أشياء لم تنجح فيها النساء إلا بعد أن تنكرن “الإبحار حول العالم من ضمنها”
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم تنال النساء عبر معظم التاريخ، نفس الفرص مثل الرجال، لقد بقين في منازلهن، وأغلقن تلك الأبواب التي تؤدي للإنجازات التاريخية العظيمة، التي تدون اسم المرء في التاريخ، وفي أحسن الأحوال، لا يتم تذكر أسمائهن إلا بحكم ارتباطهن بطريقة أو بأخرى برجل مشهور، ولكن طوال تلك الآلاف من السنين من القمع، كانت هناك بعض النساء المفعمات بالقدرات والأفكار، واللاتي رفضن البقاء بعيدًا، في عالم يُسمح فيه للرجال فقط بالنجاح، فقمن بكسر القيود، وتحررن من الأفكار العقيمة، وأنجزوا أشياء قد لا يتمكن بعض الرجال من تحقيقها.
خولة بنت الأزور.. المرأة التي قادت الجيش الإسلامي ضد الإمبراطورية البيزنطية
عندما قاد المسلمون جيوشهم ضد الإمبراطورية البيزنطية في القرن السابع، تبعتهم شابة تدعى خولة بنت الأزور، كان شقيقها ضرار بن الأزور قائداً في الجيش، وقد حضرت للعمل كممرضة حيث كانت تستعد لمداواة الجرحى، ولكن عندما تم القبض على شقيقها أثناء حصار دمشق، رفضت خولة، السماح له بالتعفن في زنزانة السجن ويموت، ولبست درعًا وحجبت وجهها وأخذت مكانه في ساحة المعركة إلى جانب الرجال الآخرين، وقد قاتلت خولة بشجاعة وشراسة لدرجة أن قائد الجيش خالد بن الوليد التقى بها شخصيًا ليعترف بها على أنها بطلة المعركة، ومن ثم صُدم الجيش كله عندما كشفت عن وجهها، وبدلاً من طردها، سمح لها خالد بن الوليد بقيادة مهمة إنقاذ لتحرير شقيقها، وقد قادت خولة كتيبة من الرجال إلى المعسكر البيزنطي، وأنقذت شقيقها وكل أسير حرب كان البيزنطيين قد أسروهم، واتبعت خولة الجيش منذ ذلك الحين، وكانت في البداية المرأة الوحيدة التي تقاتل في جيش من الرجال، لكن ذلك تغير عندما أسرها البيزنطيون وألقوا بها في سجن للنساء، فقامت خولة بتسليح زملائها السجناء بأعمدة الخيام والأوتاد، مما أدى إلى قيادة جيشها النسائي المجهز بشكل عبقري، في عملية كسر حماية عنيفة انتهت بمقتل 30 جنديًا بيزنطيًا، وتحرير عدد لا يحصى من النساء.
جين باريت.. أول امرأة تبحر حول الكرة الأرضية
ليست كل قصة تنتهي بشكل جيد، قصة جين باري، المرأة التي كانت ترتدي زي رجل للسفر حول العالم، هي لحظات عظيمة في التاريخ، لكنها انتهت بمأساة مروعة، في البداية انضمت جين باريت إلى رحلة لويس أنطوان دي بوغانفيل حول العالم كعالمة نبات في عام 1766م، كان حبيبها فيليبرت كوميرسون، قد سجل بالفعل في الرحلة، ولكنه لم يرغب في الانفصال عن باريت، ولأنه لم يكن مسموحًا للنساء بالسفر في مثل تلك الرحلات، أقنعها فيليبرت أن ترتدي زي رجل وتسجل الدخول كمساعد له، وأبحر الاثنان حول العالم معًا، واكتشفا عدد لا يحصى من النباتات لأول مرة، وتم تسمية جنس كامل من النباتات التي اكتشفوها باسمها، حيث أطلق عليهم كوميرسون اسم “باريتيا” قائلاً.. إن الزهور مثلها معروفة بالتناقض، ومع مرور الوقت، أدرك الطاقم أن باريت كانت امرأة، وكانت القصة الرسمية لسنوات، أن سكان تاهيتي قد أدركوا جنسها وأخبروا الطاقم، ولكن في الآونة الأخيرة، وجد المؤرخون رواية مختلفة، مسجلة في ثلاث مجلات مختلفة للرجال، بالقرب من بابوا غينيا الجديدة، قام ثلاثة رجال من الطاقم، الذين اكتشفوا أنها امرأة، بضربها واغتصابها بوحشية، وبموجب القانون، كان يجب شنق الرجال الذين فعلوا ذلك، ولكن بدلاً من ذلك، قام الطاقم بتغطية الحادث، وأطلقوا سراح الرجال، بينما تُركت باري مع جلد ممزق وطفل رضيع، بعد أن حملت من أحد الرجال الذين قاموا باغتصابها، وهكذا ذكر التاريخ اسمها في شيء عظيم، لكنه مخيف وذو نهاية مظلمة للغاية.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال