أشياء ينبغي معرفتها عن صوم عرفة .. هل كل ذنوب السنة الماضية والقادمة مغفورة ؟
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
يعتبر صوم عرفة هو أحد أهم أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة لما له من فضل كبير في الإسلام، وعليه فإن تساؤلات كثيرة تُطْرَح بشأن صيام عرفات.
ما حكم صوم عرفة ؟
تناولت أمانة الفتوى في مصر حكم صوم عرفة فقالت “هو سنَّة مؤكدة لغير الحاج؛ حيث صامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحثَّ عليه، وقد اتفق الفقهاء على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”، كذلك هو من أفضل الأيام؛ لحديث مسلم: مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ.
هل يجب صوم أول 8 من ذي الحجة حتى يكون صوم عرفة صحيحًا ؟
اتفق العلماء على عدم وجوب صوم الثمانية أيام الأوائل، حيث ورد في الحديث الشريف استحباب صوم يوم عرفة من غير اشتراط اقتران صومه بصوم ما قبله؛ فروى مسلمٌ في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”.
هل يجوز الجمع بين نية قضاء أيام رمضان ونية صوم عرفة ؟
ذكرت لجنة الفتوى أنه يجوز الجمع بين نية قضاء أيام شهر رمضان ونية صيام يوم عرفة عند علماء الشافعية، وإن كان إفراد كلٍّ منهما بصيامٍ أكمل في الثواب؛ وفي ذلك قال الإمام الرملي في كتاب نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج “وَلَوْ صَامَ فِي شَوَّالٍ قَضَاءً أَوْ نَذْرًا أَوْ غَيْرَهُمَا أَوْ فِي نَحْوِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ حَصَلَ لَهُ ثَوَابُ تَطَوُّعِهَا كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى تَبَعًا لِلْبَارِزِيِّ وَالْأَصْفُونِيِّ وَالنَّاشِرِيِّ وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ، لَكِنْ لَا يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ الْكَامِلُ الْمُرَتَّبُ عَلَى الْمَطْلُوبِ”، أي: المطلوب في الأمر النبوي إتباع رمضان بستةٍ من شوال أيًّا كانت نية الصوم، وكذلك الحال في غيرها من صوم النافلة.
ما هي الذنوب التي تُغْفَر
أفردت دار الإفتاء المصرية فتوى كاملة حول شرح غفران السنة نتيجة صيام عرفة حيث قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صوم يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر ذنوب السنة التي قبله والتي بعده”
المراد بالذنوب في هذا الحديث هي الذنوب الصغائر، وهي ذنوب سنة ماضية أو آتية إن وقعت من الصائم، فإن لم تكن صغائر خفف من الكبائر، فإن لم تكن كبائر رفعت الدرجات، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح، وقيل يكفرها الحج المبرور، لعموم الحديث المتفق عليه “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”.
اقرأ أيضًا
فقرات التلفزيون يوم عرفة “تساؤلات حول مشكلة تغطية الحج الأكبر في زمن كورونا”
أما لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، قالت: “إن الفقهاء اتفقوا على استحباب صيام يوم عرفة – وهو اليوم التاسع من ذى الحجة – إلا للحاج لما ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: “يكفر السنة الماضية والباقية”
وفي معنى تكفير السنة الماضية والمستقبلة قال بعض الفقهاء: إن الله سبحانه يغفر للصائم ذنوب سنتين وقال آخرون: يغفر له ذنوب السنة الماضية، ويعصمه عن الذنوب في السنة المستقبلة، أما فيما يغفر من الذنوب بصيام يوم عرفة فقال جمهور الفقهاء المراد صغائر الذنوب دون الكبائر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن من الذنوب إذا اجتنب الكبائر”.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال