“أزمة أفروس” قصة أول عاصفة لـ “غلاء الأسعار” ضربت مصر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أعطى عام 2017 ظهره للمصريين منصرفًا تاركًا وراءه ذكريات اقتصادية سيئة أبرزها غلاء الأسعار بشكل مبالغ فيه، حيث أدى قرار تعويم الجنيه و تحرير سعر الصرف إلى ضربات اقتصادية شديدة وغلاء موجع.
مع حلول طلة عام 2018، ينتظر المصريين أزمات اقتصادية أكثر شدة حيث تزداد 8 أشياء أساسية بحياة المصريين وتدخل مرحلة جديدة من الارتفاع الجنوني للأسعار.
وتأصيلاً لتاريخ غلاء الأسعار مع المصريين ، فإن التاريخ المصري نفسه منقسم إلى نوعين، إحداهما اسمه “التاريخ القديم” الذي يؤرخ لمصر منذ قبل توحيدها، واعتمد تحديده على دراسات علمية استندت لما كتبه المؤرخ السمنودي مانتون ثم هيردوت، وأخيراً بفك رموز حجر رشيد على يد شامبليون.
والآخر يعرف باسم “التاريخ الخرافي” وهو الذي ساقه المصريون بخيالهم حسب فهمهم للكتب السماوية، وغلب في هذا التاريخ طابع الخيال والأسطورة، خاصةً مع قيام المؤرخين العرب بالدخول إلى التأريخ للفترات القديمة.
في التاريخ القديم فإن أول أزمة اقتصادية طاحنة ضربت مصر وفق بردية إيبوير كانت في الفترة التي بين عام 2181 وعام 2055 قبل الميلاد حيث كانت الضرائب يتم تحديدها على مستوى الفيضان، مما أجج نيران الضرائب والأسعار في مصر، وأدى ذلك إلى وقوع أول ثورة اجتماعية في التاريخ ضد الملك بيبي الثاني .
أما التاريخ الخرافي فيكشف شيئاً آخر وهو أن أول أزمة اقتصادية ضربت مصر كانت بالتزامن مع طوفان نوح وفق ما ذكره المقريزي في كتابه “إغاثة الأمة بكشف الغمة”، ووقعت تلك الأزمة في زمن الملك أفروس بن مناوش، الملك السابع عشر لمصر قبل طوفان نوح، وتولى ملك مصر لمدة 64 سنة.
ورغم الأسماء العجيبة التي جاءت في هذا التاريخ الخرافي واستند عليها المقريزي، لكن اللافت في المسألة هو الثقة التي يؤرخ بها المؤرخين العرب في كتبهم.
فتجد سيرته مذكورة في كتاب “جواهر البحور” لـ “إبراهيم بن وصيف شاه” ، حيث قال أنه كان ملكاً عادلاً وله باع كبير في السحر والطلاسم ، وشيد منشآت كثيرة حول النيل لعل أبرزها قبة النحاس الأصفر المحلى بالذهب والفضة.
وأضاف القلقشندي في كتابه صبح الأعشى، أن أفروس تزوج 300 إمرأة من أجل تنجبن له ولداً ذكراً ولم يحدث ذلك حتى هلك عصره بالطوفان.
يفسر المقريزي سبب الغلاء الذي وقع في زمن أفروس في أنه يرجع إلى عدم هطول الأمطار على مصر و قلة منسوب مياه النيل مما أدى إلى عقم أرحام البهائم وتفشي المجاعات والأوبئة، وموت بشر كثير في مصر حتى قضى الله بنهاية العالم عن طريق طوفان نوح.
إقرأ أيضاً
مصر خلال أول يوم في الحرب العالمية الثانية .. قاتل ياسين عشيق بهية له أدوار
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال