“أغضبني” (4) .. عمرو أمين .. صاحب ريشة سامة أم صاحب وجهة نظر؟ (حوار)
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أهلًا بكم في الحوار الصحفي الرابع من سلسلة “أغضبني”، وفكرة سلسلة حوارات “أغضبني” تقوم على إننا سنتوجه رأسًا إلى الشخص أو الجهة التي تستفزنا من خلال تقديم محتوى ما يجعلنا نضغط على ريأكت “أغضبني” بدون تردد .. سنتوجّه إليهم ونسألهم سؤالًا رئيسًا يمكن أن يتفرّع منه أسئلة أخرى إذا اتسعت مساحة الحوار لذلك ويمكن لا .. لكننا نعدكم بأن هذا السؤال سيكون سؤالًا مُفتاحيًا يفكك تلك الأفكار والتوجّهات .. مع كامل الحيادية في نقل رد الضيف .. ولمطالعة الحوار الأول والثاني والثالث من سلسلة حوارات أغضبني .. اضغط “الحوار الأول ” أو “الحوار الثاني” أو “الحوار الثالث” .
(هامش) .. في الطريق إلى عمرو أمين
وعمرو أمين –لمن لا يعرف- فهو صاحب اللوحات الأكثر انتشارًا خلال السنوات الثلاث الأخيرة .. اللوحات سلسلة من اليوميات بين عاشق وحبيبته تحت عنوان “يوميات عاشق”، وهي لوحات استُخدم فيها طريقة الاستطالة، ومحو ملامح الأشخاص أي أنه لا يظهر منها أعين أو أنف أو أذن أو فم أو أيًا من الملامح .. وفي هذا فليتحدث المتخصصون في التفسير .. لكن طريق “محرر الميزان” لم يكن إلا نصف ساعة من الأسئلة التي سبق تحضيرها لحوار يبدو في ظاهره عن الفن واللوحات والجمال، لكنه يحوي في باطنه أفكارًا مشحونة، وأزمات يجب ألا تمر مرور الكِرام، وأجيج بين اعتقادات يحاول المجتمع – في رأينا – التخلص منها وأخرى يحاول عمرو أمين ترسيخها.
(رأي انطباعي) لمحرر موقع الميزان قبل إجراء الحوار
يرى محرر موقع الميزان – وهو رأيًا شخصيًا خاص به- أن الفنان عمرو أمين قد طوّع موهبته لمداعبة فئة جماهيرية يدرك جيدًا أنها الفئة الأكثر تفاعلًا على المحتوى سواء أكان مكتوبًا أو مسموعًا أو مرسومًا أو غيرها من الوسائط المختلفة .. فئة يدرك “أمين” جيدًا أنها الأغلبية من حيث العدد .. فالملعب هنا مضمونًا .. أنت هنا ضمنت نسبة لا بأس بها من اللايك والشير و(الخناقات) التي –حتمًا- ستُفضي إلى تريند ما .. وهكذا تلعب ريشة الفنان دور حقنة (بينج) لأفكار المجتمع، فلا هي تحاول تغييره ولا هي تشير لعوراته، بل تقول له بما معناه (انت صح) .. ويرى أيضًا أن سببًا رئيسًا في انتشار الرسومات هو أن الرسومات مزجت بين الإتقان والشعبوية في آن واحد .. فخرجت كمنتج عجيب يتفاعل معه الكثيرين كأول حالة ينزل فيها الرسم إلى الشارع لا أن يصعد الشارع إلى الفن .
نَص الحوار :
- ألا ترى أن بعض من أعمالك الفنية- وبالتحديد التي يظهر فيها الرجل صاحب (قرنين) – تحض على أفكارٍ رجعية يحاول المجتمع التخلص منها حاليًا؟
- ما توصفه بـ “الأفكار الرجعية” تختلف من منطقة لأخرى، فليس معقولًا أن فئة صغيرة تعيش غالبًا في (الكومباوند) تحاول تغيير مجتمعنا الريفي الطبع والطباع الذي هو مكونًا من ملايين من المصريين .. فمجتمعنا يملك كثيرًا من القيم والمبادئ والأعراف لابد من التمسك بها والحفاظ عليها .. وهدفي الأساسي من تلك الرسومات ألا تطغى ثقافة (الكومباوند) على قيم وأعراف مجتمعنا الريفي الأصيل .
- هل ترى أن دور الفن يكمن في مواجهة الأفكار الرجعية والخاطئة في المجتمع أم يداهنها ويمشي بمحازاتها؟
- من خلال تجربة اللوحات التي رسمتها وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، أستطيع القول بأن تأثير تلك اللوحات منطقتها الحقيقية ليس في التغيير أو المداهنة، بل إن لوحاتي أصبحت مقياسًا وأصل يمكن العودة له لقياس فعلٍ ما لشخصٍ ما.. وكان التأثير كبيرًا لدرجة أنه تجاوز تأثير كثيرين مما يعملون في مجال الوعظ الديني .. فتلك اللوحة التي تراها في ثلاثون ثانية تأثيرها يغني عن كثير من الخُطَب والمحاضرات المطوَّلة .
- لديك فئة كبيرة من المتابعين .. ألا تلاحظ أن شريحة كبيرة من متابعينك هي الشريحة التي تروج على حساباتها الشخصية إلى الأفكار الرجعية؟
- ليس بالضبط ما تقوله .. فالسوشيال ميديا فضاء واسع، وأنا أناقش في رسوماتي عديد من الموضوعات، وبحسب الموضوع الذي أناقشه تجد التفاعل من حيث الشريحة التي تتناسب أفكارها مع أفكار الموضوع الذي أناقشه .
- هل تُرجع شهرة رسوماتك إلى الاستايل الخاص بك في الرسم، أم تُرجعها إلى تلك الموضوعات التي تتناولها؟
- أولًا الاستايل، ثانيًا لأنني ألمس بلوحاتي مناطق لم تُرسم فيما قبل، فالفن التشكيلي معروف دائمًا بالإسقاط والرمزية .. لكن لا يوجد من يشتبك مع أزمات المجتمع بواسطة اللوحات مثلي .
- هناك فئة من متابعينك يعتبرون الفن – أو التعبير بالفن- من الأساس يندرج تحت باند “الحرام”.. فما رأيك في ذلك؟
- بالعكس، رأيت أن هؤلاء الذي تقول أنهم يحكمون على الفن أنه “حرام” لا يحكمون بذلك في التعليقات على لوحاتي .. والدليل على ذلك عدد “الشير” على لوحاتي .. هناك عدد كبير من “الشير” على الأكونت الشخصي والحسابات التي تنشر رسوماتي لتستفد من جاذبيتها .
- قدّمت برنامج “المَرسَم” .. وأجريت حوارات مع جميع الفنانين التشكيليين المصريين من الإسكندرية إلى أسوان .. من خلال تلك التجربة : ما هي أكبر الأزمات التي تواجه الفنانين التشيكليين المصريين؟
- معظم مشاكل الفنانين التشكيليين المصريين مادية .. لأن الفنان في النهاية إنسان لديه التزامات ويسعى خلف الأكل والشراب .. وعرض اللوحات في سوق “الجاليري” ظالم لمعظم الفنانين لأنه إن كان لدينا مثلًا عشرة آلاف فنان، فإن عشرة منهم فقط من يهتم بهم سوق “الجاليري” الذي يضمن من خلف لوحاتهم ربحًا ما .. لذلك أطالب بإقامة أكثر من معرض ومَرسم على مدار العام في جميع أنحاء الجمهورية، وتكون عبارة عن قاعات عرض محترمة تليق بأسماء الفنانين وتاريخهم .. ولا بد أن يُسمح ببيع اللوحات في المعارض الرسمية لأن القطاع الحكومي لا يسمح ببيع اللوحات، فلما لا يسمح بالبيع لإفادة الفنان التشكيلي وفي نفس الوقت تُدرج نسبة محددة للقطاع الحكومي فتعم الاستفادة ؟!
- تقول دائمًا أنك الفنان التشكيلي الأكثر شعبية .. هل ترى أنك أشهر من أسماء كبيرة مثل محمد عبلة ومحمود سعيد؟
- في وسط الفن التشكيلي لا يوجد مجال للمقارنة بيني وبين مثلًا اسم مثل محمد عبلة .. لكن عندما نخرج خارج الوسط الفن التشكيلي – أي في الشارع المصري- فلا يوجد مقارنة بيني وبين أي فنان آخر .. وأذكر لك موقف يجيب لك عن السؤال بشكل أقرب .. كنت أمشي مع الفنان محمد عبلة في شوارع الزمالك وبين كل شارع والآخر يوقفني أحد العابرين للتصوير معي بينما يقف محمد عبلة في انتظاري لأنتهي من التصوير .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال