همتك نعدل الكفة
714   مشاهدة  

أحمد ناجي وإسلام شيبسي .. من ليس معي فهو بالضرورة ضدي

أحمد ناجي
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



وقت هوجة تريند المهرجانات والهجوم عليها، هبت العديد من الأقلام وانبرت للدفاع عنهم وعن حريتهم في التعبير عن أنفسهم وعن موسيقاهم، و صبوا لعناتهم على كل من هاني شاكر نقيب الموسيقيين ومعه رائد شرطة الأخلاق الفنية “حلمي بكر”، وتم تضخيم الأمر على أنهم أصحاب قضية يجب الوقوف بجانبهم ضد بطش وقهر الدولة.

عندما كتبنا هنا في الميزان عن تلك المسألة، حاولنا أن نتحرى الموضوعية قدر الإمكان فلم نقف مع أو ضد ، وكنا ندرك تمامًا أن تحرك النقابة كان حفاظَا على مصالحها الخاصة وليس حفاظًا على الذوق العام، وطالبناها بتنحية مصالحها الشخصية وأن تتسم قرارتها بالحيادية المطلقة مع وضع شروط تطبق على الجميع دون مجاملة لطرف على حساب الاّخر.

وكررنا أننا مع حرية الفن والفنان وضد المنع وضد الرقابة على أي نوع من الفنون، وطالبنا ايضًا النخبة التي انبرت بالدفاع عن المهرجانات بأن تقف ولو لبرهة لكي تشرح لنا بشكل موضوعي لماذا هذا الدفاع المستميت عن هذا النوع من الفنون وهل هذا له علاقة بأفكارهم عن حرية الفن ومناصرة قضايا المهمشين أم مجرد مغازلة لتحقيق مكاسب ما جراء الوقوف مع الأقليات المهمشة التي تحارب من تيار الغناء الرسمي، ولم تتضمن تلك الكتابات بداخلها أي تقييم فني موضوعي لهذا النمط من الموسيقى، بل وضح تمامًا أن التضامن كان نكاية في مؤسسات الدولة ومطربي الصف الأول المتضررين منهم، كما قال أشرف عبد الباقي في فيلم الأرهاب والكباب ” أنا معاكم في أي حاجة تنكد على سيادة الباشا اللواء وولاد سيادة الباشا اللوا” 

أن لم تكن معي فأنت ضدي.

بعد حادث انتحار الناشطة سارة حجازي، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بحملة تراشق وتشبيح بين كافة الأطياف سواء المتعاطف معها أو ضدها، وطبيعي من نتائج كل تريند أن تحدث حفلة بلوكات من كافة الاطراف وتزداد كل مجموعة أنغلاقًا على نفسها ويزداد الشقاق وتتحول المنصات الإجتماعية من مجرد وسيلة تواصل جمعي بين كافة الأطراف لجيتوهات منعزلة عن بعضها البعض.

في وسط معمعة التراشق بين المدافعين والمهاجمين للراحلة سارة حجازي، خرج الكاتب أحمد ناجي أحد مناصري جبهة الدفاع عنها وصب غضبه على الموزع إسلام شيبسي أحد أعمدة موسيقى المهرجانات الحالي وأحد من كان ناجي مدافعًا عنه في السابق بسبب منشور قال فيه “أن أي شخص مؤيد للشذوذ والإلحاد يحذف نفسه وأنه وجودهم غير مرحب به على صفحته الشخصية وأن الإلحاد كفر والشذوذ من الكبائر وختم تعليقه بكتابة الشهادة”.

أحمد ناجي يهاجم إسلام شيبسي  ..................عض قلبي ولا تعض رغيفي

بغض النظر عن ضحالة فكر إسلام شيبسي وطريقة تعبيره الساذجة عن أفكاره التي يؤمن بها، لكن الكود الأخلاقي الذي تبناه البوست استفز الكاتب أحمد ناجي جدًا كونه لا يتسق مع كوده الأخلاقي ده أن بفرض وجود كود اصلًا لديه، فقرر من باب المعايرة أن يفتح النار على شيبيسي بأنه كان أحد الداعمين له وأحد أسباب فتح المجال لهذا النمط من الموسيقى لإقامة حفلات في أماكن لم يكن يحلموا بالاقتراب منها، وأنهم سبب رئيسي في تحقيق الشهرة والمال في وقت كانت الدنيا كلها ضدهم.

أحمد ناجي يهاجم إسلام شيبسي  ..................عض قلبي ولا تعض رغيفي

ثم قال في أحد التعليقات أن من يسب أصدقائنا لا يستحق دعمنا المادي ولا الأدبي، وأن عليه أن يعود لأفراح الشوارع أو يغني لهاني شاكر والسلفيين”.

أحمد ناجي

واستطرد في تعليق آخر على الصحفي حسام بهجت أن موقفه ثابت مع الأخر  فهو لن يناقش ولن يحترم أية أراء ضده،  حتي عندما حذف إسلام شيبسي المنشور بعد حملة سباب جماعي على صفحته من المعترضين عليه، لم يتوقف هجوم ناجي عليه بل سبه بأقذع الألفاظ وهدده بأنه ترجم المنشور وأرسله للعديد من المهرجانات الأجنبيه لوقف التعامل معه وعليه أن يعود كما كان في السابق يعزف في الأفراح الشعبية.

أحمد ناجي يهاجم إسلام شيبسي  ..................عض قلبي ولا تعض رغيفي.

 

 

عض قلبي ولا تعض رغيفي.

إقرأ أيضا
شيرين عبد الوهاب

النقطة الهامة في الموضوع برمته هو التعليق الذي كتبه الصحفي حسام بهجت والذي قال إنهم كانوا أقل حدة في السابق وقت ازدهار المدونات وأنه كانوا يسمحون بالجدال والتعاطي مع الأراء الأخري لترد عليه أحدى صديقات ناجي بأن المعايش بقت صعبة وهذا يفسر  أن دفاع ناجي عن هذا النمط من الموسيقى في السابق  كان لتحقيق مصالح شخصية وليس لأن “شيبسي” صانع محتوى موسيقي جيد أو حتى يملك قضية يجب الدفاع عنها

أحمد ناجي يهاجم إسلام شيبسي  ..................عض قلبي ولا تعض رغيفي

أحمد ناجي الذي يصدر نفسه كأحد دعاة الحرية يقف الأن كي يمارس ارهابًا فكريًا ويغتال معنويًا شخص بالبلدي “غلبان” ينتمي إلى  طبقة اجتماعية بما كل ما تحمله من رواسب أفكار أصولية قد لا تتسق مع أفكاره، فهل كان لا يدرك ذلك في السابق؟ وهل أفكار شيبسي لا تتسق مع أفكاره فعليًا؟ ولماذا اعطى لنفسه الحرية للاعتراض على أفكار بيئة ولد فيها في مقابل أن يتبنى أفكار البيئة التي يعيش فيها حاليًا، هل يخشي على وجوده فيها؟

بالتأكيد هو يدرك ويعلم تمام العلم بأنه عندما دافع عن المهرجانات في السابق كان لتحقيق مكاسب ومصالح شخصية ويعلم بأنه ليست هناك قضية للدفاع عنها بل هو جعلها قضية كي يظهر بأنه يدافع عن الأقليات المهمشة إجتماعيًا وثقافيا وهذا يتسق مع أفكار الأماكن والمنصات التي يتكسب منها، والأن وبعد منشور شيبسي، يحاول حماية مصالحه فصب غضبه عليه  وبدأ في معايرته  بأنه كان سببًا في خرجوهم من هامش المشهد الموسيقي في مصر إلي متنه، وإلا لماذا كل هذا الغضب وكل هذه الثورة؟

الحرية ليست انتقائية.

في السابق عندما تمت محاربة المطرب “حمزة نمرة” وأوقف عن الغناء في مصر مما اضطره للخروج منها، لم نرى اي دفاع عنه من أحمد ناجي أو أي احد من أقرانه، بل بالعكس تمامًا هم لا يتركون أي فرصة عندما تأتي سيرته لصب الهجوم والمزايدة عليه لمجرد أنه محسوب على تيار اّخر لا ينتموا إليه، وبرغم نفي حمزة المتكرر لكن لم يجلب ذلك تعاطفًا معه، فالحرية في وجهة نظرهم انتقائية بحته، وأن من ليس معي فهو حتمًا ضدي، ودون الخوض في جدالات سياسية لكن من جرب القمع والقهر  وجرب مرارة السجن بسبب أفكاره، عليه أن يقف لكي يعيد ضبط معتقداته مرة أخرى وأن يتعلم أنه ليس محور الكون وأن يعي ان كتاباته عن موسيقى المهرجانات لم تكن دعمًا لحرية الفن أو خلافه بل كانت لتحقيق مصالحه هو فقط، وأنه يمارس ارهابًا فكريًا ضد كل شخص لا يتسق مع أفكاره  وهذا لا يتوافق مع مفهوم الحرية الدائم الدفاع عنها، والحقيقة أن أمثال ناجي لو أتيحت لهم فرصة الانفراد بقرار سلطوي فسوف يقوموا فورًا بسحل وقمع من ضدهم.

الكاتب

  • أحمد ناجي محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان