وسيم عفيفي.. يا وابور الليل يا رايح ومقبل ع الصعيد
-
كيرلس داود
كاتب نجم جديد
زمان الأحزان رمانا غربا ولا دريانين الغربة دي ف دمانا ولا جاتنا منين
طفل ميثولوجي يولد في محافظة سوهاج في مركز البلينا، يعشق الحواديت ويقضي في سماعها الساعات والأيام، يقطع من مصروفه اليومي الضئيل لشراء الكتب، لا يسير حسب ظروف الزمكان، يشعر بالغربة وسط قريته، وسط مدينته، وسط أصدقائه، وسط محبيه، المكان لا يمثل شيء بالنسبة لـ وسيم عفيفي عبد العزيز العارف أو كما أحب أن اسميه “وسيم العارف”،الحكايات هي وطن وسيم الوحيد وهي المكان الوحيد الذي يشعر فيه بالألفة.
يا وابور الليل يا رايح ومقبل ع الصعيد عاود لينا بروايح زمن الفرحة البعيد
كما حال مدينته الصغرى البلينا وهي المحطة الأخيرة في محافظة سوهاج وانت مقبل على قنا وباقي الجنوب فهي المحطة الأولى لسوهاج وانت تتجه شمالا ناحية باقي محافظات مصر، ظل وسيم عفيفي هو المحطة الأولى والأخيرة أيضاً ،هو التاريخ الذي يعشقه ويربط كل شئ به، كما أن التاريخ ليس له بداية ولا نهاية، ظل بالنسبة لوسيم هو المحطة الأولى والأخيرة “مقبل كان أو مبحر” على حد تعبيره الصعيدي أي متجه جنوباً أو شمالاً.
انتصارات، صراعات، ممالك، سلاطين، حكايات، مجتمعات، خونة، محبين، عظماء.. تلك هي الحياة التي يعرفها وسيم عفيفي هذا الشاب الجنوبي المميز صاحب اللهجة الفريدة، الذي يجد لذته في حياة من سبقوه وكأنه أراد أن يحيا كل تلك الحيوات، أحب أبطال التاريخ الذي يكتب عنهم، عرف مكان مقابرهم بالتحديد، عرف هواية كل منهم، ناجاهم وتحدث معهم، وكان حبه للتاريخ أعجب من محبة النساء.
تايهين ما بين غمانا وليل مالهوش عينين فينك يا نجوم سمانا دايبين لهفة وحنين
لم يهتم بصراعات، لم يكن طرفاً في مكيدة، ولن يكون يوماً وسيم لا يعرف سوى الحكاية وأبعادها وتفاصيلها وتلك المسألة تضعه في مشاكل عديدة، يجب على من يتعامل معه أن يعلم جيداً أنه شخص قادم من زمن فات وانتهى، ولكن كيف انتهى والتاريخ لم ينته بعد بل ولن ينتهي… تلك هي المسألة، طالما التاريخ لم يغلق صفحاته سيظل وسيم موجودًا وسيظل يعيش فيه وحيدًا إلي أن يجد المنتهى .. المنتهى فقط هي المحطة الأخيرة يا وسيم.
الكاتب
-
كيرلس داود
كاتب نجم جديد