أطفال العالم يزينون أشجار الكريسماس بينما أُبيدت الطفولة في غزة
“الكريسماس ورأس السنة على الأبواب يلا كل ييدأ يجهزله”.. لم يتبقى سوى القليل على قدوم الكريسماس والذي يأتي بعده الاحتفال رأس السنة والتي ترافقهما الهدايا والصواريخ النارية والاحتفالات لتبدأ بعدها بداية عام جديد، ولكن في فلسطين فالوضع مختلف تمامًا عن سابقه وإن كان كل عام يشهدون فيها أحداث صراع، لكن هذا العام فاق جميع التخيلات وأصبح عام الدماء.
منذ يوم السابع من أكتوبر الماضي وغابت عن فلسطين شمس الحرية بعدما بدأت قوات الإحتلال الإسرائيلي حربها على قطاع غزة بعد الهجوم التي شنته حركة حماس عليها، لكن تلك الهجمات لم تظل ليوم أو يومين بل دخلت قرابة الشهرين ليعيش سكان فلسطين عامة وغزة خاصة أيام هى الأصعب في حياتها لتتحول إلى مدنية منكوبة تفوح منها رائحة الموتى بعدما ظل تحت الأنقاض آلاف الأشخاص ما بين شيوخ ونساء وأطفال وحتى شباب اخفقت قوات الهلال الأحمر الفلسطيني في إنقاذهم نتيجة القصف المستمر وانقطاع الكهرباء بشكل دائم فضلاً عن عدم قدرة إمكانياتهم على إنقاذ تلك الأرواح في ظل الدمار الشامل التي شهدته البلاد.
ووفقًا الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن العدوان الإسرائيلي على غزة أسفر عن استشهاد 15777 شخصًا منذ بداية العدوان كما تسبب في ارتفاع أعداد الجرحى ليصل إلى 44586 جريحًا، و تسبب في نزح 165000 شخصًا من منازلهم، وتدمير 250000 وحدة سكنية، ولا تزال الأعداد في تزايد مستمر.
وفي عمليتها في غزة تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي الإنفاق لرغبتها في القضاء على حركة حماس ورغم أن من المفترض أن خطتها واضحة إلا أنها لا تميز بين المدني وبين قوات حماس ليكون المدنين الفلسطينيين الذين أكثرهم من الأطفال والنساء هم أول من تقتلهم حماس في حربها، لتصبح دمائهم في كل مكان في غزة تثبت حجم الكارثة التي ارتكبها الاحتلال في حقهم وسلبهم حياتهم.
ومن لم تطيله صواريخ الاحتلال فطالت بعض أفراد من عائلته ليعيش يتميًا بلا أبويه، لتسلبه حق العيش في مأمن وأحضان ذويه ومنزل ياويه من قسوة طقس ليالي ديسمبر وبالأحرى سلبته حق العيش حياة طبيعية.
وكما أوضحت سابقًا فإن هدف الإحتلال الإسرائيلي الأكبر القضاء على حركة حماس، العقدة الأصعب أمام الاحتلال، وفق ما رأى محللون عسكريون ومراقبون.
في تلك الأنفاق المحصنة ضد طائرات الاستطلاع بدون طيار والعديد من القدرات الإسرائيلية الأخرى بما في ذلك الضربات الجوية، تخزن حماس ترسانتها من الصواريخ، فضلًا عن أكثر من 130 رهينة لا تزال تحتجزهم، وفق صحيفة “فاينانشيل تايمز البريطانية.
كما رأت دافني ريتشموند باراك، الأستاذة في جامعة رايخمان الإسرائيلية ومؤلفة كتاب عن القتال تحت الأرض، أن تدمير أنفاق حماس هو الجانب الأصعب في مهمة الاحتلال الإسرائيلي، ما يعني أنها الأخيرة لا تزال أمام وقت طويل من أجل تحقيق الهدف الذي رأوا البعض أنه مستحيل تحقيقه.
ورغم ادعاء الاحتلال الإسرائيلي بأنه متقدم في حربه ضد قوات حماس، لكن كان لخبير الحرب الحضرية في جامعة إكستر أنتوني كينغ، رأى أخر، حيث قال: “إن ساحة المعركة تشهد مزيجاً من القدرات القديمة والرقمية وفي بعض الأحيان تتفوق التقنيات القديمة مثل الأنفاق على باقي القدرات”
إقرأ أيضًا.. “لم يعد هناك مكان نذهب إليه” .. أكذوبة “المناطق الآمنة” في غزة تكشفها نهاية الهدنة