أسئلة بسيطة وصدمة تكفر
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
مرحلة إعدادي هي أكتر فترات حياتي غَرز في عالم الصحوة الإسلامية، تقريبًا عشان دي كانت أكتر فترة مافيهاش طرف تاني يعادل الضغط، قبلها قضيت أغلب مرحلة أبتدائي في مدارس خاصة تابعة لجمعيات مسيحية وفي الأجازة شغال صبي جزمجي في ورشة خطاب للأحذية الرجالي، وده عالم فيروس التدين الوهابي خد وقت أكبر على ما يوصله، وبعدها مرحلة الثانوي رشقت مع أصحابي في مسرح المدرسي، وبعدها كملت في دهاليز المسرح لحد ما كسرت العشرين من عمري.
كمان منطقة لعبنا في الضاهر محصورة في شارع أوله جامع التوحيد في رمسيس وأخره مدرسة دي لا سال، عند بيت حسن، في ضهر المدرسة حارة صغيرة بنلعب فيها لما يكون عددنا قليل، حارة فيها بيت واحد من مشايخ جامع التوحيد وواحد من نجوم منابر أنصار السنة.
لعب عيال
صحيح صاحبنا عياله ولعبنا كتير سوا، ومعاهم شوفت أول كوتشينة سكس في حياتي، وعرِفت هو إيه غشاء البكارة وحوار الدم بتاع ليلة الدُخلة اللي بقيت أخاف منه بقيت عُمري، والفرق بين الدُخلة البلدي والدُخلة الأفرنجي. بس كمان قبل ما ينزل لصلاة العصر يغرق الحارة مية عشان نبطل لعب ونروح نصلي، ساعات كنت أروح وساعات أكمل لعب مع أصحابي في أي حارة تانية أو جوه مدرسة ثمرة التوفيق.
في الفترة دي واظبت على دروس بعد العصر في جامع رمسيس، كانت يوم أو يومين في الأسبوع تقريبًا، دروس دينية على أيد شيخ وقور لقيت معاه حل لمشكلتي النفسية مع الجواز. مشكلتي أتحلت لما قال لنا إن الجواز من ثَيّب له فضل عظيم.. حيث إنها عكس البِكر جربت الجواز ويمكن ماتطقش ع الصبر.
فقررت فورا أني لما أكبر وأجي أتجوز هنقي واحدة ثيب، فأبقى خلِصت من عبء الدُخلة وكمان خدت بونص.
أهوال القيامة
أكتر دروس أثرت في علاقتي بالدين كلهم مرتبطين بالموت والقيامة والبعث والحساب، في درس أهوال القيامة عرفنا إن الشمس هتكون فوق دماغنا مباشرة، لإن المقداد قال إنه سمع النبي بيقول: (تُدْنَى الشَّمْسُ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ حتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيل).
وكل نفر هيبقى غرقان في عرقه على قد عمايله في الدنيا، زي المقداد بن عمرو بن الأسود ما قال إنه سمع النبي بيقول: (تدنو الشمسُ يومَ القيامةِ من الخلقِ، حتى تكونَ منهم كمقدارِ مَيلٍ، فيكون الناسُ على قدرِ أعمالهم في العَرقِ، فمنهم من يكونُ إلى كعبَيه، ومنهم من يكون إلى ركبتَيه، ومنهم من يكون إلى حِقْوَيه، ومنهم من يلجُمه العرقُ إلجامًا)
بس وسط ده كله فيه ناس ربنا هيضلل عليهم، وهمه تحديدا سَبَع أنواع من الناس النبي حددهم وأبو هريرة سمعه وقتها وهو بيقول: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ).
أهل النار
أما في درس أهل النار وأحوالهم الشيخ قالنا إن الناس دول أجسامهم هتكبر قوي والنفر منهم هيبقى أكبر من الجبل، زي ما وصفهم النبي وسمعه ساعتها أبو هريرة وهو بيقول: (ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعًا، وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من النار ما بيني وبين الربذة)، وفهمنا إن الغرض من التحول ده إنهم يحسوا بعذاب الحريق أكتر وأكتر.
الدرسين دول وقبلهم درس عذاب القبر، كوسيلة للترهيب، جابوا معايا نتيجة عظيمة، بقيت مابفوتش فرض وكُتيب الأذكار مابيفارقنيش، وبشكل عام بقيت مرعوب من ربنا وطرقُه المُخيفة في التنكيل بأهل النار.
أهل الجنة
الغريب إن مشاكلي مع الدروس والناس دي كفكرة جَت مع مرحلة الترغيب، درس أهل الجنة في أوله كان لطيف وجايب معايا ترغيب أخر حاجة. ماحدش هيزعقلي عشان هو كبير وأنا صغير ولا حد هيتريق على قُصري أو سأسأتي في الكلام ومافيش حد هيقدر يضربني، لإن كل الناس نفس السِن ونفس الطول ونفس القوة. سِن سيدنا عيسى وطول سيدنا آدم وقوة سيدنا موسى، وفوق كل ده جمال سيدنا يوسف وفصاحة سيدنا مُحمد، عملية تظبيط بدني فوق “الفُّول أوبشَن” بمراحل.
جِتة غير الجِتة خالص، لكن الشعار الشعبي الكفكاوي ملازمني ليوم الدين، وداخل معايا الجنة كمان. في وصف الحور العين قال الشيخ إن الحورية من دول كل ما المؤمن مننا ييجي ينام معاها هيلاقيها بِكر، واستشهد بكلام رب العِزة في سورة الواقعة: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا).
عشان تتحول الجنة بالنسبالي، في لحظة، من نعيم أزلي هو أعظم طموحاتي إلى فيلم رعب سرمدي مرعوب منه. بعد الدرس دخلت ع الشيخ وأنا كُلي أمل في اللي رحمته وِسع السماوات والأرض يرحم خوفي وبقدرته على كل شئ يلغيلي الأوبشن ده.
الصدمة
حكيت للشيخ أزمتي بكل صراحة ووضوح، وهو أستقبل كلامي بابتسامة كلها ورع ومحبة، ماكنتش لسه أعرف إنها كلاشيه، خلَصت الكلام ثم طرطقت وداني وفَنجِلت عينيا.. مستني ردُه اللي هيقتل أي خوف جوايا. أتْسَوِك (تقريبًا بيحرق وقت يفكر فيه) ثم قال:
- ربك قادر على كل شئ…
مؤشر السعادة ضرب فورا في قفايا، بس قبل ما أرفرف من فَرْط الانبساط.. كمل هو جُملتُه.
- قادر يبدل ما في نَفْسَك.
إجابة غيرت حياتي للأبد، بدل ما تنهي مخاوفي نَهِت علاقتي بالشيخ والدروس والجامع.. والتيار ده كله، إجابة بعدها بقيت أفكر في كلام المشايخ ماصدقهوش غيبًا، إجابة فَتَحِت في دماغي باب ماتقفلش لحد النهارده.. باب الأسئلة، وأولها: لما جسمي هيتبدل ونفسي هي كمان هتتغير، يبقى مين ده اللي هيخش الجنة بدالي؟
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال