أسرار بيت الأشباح الأسباني وعلاقته بحاكم غرناطة!

ماذا ستفعل إذا استيقظت يومًا ما ووجدت بيتك مليء بالرسومات المرعبة؟، ومهما فعلت لتنظيفها لا تخرج، بل وتكتمل الكارثة بعد اكتشاف مقبرة جماعية بها هياكل عظمية مقطوعة الرأس، موجودة أسفل ذلك المنزل اللعين، هذا بالضبط ما حدث مع ماريا، التي أوقعها حظها السيء في طريق حاكم ظالم عاش قبلها بأكثر من 700 عام!.

ظهور الرسمة الأولى في بيت الأشباح

في أواخر السبعينات وقعت حادثة عجيبة للغاية، في بلدة إسبانية هادئة للغاية، اسمها بيلمز تابعة لقرطبة، حيث اكتشفت مقبرة جماعية داخل أحد المنازل، بها هياكل عظمية عليها آثار تعذيب!

البداية كانت في عام 1970م، عندما لاحظت ماريا وجود بقعة غريبة في أرضية منزلها، وحاولت تنظيفها بكل الطرق، لكنها لم تنجح في إزالتها، فاستسلمت للأمر وتركتها على حالها، ولكن يوم بعد يوم، لاحظت ماريا أن البقعة تكبر باستمرار، وبعد مرور أسبوع على ظهورها، اتخذت البقعة شكل انسان مرسوم على الأرض، حاولت ماريا أن تتجاهل تلك الرسمة المرعبة، بعدما فشلت في محوها أو حتى تخفيفها، ولكنها لم تتمكن من ذلك التجاهل، فقد شعرت طوال الوقت بأنها تحت المراقبة، والرجل ينظر لها من كافة الاتجاهات، وفي النهاية طلبت من ابنها كسر الأرضية، وقاموا بصب الأسمنت كأرضية جديدة، واعتقدت ماريا أنها ارتاحت للأبد، ولكنها كانت متوهمة، فبعد أقل من أسبوع، ظهرت الرسمة مرة أخرى بنفس الشكل وفي نفس المكان!

ظهور رسومات أخرى داخل بيت الأشباح وفرضيات علماء ما وراء الطبيعة

كررت ماريا وابنها عملية تكسير أرضية المنزل مرتين، ولكن في كل مرة كان يتكرر نفس الأمر وتظهر الرسمة الغريبة، وفي المرة الأخيرة، لم يظهر الرجل وحده، ولكن بدأت رسومات أخرى في الظهور بمناطق مختلفة في المنزل، وأكثرها كان في المطبخ، الذي اصبح مليء برسومات لأطفال ونساء ورجال في غضون شهر واحد.

انتشر الأمر في المنطقة بأكملها، ووصل لعمدة البلدة الذي بدوره أرسل في طلب مختصين لدراسة الأمر، ووصل الأمر للباحثين في علم الماورائيات، وبدأ الأمر ينتشر في العالم بأكمله، وجاء الباحثون بأجهزتهم الخاصة، والتي سجلت أصواتًا وكأنه الجحيم، صراخ وعويل وبكاء وأصوات تعذيب، وظهرت بعض الجمل مثل:(نحن نعاني … إنها لاتزال مدفونة … الجحيم يبدأ من هنا … إنهم جميعًا أموات … وصوت طفل بيصرخ ب أمي أمي).

وبعد العديد من الأبحاث والدراسات التي أجراها علماء ما وراء الطبيعة، اكتشفوا أن حاكم غرناطة قتل عائلة بأكملها بها العديد من النساء والرجال، منذ أكثر من 700 عام أيام الحرب الأهلية الإسبانية، وقد عذبهم عذاب شديد، ومكان قتلهم هو نفسه بيت ماريا، كما أن المنطقة نفسها شهدت حرب عنيفة، وقُتل فيها العديد من الجنود، وقرر العلماء الحفر في المنطقة، وبالفعل اكتشفوا مقبرة جماعية بها هياكل عظمية مشوهة وعليها آثار تعذيب، وتم إخراج جميع الجثث ودفنهم في مقابر مخصصة.

ليست النهاية

اعتقد الجميع أن القصة انتهت عند هذا الحد، ولكن المفاجأة أن الرسومات لم تختفي، واستمرت في الظهور باستمرار، والعجيب هذه المرة، أن الرسومات كانت أشكالها تتغير باستمرار، وكأنهم أحياء ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ووقف العلماء حائرون أمام تلك الظاهرة العجيبة، حتى ربطوا الأمر بماريا نفسها، والتي كانت في الأصل وسيطة روحية، وعندها قدرات خارقة مثل التحدث مع الارواح، وتحريك الأشياء عن بعد، فأصبحت ماريا نفسها هي محل الدراسة والأبحاث.

إقرأ أيضا

فتوى فدوى مواهب .. فرصة اختبار الوعي الجمعي!

الحقيقة والكذب في قصة بيت الأشباح الإسباني

هناك فريق آخر ظهر وقام بتكذيب كل الفرضيات الأخرى، وأكدوا أن ما يحدث ما هو إلا تمثيلية بين ماريا وابنها ميغيل، حيث كان ذلك الأخير بارعًا في رسم البورتريهات، واوضح العلماء أن أكبر دليل على كذب ماريا وميغيل، هو وجود عنصري الرصاص والكروميوم في الرسومات، مما يعني أنها رُسمت بالمواد الطبيعية للرسم وليست خارقة للطبيعة، ولقت تلك النظرية صدى واسع بين الناس، وفضلوا إتهام ماريا وميغيل بالتزوير.

وحتى عام 2004م، عندما توفت ماريا وعمرها 85 عام، ولكن لم تختفي تلك الرسومات من المنزل حتى الآن، وفي عام 2014م، ظهر برنامج وثائقي للكشف عن حقيقة منزل ماريا، وأكدوا أنه لا يوجد أي عناصر كيميائية في الرسومات، وعندما حاولوا مسح الرسومات فشلوا، وأعلنوا أن نظرية فريق التكذيب كانت مجرد حبر على ورق، ليس لها أي سند حقيقي، وحتى وقتنا هذا لا يوجد أي تفسير واضح لما يحدث في ذلك المنزل، الذي يُعد حاليًا مزار سياحي.