أحمد عطا الله : برنامج “مصر تغني”.. حكاية أقاليم ملهمة
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أحمد عطا الله:”مصر تغني” فكرة دامت 10 سنوات وظهرت للنور الآن
أحمد عطا الله : هناك أكثر من قالب لعرض البرنامج وهذا هو الشكل المناسب !
أحمد عطا الله: مصر تمتلك كم مرعب من الاختلاف الثقافي والغنائي
أحمد عطا الله : هناك خلط بين الأغنية الشعبية والأغنية التراثية وهذا هو الفارق !
أحمد عطا الله : هذا ما يُساهم في اندثار الموروث الثقافي المصري
أحمد عطا الله : هناك فنون لم نكن نعرفها إلا بعد الاحتكاك المباشر بالمجتمعات المنعزلة
أحمد عطا الله : الآلات الشعبية حكايات ملهمة
مصر تغني؛ رحلة في ذاكرة مصر الموسيقية من أسوان إلى دمياط ورشيد .. من رفح إلى السلوم و سيوة ومن حلايب وشلاتين إلى بور فؤاد،هكذا جاء الإعلان التشويقي لبرنامج جديد يُذاع عبر القناة الأولى المصرية، يبدو الإعلان للوهلة الأولى بسيط، ومع التركيز قليلًا ترى أن الفكرة شيقة تحتاج إلى متابعة جيدة ومتأنية ليست لفكرة البرنامج التي تسلط الضوء على الغنوة التراثية المصرية وحدها، بل لأن البرنامج فرصة جيدة لمشاهدة ثقافات المصريين وعاداتهم اليومية في أنحاء المعمورة ، خاصة وإن كان الناقل لهذه العادات باحث وصحافي مهتم بالتحقيقات الإنسانية إلى جانب رؤيته الروائية التي مكنته من الفوز في جائزة الدولة التقديرية في وقت سابق .
ولعمق الفكرة التي ظهرت في الإعلان كان للميزان حوار مع صاحب الفكرة؛ الصحفي والروائي أحمد عطا الله ليروي كواليس العمل و كيف كان تصوير وإعداد البرنامج في التالي :
متى ظهرت الفكرة وكيف عملت على تطويرها؟
فكرة البرنامج فكرة شخصية بدأتُ فيها منذ عام 2013م، فقد كنتُ مهتمًا بجمع الأغنية التراثية، فحضرت العديد من الحفلات الغنائية لمطربين محليين، أو في الموالد أو غيرها من الأماكن التي تجمع هؤلاء الفنانين.
في تلك الفترة حاولت أن أطرق أكثر من باب لتبني الفكرة وإنتاجها ومن ثم عرضها عبر الشاشات المصرية، ولم يكن التوفيق حليفي، لم أيأس أبدًا لأن هذه الفكرة هي هدف من أهداف حياتي فلم أكن يومًا من محبي الشهرة.. فقط أردت جمع الموروث الغنائي الذي أوشك على الاندثار .
مرت السنين وعملتُ في التلفزيون المصري، ولم أنسى حلمي أبدًا فقد طرقت الأبواب مرة أخرى، ومن ضمن الأشخاص الذين حاولت معهم كان ” أحمد فايق” الذي عمل على تنسيق لقاء خاص لعرض الفكرة على ” ألبرت شفيق ” ولم يتم تنفيذ الفكرة بسبب ارتباط القناة ببرامج مشابهة كفكرة برنامج “الدوم”.
ومع إصراري وإيماني بالفكرة التقيت بـ”دينا كُريم “و”حازم الحديدي” هذا الثنائي شكلوا دعم للفكرة كبير ، تحمسوا لها رغم التكلفة الإنتاجية العالية، وبدأت عملية البحث عن الأغاني التراثية في كل مكان في مصر .
حدثني عن الشكل العام أو تصور عرض البرنامج ؟
كان هناك أكثر من شكل أو قالب لعرض البرنامج منها قالب بدون مذيع، وقالب باحث يعرض الفكرة بدون ظهور، واستقر الرأي النهائي على عرض الفكرة بمذيع وهو أن، ولكن ظهوري في البرنامج ليس بمفهوم المذيع التقليدي .. سأكون أقرب للراوي والباحث عن المرتجل، ومع عرض البرنامج يوم الخميس ستوضح الفكرة بشكل أكبر .
هناك خلط بين الأغنية التراثية والأغنية الشعبية ما الفرق بينهما ؟
الأغنية التراثية بنت الناس، تقوم الجماعات بصناعتها بشكل فطري، نستمع إليها وقت الحصاد .. بين عمال اليومية.. في الأفراح .. وغيرها من المناسبات الشعبية.. الأغنية التراثية تستطيع المرأة البسيطة في المنزل غنائها بلا لحن ، الغناء التراثي ليس هدفه الربح ولكن هدفه المتعة بأدوات وأصوات بسيطة، ينتقل من جماعة لجماعة ومن جيل لجيل عبر أزمان وعقود طويلة .
أمّا الأغنية الشعبية يقوم بغنائها شخص محترف بألحان وكلمات معينة يفهمها الشخص العادي، و تستفاد الأغنية الشعبية من الأغنية التراثية كثيرًا فيلجأ إليها الكثير من المطربين الشعبين بعد التعديل على كلماتها وألحانها الموروثة.
بعد البحث .. ما هي أكثر الأقاليم في مصر التي تمتلك زخم في الأغنية التراثية وكيف حافظت عليه إلى الآن ؟
كل الأماكن في مصر تمتلك أغنيتها الخاصة، لنحصل في النهاية على كم مرعب من الإرث الغنائي، والأماكن التي لا زالت تحتفظ بعاداتها وتقاليدها وتراثها و طقوسها هي أكثر الأماكن التي تملك موروث الغنائي، وهذا متحقق في الصعيد بشكل كبير جدًا، وبعض قرى الفلاحين في بحري، ومحافظات البحر الأحمر وخط القناة، وفي سيوة فيمتلكون موسيقاهم وإيقاعاتهم الخاصة .
ما الذي يُساهم في انقراض واندثار الأغنية التراثية ؟
الذي يساهم في اندثار الأغنية؛ المفاهيم التي تدخل على المجتمع كمفاهيم الحلال والحرام فأحيانا تأثر في مجتمع ما وتكون بشكل أو بآخر سبب في انكماش الغنا، هناك عامل آخر وهو الثقافات الزائفة الثقافات التي تفسد الإرث الشعبي عمومًا وليس الإرث الغنائي فقط.
هل هناك علاقة بين الفقر وبين اندثار الأغنية الشعبية ؟
ليس هناك علاقة لا بالفقر ولا الغنى بل العكس كل ما كان المجتمع بسيطًا كل ما امتلكنا ثقافتنا الخاصة، وهم بالمناسبة أكثر المجتمعات التي تحافظ على التراث كالقرى والبدو ومحافظات الصعيد .
حدثني عن أكثر القصص والحكايات التي لفتت انتباهك أثناء عملية البحث ؟
عام كامل كانت فترة التنفيذ امتلئت بالكثير من الحكايات، لكن ما لفت انتباهي هي فكرة الآلات، فالآلات الموسيقية مصنوعة من المواسير أو الخردة، و آلة السمسمية المصنوعة من علب الجبن.. وأيضًا الإيقاعات المصنوعة من” الجركن” ، ففكرة إن الناس تغني بأبسط الآلات كانت فكرة مدهشة وهذا توثيق حي إن الغنا التراثي يستفيد من البيئة المحيطة .
وما لفت انتباهي كذلك الكلمات؛ فنمتلك كم مرعب من الكلمات خاصة في الصعيد ومحافظات سيناء، فنرى كلمات خاصة بفن الكف والموال والطقوس الشعبية وأغاني الحظ والسمسمية وأغاني الجوالة كل هذا التنوع في مصر .
وهناك طاقات متفجرة في فن الارتجال، طاقات غير عادية خاصةً في محافظات الصعيد الناس بتغني بشكل فطري،وله نجومه، وكان هناك أنواع فنون غريبة لم نسمع عنها من قبل زي فن” الشكيوه ” وهو فن بدوي وأنواع غريبة أخرى، وهذه ميزة مصر متنوعة وثرية .
وأخيرًا تعلمت من خلال التجربة في البرنامج إن لكل مجتهد نصيب فكل شخص يجتهد له نصيب كبير من النجاح، برنامج” مصر تغني ” من إخراج أحمد زكريا ، ومحمد نديم ، ومجموعة كبيرة من القائمين على العمل ونتمنى أن ينال إعجاب الجميع .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال