عطا المراكيبي”.

في أوبرا عايدة يقدم خليل دور الرجل العشوائي الشعبي الذي تحول إلى شخص فاحش الثراء، ولكن الأهم أنه يقدمه بكل مشكلاته واعتلالاته النفسية، ذلك الإحساس الجامح بالقدرة على شراء أي وكل شيء، القدرة على السيطرة على عالمه بالكامل، ولكنه أيضا تأتي عليه لحظة يحاول أن ينسلخ فيها من جلدة الشعبي ليلتحق بالطبقة الأرستقراطية.

في الشخصية كان خليل يمثل أنه رجل قوي، ربما هو بالفعل رجل قوي، ولكن لديه ثلاث نقاط ضعف الأولى ابنه الصفطاوي الصغير، رغم أنه يحاول أن يداريها بقوة شخصيته ولكنها تظهر بوضوح في تدليله الزائد له، فهو الخليفة المنتظر لثروة هائلة، والثانية نقطة ضعفه أمام النساء، وتلك لا يداريها، بل يحاول أن يكسب ود كل سيدة يقابلها بالمال الذي هو سلاحه الأقوى، أما الثالثة فهي النقطة الحقيقة أمام الشخصية الأقوى منه في دائرته الصغيرة، أمام زوجته محاسن، تحاشى الصدام معها، فهي سيدة تعرف كيف تعيده إلى طبيعته وجلدته حينما يحاول الانسلاخ منها.

يمكن بوضوح ان تعرف كيف حصل الصفطاوي على ثروته قديمًا، من خلال مشاهدة ما يفعله على الشاشة، الصفطاوي لا يتورع عن شيء، يراوغ القانون ويخرج عليه في إطار معين فهو لا يقتل مثلا ولكنه يسرق، سرقة المحتال لا سرقة اللص لو كنت تعرف الفرق، سرقة الرجل القادم من الدرجات الاجتماعية الدنيا، والدرجات الثقافية والتعليمية الأدنى، ولكنه ورغم تدنيه الاجتماعي والثقافي إلا أنه دكتور في فن الحياة بطريقته.

الصفطاوي كان نمطًا للعديد من الأثرياء الذين هربوا من الفقر في بلادهم للبحث عن الثراء في إسكندرية، وكان هو النمط الأكثر ثراءً، تفاصيل دقيقة حافظ عليها أحمد خليل ليشير لبساطة وفقر الشخصية قديمًا، العصافير الموشومة على جبهته، ملابسه البلدي، التباهي الشديد، حتى حارسيه، هما جزء من أصله المتواضع فهما ليسا بحارسين قدر ما هما ببساطة “ًصبيان المعلم” وتابعيه.

مع اصطدامه بحادثة أبنه ينهار عالم الصفطاوي، الصفطاوي هو شخص غازي، مؤسس امبراطورية، مثله مثل العديد من الحكام فقط كان يريد أن يضمن أن امبراطوريته باقية وتتوسع على يد نجله، فلما رحل نجله لم يعد لتلك الإمبراطورية معنى فانهارت ولكننا رأينا انهيار الصفطاوي لنعرف أن مملكته سقطت.

تفاصيل شخصية الصفطاوي كان من الممكن أن تجعل من يمثلها يتعامل معها ظاهريا، الشخصية واضحة ببساطة، ولكن تلك البساطة كانت شديدة التعقيد والسبب أن لابد للمتلقي ان يظل على تعاطف مع الصفطاوي مهما كان الأمر، الصفطاوي الكبير ليس شريرًا نكرهه، الحقيقة أن هذا المسلسل أشراره معدودين للغاية ربما 4 شخصيات فقط وبالطبع ليس الصفطاوي من بينهم، والحل كان في أحمد خليل.

إقرأ أيضا
فيلم أبو الدهب

أحمد خليل الذي قرر أن يجعل من الشخصية قطعة من الكوميديا داخل العمل، كوميديا نابعة ببساطة من أصل الشخصية، من التناقض بين أفعال الصفطاوي وثرائه الفاحش، ممثل أخر ليس لديه القدرة للسيطرة على الشخصية كانت لتتحول معه إلى مهرج في أحداث المسلسل ولكن أحمد خليل بخبرته وموهبته طوعها وجعلها علامة مميزة داخل مسلسل شديد التميز، ليرحل خليل اليوم ويبقى الصفطاوي للأبد.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان