رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
155   مشاهدة  

أداء ممثل وجوارب نايلون وساندويتش جبن.. خلافات تسببت في أحداث شغب كارثية

أحداث شغب


وقعت أحداث شغب كارثية وأعمال الشغب شيء مرفوض من كل المجتمعات، على الرغم من أنه قد يوجد مبررات حقيقة لدى المشاغبون، ولكن يظل الفعل نفسه مرفوض مهما كانت أسبابه، خاصة إذا كانت تلك الأسباب لا تستحق الثورة والشغب من أجلها، مثل الخلاف حول الأداء التمثيلي لممثل، الذي وقع بسببه أحداث شغب ضخمة في نيويورك عام 1849م، وهناك أيضًا أحداث الشغب التي وقعت في عدة مدن أمريكية سببها الجوارب النايلون النسائية!

جدل حول أداء ممثل

أحداث شغب
الشغب حول أداء الممثل

في العاشر من مايو عام 1849م، اجتاح الآلاف من الغوغاء شوارع نيويورك، وقاموا بأعمال شغب، وألقوا الحجارة على رجال الشرطة، وتقاتلوا معهم، وبعد مرور عدة ساعات على تلك الأحداث أدركت السلطات أنهم يفقدون السيطرة على المدينة، وقاموا باستدعاء قوات الميليشيا، لكنهم قوبلوا بوابل من الحجارة والألواح الأسمنتية، مما أجبر الجنود على التراجع، ومع اشتداد حدة الهجوم والأحداث أمر قائد المشاة المحاصر قواته بإطلاق النار في الهواء، عندما فشل ذلك في تفريق المتظاهرين، أمرهم بإطلاق النار ثانية على الحشد، مات اثنان وعشرون شخصًا وقتها، ولك أن تتخيل أن كل تلك الأحداث والوفيات، كان سببها خلاف حول الممثل الأفضل، وكانت بداية الشغب قد بدأت قبل ذلك بسنوات، عندما وافق الممثل الأمريكي الشهير إدوين فورست على جولة في بريطانيا، وكان فورست ممثلًا قويًا في فيلادلفيا، جعله أداءه القوي والاستثنائي لشكسبير نجمًا كبيرًا في بلده، وكان منافسه الكبير هو الفنان البريطاني ويليام تشارلز ماكريدي، وكثيرًا ما نشرت الصحف مقالات تتحدث عن الممثل الأفضل، وعندما قام ماكريدي بجولة في أمريكا، قلده فورست وذهب لبريطانيا، وقد تسبب ماكريدي في تفاقم حالة الاحتقان عندما اقترح باستخفاف أنه يجب أن يدرس فورست في إنجلترا إذا كان يريد أن يكون عظيمًا، وعندما سارت جولة فورست في بريطانيا بشكل سيئ، ألقى باللوم بطريقة ما على ماكريدي، وعندما حدد ماكريدي جولة أخرى في أمريكا، غضب معجبو فورست، وتم إطلاق صيحات الاستهجان على الممثل الإنجليزي في كل مكان ذهب إليه، وفي أحد العروض اعتدى الجمهور على ماكريدي، وذلك أثناء تأديته مسرحية ماكبث، التي كان يلعب فورست نفس الدور بها، وكانت هذه هي القشة الأخيرة، حيث توقفت المسرحية بسبب وابل من البيض والفاكهة الفاسدة وزجاجات من سائل كريه الرائحة، ومن ثم، قام الحشود الذين تخطوا العشرة آلاف بمهاجمة المسرح، ودارت أحداث الشغب التي استمرت مدة ثلاثة أيام تقريبًا.

جوارب نايلون

جوارب نايلون
جوارب نايلون

في المختبرات التجريبية التابعة لشركة دوبونت، كان الكيميائي البحثي اللامع والتر كاروثرز يقوم بتجارب بلا هدف باستخدام البوليمرات الفائقة، ولاحظ فجأة، أنه إذا جمعها بالكمية المناسبة من الماء، فيمكنه إنتاج ألياف قوية ومرنة، سميت مادة كاروثرز الجديدة باسم “النايلون”، وسرعان ما أصبحت ضجة كبيرة، حيث أصبحت الجوارب المصنوعة من النايلون، أقوى وأسهل في الصيانة من الإصدارات الحريرية التقليدية،  وصارت عنصرًا لا تستغنى عنه النساء في كل مكان، وقد تم بيع المجموعة الأولى من أربعة ملايين زوج في أقل من يومين، ولم يستطع الناس الحصول على ما يكفي من النسيج العجيب الجديد، ثم اندلعت الحرب العالمية الثانية، وصُودر إنتاج النايلون بالكامل لصناعة المظلات وغيرها من المعدات العسكرية، وارتفع سعر السوق السوداء لجوارب النايلون إلى 20 دولارًا للزوج، وقامت النساء برسم طبقات على أرجلهن بالطلاء، لإعطاء الانطباع أنه بإمكانهن شراء زوج، وأصبح نقص المخزون رمزًا مكروهًا للتقشف في زمن الحرب، وعندما انتهى الصراع، أعلنت شركة دوبونت أنها ستبدأ في إنتاج النايلون المدني مرة أخرى، مما أحدث ضجة كبيرة، أصبح شعار “Nylons for Christmas” شعارًا منتشرًا في كل مكان، حيث قاموا بحملات دعائية مكثفة، وتصاعدت التوقعات بالطبع، ولكن تحول الأمر لكارثة، فقد بالغت شركة دوبونت بشدة في تقدير مدى سرعة قدرتها على إعادة تركيز الإنتاج، وعندما ذهب عدد صغير من الجوارب للمحلات، اندلعت أعمال الشغب في جميع أنحاء البلاد، ففي بيتسبرغ مثلًا، اصطفت 40.000 امرأة لمسافة كيلومترين تقريبًا (1 ميل) مقابل 13000 زوج فقط من الجوارب، وفي أماكن أخرى، اقتحمت النساء الغاضبات المتاجر الكبرى، وحطموا النوافذ، وتقاتلوا على أزواج النايلون الثمينة، وقاموا باتهام شركة دوبونت بأنهم قاموا بتقييد الكميات عمداً لتحقيق ربح أكثر، واضطرت الشركة إلى العمل لوقت إضافي لإعادة الإمداد إلى مستويات ما قبل الحرب، مع توفر المزيد من النايلون، تلاشت أعمال الشغب في نهاية المطاف، ولكن بعد أن ألحقت أضرارًا بالمدن الأمريكية في الأربعينيات أكثر مما يمكنك تخيله.

ساندويتش جبن مشوي

ساندويتش جبن
ساندويتش جبن

أدت التخفيضات في الميزانية إلى نقص خطير في الموظفين في السجن ذات مساء، كان هناك ما يكفي من الحراس للتعامل مع أمور الشغب البسيطة، في حالة سارت الأمور على ما يرام، ولكن إذا اندلع نوع من أعمال الشغب في السجن، فسيكون الضباط عاجزين عن التدخل، لحسن الحظ، بدا أن كل شيء يسير وفقًا للخطة الآمنة، حتى حاول أحد السجناء أن يصنع لنفسه شطيرة جبن مشوي، وهو عضو في عصابة Trinitarians الدومينيكية، وقام بسؤال منافسه “كريب” عما إذا كان بإمكانه استخدام طبقه الساخن لصنع ساندويتش جبن مشوي، عندما رفض كريب، اندلعت معركة، ثم تصاعدت إلى أعمال شغب ضخمة بين العصابتين، خاض ما يصل إلى 50 نزيلًا معركة ضارية، حيث ألقوا الكراسي وهاجموا بعضهم البعض بالمكانس، حتى أن أحد السجناء شوهد وهو يلقي قدرًا من الماء المغلي على منافسيه، مع عدم قدرة الحراس على تفكيك الأمور، استمر القتال لمدة ساعة تقريبًا، حتى وافقت العصابات نفسها على التوقف عن قتال بعضهما البعض، وطلب العلاج الطبي، لم تذكر التقارير ما إذا كان السجين قد تمكن من الحصول على الجبن المشوي في النهاية أم لا.

إقرأ أيضا
يوسف

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان