“أزمات بابوات الكنيسة القبطية” أحدهم كاد أن يتورط في تهمة تجسس والآخر تم اختطافه
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان لكل بابوات الكنيسة القبطية 118 حكايات متعددة في حبريتهم ومع كل بطريك منهم قصة مختلفة ترسم تاريخ مصر باعتبارها الدولة التي عرفت العالم ماهية المسيحية، ومضت أزمات عديدة مع الكنيسة غير أن الأزمات الداخلية التي شهدتها الكنيسة خلال الـ 66 عامًا الماضية كانت هي الأسوأ على الإطلاق نظرًا لخلافاتها الداخلية.
البابا يوساب الثاني .. أزمة الأمة القبطية
تحت شعار «الله ربنا، ومصر وطننا، والإنجيل شريعتنا، والصليب علامتنا، والقبطية لغتنا، والشهادة في سبيل المسيح غايتنا»؛ تأسست جماعة الأمة القبطية على يد إبراهيم فهمي هلال المحامي والذي على ترخيص من وزارة الشئون الاجتماعية بتكوين جمعية دينية اتخذت لها اسم جماعة الأمة القبطية لحماية حقوق الأقباط.
اقرأ أيضًا
الكرسي الرسولي في مصر “قصة مراحل النقل من عام 61 حتى عام 2019”
رحب البابا يوساب بالجماعة سنة 1952 م، وظل منهج جماعة الأمة القبطية إصلاحياً حتى وصلت الكارثة حين وقع الصدام بين الجماعة والكنيسة.
كان سكرتير البابا يوساب يدعى ملك وزادت سطوه لدرجة جعلته هو الآمِر الناهي في الكنيسة، وشيئاً فشيئاً تلاشت شخصية البابا يوساب، ومِلِك نجح في تكوين ثروة لا بأس بها نتيجة لقيامه برسامة الكهنة والأساقفة مقابل مبالغ مالية دون سيطرة»، وقام إبراهيم هلال سنة 1954 بالإقدام على خطف البطريرك الأنبا يوساب الثاني في سابقة لم تحدث في تاريخ بابوات الكنيسة القبطية وانتهت بالقبض على رئيس الجماعة وحكم بإدانته وسجنه لمدة ثلاث سنين.
نفى الدكتور إسحاق «الأمين العام للجمعية المصرية للتنوير» في تصريح خاص لـ موقع الميزان تفسير سلوك جماعة الأمة القبطية بـ العنف، مشيراً إلى أن كلمة خطف تعني الإرهاب والعنف لكن ما جرى مع البابا يوساب كان مجرد احتجاز نتيجةً لخلافات إدارية لا عقائدية، مستدلاً أن الجماعة الذين خطفوا البابا أخبروا بمكان البابا وهذا ليس سلوك خاطفين أو إرهابيين.
واختتم الدكتور إسحاق حنا حديثه قائلاً «المسيحية في حد ذاتها كعقيدة لا تعرف فكرة العنف مع أعداءها وبالتالي لا يمكن أن تلجأ له مع رموزها الدينيين الكبار»، رافضاً إلصاق تهمة الإرهاب بالكنيسة عبر خطب رموز الفكر الوهابي قائلاً «العنف عندهم متأصل في كتبهم».
البابا كيرلس .. خطاب كاد أن يوقعه في تهمة التجسس
رغم العلاقة القوية التي تميز بها البابا كيرلس مع الرئيس جمال عبدالناصر لكن كانت هناك محاولات للإيقاع بينهما وعلى رأسها خطاب مزور أرسله البابا كيرلس إلى دافيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل يستعطفه فيه بتسهيل تحصيل ما يخص الأقباط من إيرادات شهرية في القدس ويدعو البابا كيرلس لإسرائيل بالنصر و يشتت من يقف في طريقهم وأن يكون مصيره الغرق في البحر الأحمر.
أبرز ثغرات الراهب أرمانيوس الأنطوني المتسبب في الشائعة والذي حوكم بالسجن، أنه كتب المقر البابوي بدلاً من القصر البطريركي وهي صيغة خطابات الكنيسة في حبرية البابا كيرلس، فضلاً عن أن الخطاب قدم التاريخ الميلادي على القبطي وهو ليس من صيغ خطابات الكنيسة أصلاً.
البابا شنودة .. الصدام مع السادات
عندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
كانت الخلافات بين السادات والبابا شنودة قبل حرب أكتوبر بسبب أحداث الخانكة حول بناء كنيسة في وقت لا تحتمل الدولة فيه أي شيء، ووصل الصراع إلى أشده بعد الحرب مباشرة حتى وقعت أحداث الزاوية الحمراء والتي أدت إلى مقتل 81 مسيحياً مما جعل السادات يصدر قراراً باعتقال البابا وتحديد إقامته وتشكيل لجنة خماسية للقيام بالمهام البابوية في واقعة لم تحدث في تاريخ بابوات الكنيسة القبطية، وتألفت اللجنة من الأنبا مكسيموس، أسقف القليوبية، الأنبا صموئيل، أسقف الخدمات، الأنبا أغريغريوس، أسقف البحث العلمي والدراسات العليا، ومدير المعهد العالي للدراسات القبطية، الأنبا أثانسيوس، أسقف بني سويف والبهنسا، والأنبا يوأنس، أسقف الغربية وسكرتير المجمع المقدس.
اقرأ أيضًا
الأنبا صرابامون والبابا شنودة .. أقدار جمعتهما من برية شيهيت إلى القبر
ظلت هذه الأسماء مغضوب عليها في الكنيسة طول عهد البابا شنودة، الذي عاد إلى منصبه بعد ذلك، خاصة أن تشكيل اللجنة واختيار الأسماء كان باقتراح من الأب متى المسكين، الذي تجمعه خلافات مع البابا شنودة حول بعض الأمور اللاهوتية والكنسية.
البابا تواضروس .. مقتل إبيفيانوس
أزمات كثيرة شهدتها حبرية البابا تواضروس لكن أعنفها مقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادي النطرون يوم 29 يوليو 2018 م ؛ والذي عُثِر عليه مقتولاً إثر ضرب على رأسه داخل أحد ممرات الدير في فجر الأحد، أثناء ذهابه لصلاة القداس، ولم يتم قتل رئيس دير على يد راهب في حبرية أيٍ من بابوات الكنيسة القبطية .
اقرأ أيضًا
تاريخ 29 كيهك “قنبلة فكرية مزمنة كل يوم 7 يناير”
وشارك البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، موكب مثلث الرحمات الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس مقاريوس ببرية شيهيت، الذي تحرك من الكنيسة الأثرية بالدير في اتجاه طافوس الرهبان (المقبرة التي يدفن بها رهبان الدير)؛ وارتكب الجريمة راهبين هما أشعياء المقاري وفلتاؤس المقاري وقضت محكمة جنايات دمنهور بإعدامهما يوم 24 يونيو 2019 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال