أسماء وبطولات شهداء الجيش المصري في الأيام الأولى من الاحتلال البريطاني
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان يوم 11 يوليو من العام 1882 م هو الفصل الختامي لفترة سياسية حرجة بعد الثورة العرابية، وكان هذا اليوم أيضاً هو الإعلان الرسمي لمرحلة الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 73 سنة، وذلك بعد نجاح الأسطول الإنجليزي المكون من 15 سفينة بقيادة الأميرال البارون بوشامپ سيمور في ضرب الإسكندرية.
ربما في ذاكرة الأمة الفنية لم يتمكن أحد من الكلام عن ضرب الإسكندرية إلا المخرجة كاملة أبو ذكري في مسلسل واحة الغروب، والذي استفاض في حلقاته الأولى عن الكارثية التي أحاطت بمصر بعد أن أطاحت بكل سيادة لها على شأنها الداخلي.
بدأ الاحتلال البريطاني بالقصف في تمام السابعة صباح 11 يوليو، وتفصح سجلات الاستخبارات العسكرية البريطانية تفاصيل ما جرى في هذا اليوم وفق تقرير سيمور حيث قال “قمت في تمام السابعة صباحا ومن على ظهر السفينة إمبرينسيبل بإرسال إشارة إلى البارجة الكساندرا لإطلاق قنبلة باتجاه التحصينات المسلحة التي أقيمت مؤخرا في طابية الاسبيتالية.
تلت ذلك إشارة عامة إلى بوارج الأسطول بمهاجمة بطاريات العدو، بدأ إطلاق النار على حصون الماغز ورأس التين وأضا وفاروس وبعد النجاح في إسكاتها في الساعة 5,30 مساء أمرت بالتوقف عن إطلاق النار”.
رغم أن الاحتلال البريطاني بدأ فعلياً في الساعة التاسعة من مساء 14 سبتمبر سنة 1882 م بعد إلقاء القبض على كافة العرابيين، لكن كان يوم 11 يوليو هو الفيصل في السجالين العسكري والسياسي بين مصر و بريطانيا.
كانت بطولات شهداء الجيش المصري مناط إعجاب قادة الاحتلال البريطاني، فالأدميرال سيمور يقول في تقرير له “لقد قاتل المصريون قتال الأبطال وثبتوا في مواقفهم وكانوا يجاوبون النيران الشديدة التي كانت تصبها عليهم مدافعنا الضخمة”.
الأمر نفسه أكده كذلك الكومندان جودريتش من رجال البحرية الأمريكية الحربية الذي كان على متن السفينة الحربية الأمريكية لانكاستر حيث أفرد الصفحة 36 من تقريره عن بطولات المصريين بقوله “وجاوب المصريون بالقتال رغم التفاوت الذي كان بينهما من ناحية العدد ومن ناحية عيار المدافع على النيران المتدفقة من أفواه مدافع الأسطول الإنكليزي إجابة مدهشة لم تكن متوقعة بتاتًا بشجاعة تستوجب الإعجاب وعندما كانت المدرعة أنفلكسيبل ترسل مقذوفات زنة كل منها 1700 رطل على حصن الفنار وتصيب ساتره فتثير الأنقاض والأتربة إلى علو الفنار نفسه ويتخيل المرء عندما يرى ذلك أنه ليس في الامكان أن يعيش أي انسان تحت نيران كهذه النيران، لا يلبث بعد بضع دقائق عندما ينقشع الغبار أن يرى جنود المدفعية المصرية ملازمين مواقفهم يطلقون قذائفهم على خصمهم الرهيب”.
يتحسر أحد مقاتلي الجيش المصري ليلة الهزيمة، وقد تم أسره ثم إطلاق سراحه لاحقاً، وهو حسن السيسي في حواره مع مجلة كل شيء والدنيا سنة 1935 م قائلاً ” من إمتى تنفع الشجاعة من غیر سلاح؟”، أھو كلنا كنا زي الوحوش عاوزين ندك الأرض دك لكن القوة في إيد العدو والشيء اللى ويانا كله راح وما بقاش إلا الخروج بالسیف”.
إقرأ أيضاً
أحقر جريمة شرف في التاريخ .. ماتت لأنها كانت تقاوم الاحتلال
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال