أعداد اللاجئين في مصر .. كيف تم التعامل معهم ونظرة المجتمع لهم ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تزايد أعداد اللاجئين في مصر بطريقة جعلتها من أكثر البلدان الأفريقية التي تستقبل أنواعًا مختلفة من الهجرة الشرعية وغير الشرعية موثّقة وغير موثّقة، وبخاصة منذ مطلع التسعينات، فقد ارتبط تدفق اللاجئين إلى مصر بعدم الاستقرار السياسي والصراعات والحروب الأهلية في البلاد الأصلية للاجئين.
وبحسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر أو طالبي اللجوء، فإن اللاجئين إما سوريون فارون من الصراع المسلح في بلادهم، أو سودانيون فارون من القتال الدائر بين الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال، والقوات المسلحة السودانية في ولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان ومنطقة أبيى السودانية، أو من العنف الدائر في دارفور السودان، أو من جنوب السودان ومقيمين في مصر لعقود ولا يعدون الوضع في السودان مشجعاً على العودة إلى الوطن، زاد عليهم صوماليون فارِون جراء التوتر الأمني في بلادهم، وإريتريون التمسوا اللجوء نتيجة انتهاكات حقوق الإنسان أو التجنيد القسري، بالإضافة لبعض اللاجئين العراقيين فروا على خلفية أعمال العنف المتصاعدة في بلادهم.
ذكر تقرير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنه وفقا لآخر إحصائية رسمية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في 18 يونيو 2020 يوجد 79.5 مليون من المهجرين قسرًاً حول العالم منهم: 45 مليون نازح داخليا حول العالم، و 26 مليون لاجئ، و 4.2 مليون طالب لجوء، و 3.6 مليون لاجئ فنزويلي.
وعن أعداد اللاجئين في مصر؛ فجمهورية مصر العربية من أكثر دول الشرق الأوسط استقبالًا للاجئين، حيث استقبلت مصر 130.047 لاجئًا سوريا، و 49.260 لاجئًا سودانيًا، ومن الجنوب السوداني تستضيف 19.818 لاجئًا، ويقيم في مصر 18.983 لاجئًا من إريتريا، كما استقبلت ما يقرب من 16.182 لاجئًا إثيوبيًا، وتستضيف كذلك نحو 9.257 لاجئًا من اليمن، وأيضاً 6.753 لاجئ من الصومال، بالإضافة إلى 1.685 من جنسيات مختلفة أخرى.
وبذلك فقد بلغ عدد اللاجئين المسجلين رسميًا من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في مايو 2020 نحو 258.821 لاجئ في مصر، إلا أن عدد اللاجئين الفعلي في مصر وحسب ما رصدته الدولة المصرية أن مصر تستضيف لاجئين ومهاجرين من مختلف الجنسيات، بلغ عددهم ما يزيد عن خمسة ملايين لاجئ ما بين مسجلين وغير مسجلين، وذلك حسب ما ذكره “الرئيس السيسي” في قمة الأمم المتحدة حول اللاجئين والمهاجرين عام 2016؛ فدائما ما تدعم الدولة المصرية تعزيز الأمن والاستقرار في دول المنطقة، وقد صرح “الرئيس السيسي” في المنتدى الأوروبي- الأفريقي بالنمسا عام 2018 بأن مصر لديها التزام أخلاقي والتزام إنساني قبل أن يكون التزام أمني تجاه اللاجئين والمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين، حيث يوجد ما يزيد عن 5 ملايين لاجئ لم تقم مصر بالمزايدة عليهم ولا ابتزاز أي دولة بشأنهم أو استخدامهم سياسيا، واللاجئين في مصر يعيشون وسط المصريين ويقدم لهم ما يقدم للمصريين.
كما تبذل مصر جهودا رامية لحسن استقبال اللاجئين وطالبي اللجوء، حيث أعرب الرئيس السيسي عن ذلك خلال منتدى شباب العالم 2019 مؤكدًا رفضه لاستخدام كلمة لاجئين مؤكدًا أن مصر تستخدم لفظ ضيوف مصر بدلا من اللاجئين، وإنه لا توجد معسكرات لإيواء اللاجئين على أراضي مصر وأنهم يعاملون أفضل معاملة وغير مقبول أو مسموح بالتعامل معهم بشكل سلبي فهم يمتلكون شركات وتجارة وأعمال في مصر على أفضل ما يكون.
وفي كلمته خلال مؤتمر ميونخ للأمن 2019 صرح “الرئيس السيسي” بأن مصر نجحت في وقف أي محاولات للهجرة غير الشرعية عبر شواطئها منذ سبتمبر 2016 كما دخلت في ألية حوار ثنائية مع عدد من الدول الأوروبية لتأسيس تعاون ثنائي للتعامل مع تلك الظاهرة ليس فقط من حيث تداعيتها بل وبحث سبل التغلب عليها وعلى أسبابها فضلا عن استضافتها للملايين من اللاجئين الذين يعيشون باندماج كامل في المجتمع المصري دون أي دعم خارجي ملموس مع الحرص الكامل من جانب مصر على عدم المتاجرة بهذه القضية التي تتعلق بجوانب انسانية في المقام الأول.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال