رغم الانفتاح..لماذا التنصَّلَ السعودي من راب “بنت مكة”؟
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
انا بنت مكة، حجازية وجالسة على الدكة.. سيدي وخالي وستي شوف الكلام كيف بتمطو
لبنية حلاوة لدو ويا حلاوة يلي اطيح في يدو.. شفتها زي القالب اللي ما يتعنى لها غالب
هذا ما جاء في كلمات أغنية الراب “بنت مكة” التي تعرضت لهجوم واسع في المملكة العربية السعودية حيث طرحت أصايل سلاي إحدى الفتيات السعوديات الأغنية على طريقة الفيديو كليب وبمجرد عرضها على قناتها الرسمية بموقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب” أثار غضب السعوديين مبررين ذلك بأنه أنه لا يتناسب تمامًا مع العادات والتقاليد السائدة لديهم فلماذا لم يتقبل الرأي العام السعودي هذه الأغنية على الرغم من الحفلات الفنية التي تقام على ارض الرياض؟
في الآونة الاخيرة تتجه المملكة العربية السعودية بمباركة و رؤية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى سياسات الانفتاح وترك الانغلاق والتشدد الديني بل وتكريس لخطة تستوجب التخلّص من الثوب المحافظ بما يتلاءم مع العصر الحالي فأخذت السلطات بالمملكة تعمل جاهدة على ابراز شكل اخر مختلف عن طريق إقامة الحفلات الفنية وعلى أكثر من واجهة وبشكل متسارع لتأكيد جديتها في السير قدما نحو الانفتاح بما يتوافق مع أجندة بن سلمان 2030 وعلى أن تكون محاور التطور في شتى المجالات التي حرم منها السعوديون تحت بسبب الأفكار الوهابية والتزمت والإنغلاق طوال السنين الماضية فلما رفضت بنت مكة بتوجيه شخصي من أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل مطالبًا بإيقاف المسؤولين عن إنتاج الفيديو كليب؟.على الرغم مما تثيره إقامة حفلات فنية في السعودية من جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض لكن يبدو أن الأمر هذه المرة تعلق بالاختلاف ولم يوافق السعوديون على ان تكون الفتاة التي أطلقت الأغنية بلون بشرة سمراء ومعها وبعض الطفلات بنفس لونها وقال عنهن الرافضون أنهن لايمثلن إلا “بنات الجاليات والأفارقة” مرجحين أن تكون الفتاة ومن معها يحملن جنسية احدى دول ااقارة السمراء اريتريا او السودان او الصومال مستبعدين أن تكون سعودية بسبب بشرتها على الرغم من انها غنت بلهجة سعودية خالصة وطالب المنتقدين بترحيل الفتاة ومن معها!.
لم يعتبر منتقدو الفيديو كليب خاصة من مكة انها تعبر عن الهوية السائدة رغم سياسات 2030 حيث غرد الحساب الرسمي لإمارة منطقة مكة على تويتر “”أمير مكة #خالد_الفيصل يوجه بإيقاف المسؤولين عن إنتاج فيديو أغنية الراب (بنت مكة) الذي يسئ لعادات وتقاليد أهالي مكة ويتنافى مع هوية وتقاليد أبنائها الرفيعة. .. تضمن توجيه سموه إحالتهم للجهات المختصة؛ للتحقيق معهم وتطبيق العقوبات بحقهم”.
ورغم ما تبرز سياسات الانفتاح السعودية من قبولا لدى النخب الشابة على مستويات عدة إلا أن أمير مكة خالد الفيصل لم يتوانى في اتخاذ إجراءات سريعة تمثلت في إيقاف المسؤولين عن إنتاج الفيديو مبررًا ذلك بـ “إساءته لعادات وتقاليد أهالي مكة، وتنافيه مع هوية وتقاليد أبنائها الرفيعة واعتبر السعوديين رغم ما تشهده المملكة من طفرة في الكثير من المجالات التي يتبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إطار 2030 ان بنت مكة ليست كما ظهرت في كليب “بنت مكة”.
فيبدو أن هناك حسابات اخرى تتعلق بالشكل والهوية خارج بنود تحرير المرأة من القوانين الوضعية التي رسخها المتشددون في العصور الأولى لكن ليس للنساء الترفيه وحضور الحفلات وإبراز جمالهن وقيادة السيارة فحسب.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال