أرنولد وجونز .. ملائكة تخلوا عن مبادئهم وفضلوا الانضمام للشيطان
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في الحياة، يوجد ملائكة وشياطين، الأخيار والأشرار، كل واحد منا يرسم طريقه على حسب اختياراته، البعض يختار الجانب الجيد، والآخر يختار الجانب السيء، وهناك قلة يحيدون عن الطريق الذي رسموه من البداية، وهناك عشرات الأمثلة لأناس اختاروا طُرق أخرى غير تلك التي عُرفوا بها، حيث كانوا يظهرون في هيئة ملائكة بشرية، ولكن اتضح أن ذلك الطريق لم يستهويهم، وقرروا التحول لشياطين.
بنديكت أرنولد
كان بنديكت أرنولد رجلًا خيرًا للغاية، يعطف على الكبير والصغير، ويساعد جميع المحتاجين على الرغم من ديونه وقلة أمواله، إلا أن طيبة قلبه كانت تجبره على مساعدة المحتاج، وكان يعمل كضابط أمريكي وخدم في الحرب الثورية، وعند عودته تم استقباله بحفاوة شديدة، ورحبوا به كبطل قومي لجهوده، حيث حارب بامتياز مع الجيش القاري الأمريكي وترقى إلى رتبة لواء، ولكن ذلك كان قبل أن ينشق إلى الجانب البريطاني من الصراع، ويختار لقب الرجل الأكثر مكروهًا، ربما في تاريخ أمريكا، وقد اختار أرنولد ذلك الطريق، بسبب جشعه، والكراهية التي تكبر بداخله تجاه زملاؤه، بالإضافة إلى الديون التي تراكمت عليه، واستغل قائد من القوات البريطانية كل تلك الظروف التي علمها عن أرنولد، وظل يلعب عليه وعلى عقله، وقام بعمل غسيل مخ جيد له، جعلته يتحول من بطل قومي، لشخص منشق وعميل خائن، وبعد انتهاء الحرب، خاف من العودة مرة أخرى، وقرر أن يستقر في بريطانيا وعاش حياته هناك كخائن، حتى الإنجليز لم يرحبوا به، وارتبط اسمه بالخيانة وقتها، حيث كانت هناك قصص شعبية في قريته، تحكي عن خيانته لبلده، واصبح اسم بنديكت أرنولد اسمًا مرادفًا للخيانة.
جيم جونز
نشأ جيم جونز في بيئة غير صالحة، كان والده جيمس ثورمان جونز ضابط في الحرب العالمية الأولى، وأحد ضحايا غاز الخردل، ووالدته ليناتا جونز كانت امرأة مستهترة، لم تتمكن من رعاية ابنائها والاهتمام بهم، لذا كان يعطف الجيران على جونز، الذي كان مهتمًا للغاية بأمور الدين، مما أضفى عليه مظهر ملائكي، جعله محبوبًا بين الناس، وقد بدأ جونز حياة الوعظ الديني منذ صغره، فقد كان يقدم خطبًا دينية في المدرسة، وحسب وصف زملائه فقد كان واثقًا من نفسه على خشبة المسرح، وفي عام 1956م أراد جونز تأسيس كنيسته الخاصة، بعد أن درس لفترة طويلة في الكنيسة الميثودية، وبالفعل نجح في تأسيس كنيسته الخاصة “معبد الشعوب” عام 1956م في إنديانا، والتي انضمت للكنيسة البروتستانتية عام 1960م، وتم تعيين جونز عام 1964م الأب الروحي لها، وكان جونز يدعو دائمًا لنبذ العنصرية وإحلال المساواة، وكان مع الفقراء والمضطهدين خاصة من السود، كان يرى بأن عائلته تمثّل قوس قزح، فقد تبنى وزوجته طفلًا أسود وآخر أبيض وثلاثة أطفال كوريين، وفي عام 1965م، نقل جونز أتباعه إلى شمال كاليفورنيا، حيث قام هناك بجذب المزيد من الأتباع، وفي عام 1974م بدأ جونز بتحرك جديد لنقل أتباعه إلى غيانا وهي دولة اشتراكية في أمريكا الجنوبية، ومن هنا بدأت تظهر نواياه الشريرة، سافر أكثر من 1100 شخص إلى مشروع جونز تاون، لإتباع الأب جونز، ولكن ما لا يعلمونه أنه لم يعد ذلك الملاك، قام جونز بتفريق العائلات، وأجبر الأتباع على العمل اليدوي لساعات طويلة، وتعامل معهم بوحشية، كما اعتدى عليهم جنسيًا، وعزلهم عن العالم الخارجي، وأخبرهم بأن هناك انتشارًا للعنف والفوضى في أمريكا، وفي عام 1977م ذهب ليو رايان عضو الكونجرس الأمريكي، مع صحفيين وأقارب أعضاء المعبد إلى جونز تاون، وذلك للتحقيق فيما يحدث هناك، وعندما التقى بجونز وأتباعه، اوضح عدد منهم رغبته في ترك المعبد، وبالفعل خطط رايان للعودة وبصحبته سبعة عشر شخص منشق عن جونز، ولكنهم فوجئوا بهجوم مسلح، وتم إطلاق الأعيرة النارية عليهم، مما أدى لمقتل رايان وثلاثة صحفيين وأحد الأتباع، بعد ذلك أدرك جونز مدى الخطر الذي يحيط به، وجهز اجتماع كبير لأتباعه، والقى عليهم كلمته الأخيرة، في الثامن عشر من نوفمبر عام 1978م، قام جونز بتوزيع مشروبات مسممة بالسيانيد، وقد أجبر الأهالي على تسميم أبناءهم أولًا، ومن ثم تسميم أنفسهم تحت تهديد السلاح، وفي غضون ساعات قليلة كان المكان يغص بجثث المنتحرين.
المصدر
(1)
(2)
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال