أخوات ميدوسا الأكثر قوة ووحشية منها
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تحتوي الأساطير اليونانية على الكثير من الشخصيات البارزة التي لا تُنسى، والتي صمد الكثير منها أمام اختبار الزمن. ثيسيوس، الذي قام بمساعدة الأميرة المينوسية أريادني بقتل المينوتور ذو الرأس الثور والجسم البشري وهرب من متاهته تحت الأرض؟ موجود. هرقل الذي ينطوي أول أعماله على قتل الأسد النامي الذي لا يقهر؟ موجود. نرجس الذي وقع بجنون في حب انعكاسه في بركة من الماء لدرجة أنه لم يأكل أو يشرب، لكنه مات ومنحنا كلمة “نرجسية”؟ موجود. ثم هناك ميدوسا، الذي يمكن القول إنه الشخصية الأكثر شهرة في الأساطير اليونانية.
حتى الناس غير المهتمين بالأسطورة اليونانية يعرفون على الأرجح الأساسيات: كان لديها ثعابين بدل شعر ونظرتها حولت الناس إلى حجر والرجل الذي قتلها استخدم درعًا لامعًا لرؤيتها وقطع رأسها. هذا يغطي الأساسيات. مع ذلك، قد لا يدرك الناس أن ميدوسا كانت مجرد أشهر ثلاث أخوات وحشية: الجرجونة. بينما كانت ميدوسا فانية، كانت شقيقتاها سيثنو وأيرلن خالدتين – كانتا أيضًا أقوى بكثير. بعد وفاة ميدوسا، عاشوا. تقول بعض القصص إنهم سافروا إلى العالم السفلي لتعذيب الأرواح هناك، بدلًا من البقاء فوق عالم الأحياء.
أخت فانية من بين ثلاثة
مثل جميع الحكايات الأسطورية، خضعت قصة الجرجونة للكثير من التغييرات بمرور الوقت، حتى قبل وقت طويل من تدوينها. كان الأخوات الثلاثة في الأصل من نسل وحشين بحريين قديمين – فورسيس وسيتو – الدين ولدوا مجموعة كاملة من المخلوقات المرعبة مثل الوحش الذي يقتل البحارة سيلا وتنين البحر لادون ذو المائة رأس. صورت الأوصاف المبكرة عائلة الجرجونة على أنهن نساء مجنحات بأنياب وأيدي نحاسية، من بين كل الأشياء. جاء كل شيء متعلق بشعر الثعبان في وقت لاحق، كما فعل موت ميدوسا وقصة أصول منقحة تميزها عن أخواتها.
في نسخة واحدة من قصة أصول ميدوسا المنقحة، اعتبرت ميدوسا نفسها أجمل من الإلهة أثينا، بينما في نسخة أخرى تعرضت للاغتصاب من قبل الإله بوسيدون داخل معبد أثينا. في كلتا الحالتين، انتقمت أثينا من ميدوسا وجعلتها جرجونة مثل أختيها. مع ذلك، ظلت ميدوسا فانية. لهذا السبب أرسل الملك بوليديكتس البطل بيرسيوس لقطع رأس ميدوسا وليس أخواتها.
بمساعدة أثينا وخوذة هاديس للخفاء وبعض الصنادل المجنحة وأكثر من ذلك، قتل بيرسيوس ميدوسا أثناء نومها. بعد ذلك، يصف الشاعر هيسيود في “درع هيراكليس”بوضوح شديد سيثنو وأيرلن يطاردان بيرسيوس، الذي هرب ورأس ميدوسا مربوطًا على ظهره.
هروب إلى العالم السفلي
لم يُقال الكثير عن سيثنو وأيرلن في قصة بيرسيوس، بعد كل شيء. في الأساس، تزيد الشخصيتان من المخاطر وتجعل الأمور أكثر صعوبة على بيرسيوس، بعد قطع رأس ميدواس. ولكن بمجرد هروب بيرسيوس من عرينهم، لا يلاحقه أيًا من الأختين. إنه أمر جيد أيضًا، لأن سيثنو كانت تعتبر الأكثر فتكًا بين الأخوات الثلاث وقتلت عددًا أكبر من الأشخاص مقارنة بالاثنين الآخرين مجتمعين. اسمها يعني “قوي” في حين أن أيرلن تعني “بعيد النبع” أو “من البحر اللامع الواسع” وميدوسا تعني “الملكة”.
ماذا فعل سيثنو وأيرلن بعد مطاردة بيرسيوس دون جدوى؟ ليس لدينا الكثير من المعلومات باستثناء الشاعر الروماني فيرجيل، الذي ذكر البطل أينيوس وهو يرى أخوات الجرجونة في العالم السفلي قصيدته الملحمية “الإنيادة“، التي كتبها من 30 إلى 19 قبل الميلاد. كتب فيرجيل قصيدته، ومع ذلك، بعد أكثر من 600 عام من كتابة هيسيود. ربما كانت قصة شائعة أن سيثنو وأيرلن ذهبوا إلى العالم السفلي في مرحلة ما بعد مقتل ميدوسا، لكننا لا نعرف حقًا.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال