أفضل عشر ألبومات في مسيرة الملك “محمد منير “
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عبر مسيرة فنية مدهشة طيلة اربعون عامًا، كان ولازال محمد منير ملكًا متوجًا على عرش الغناء المصري المعاصر، تجربة شديدة التفرد والخصوصية أمتلك أدواتها جيدًا، ضلت احيانا وخرجت عن الإطار الذي بدأت به، لكنها لازالت حتي الأن واحدة من التجارب الملهمة التي غيرت في واقع الغناء العربي بأكمله.
في حياة منير ألبومات عظيمة حفرت في ذاكرة المستمع وكانت بمثابة النقط المضيئة المبهرة في مسيرته الفنية، لم تغب شمس تلك الألبومات واحتفظت بطزاجتها وتفردها حتى بعد مرور سنين طويلة على إصدارها، سوف نلقي الضوء على أهم عشر ألبومات في مسيرة ملك الغناء المصري “محمد منير”
(10) في عشق البنات 2000
جسد الألبوم مرحلة هامة في تاريخ منير ؛ فلأول مرة وبشكل رسمي يقتحم صوت منير أماكن لم يرتادها من قبل، بفضل أغنية في عشق البنات والتي كانت تغنى في الأفراح وعلى غير عادة أغنيات منير، ثم غازل الجمهور بأغنية “ربك لما يريد” والتي تماست مع تجربة منير العميقة وفي نفس الوقت تلاقت مع مزاجية الجمهور الجديد الذي استهدفه، لا يمكن إغفال دور المنتج “نصر محروس” والذي استطاع أن يجعل منير مسموعًا من فئات لم يكن في مخيلتها أن تسمع منير في يوم من الأيام، وفي نفس الوقت أمسك العصا من منتصفها بأغنيات غازلت جمهور منير الأصلي مثل”هون ياليل” و”سيدي” و”أنا بعشق البحر”
(9) طعم البيوت 2008
لو قمنا بعمل استفتاء بسيط عن أفضل ألبوم لمنير في الألفية سيتربع “طعم البيوت” على العرش بلا منازع، الألبوم تشعر فيه برائحة أغنيات منير القديمة، استعان فيه منير ببعض من الحرس القديم في ألبوماته المهمة مثل “الأبنودي” و” مجدي نجيب” و” ووجيه عزيز” و”رومان بونكا” و”أحمد منيب” وضم إليهم بعض الوجوه الجديدة على فنه مثل الملحن “محمد رحيم” والشاعر”نصر الدين ناجي” وأخرج أفضل مافي جعبة الموزع “أسامة الهندي” ليصنع خلطة دسمة بأغنيات صنفها الجمهور على أنها تصحيح لمسار منير الفني.
(8) الطول واللون والحرية 1992
في مشوار منير البومات ظلمت فنيًا لتمردها وجرأتها على السائد وقتها، في وقت كانت الأغنية تسير في إتجاه لون موسيقي واحد، ظهر الطول واللون والحرية كتجربة مختلفة تميزت وسط تجارب موسيقية تشبه بعضها، استعان منير بوجوه موسيقية جديدة سوف تساهم في بناء المرحلة الثانية المهمة من حياته، فصنعت أغنيات متمردة على السائد بطرح شعري مميز احتفظت ببريقها حتى الأن.
(7) بنتولد 1979
التجربة الأخيرة مع هاني شنودة والتي جعلت منير اسمًا مهمًا في الغناء المصري المعاصر، وعوض بها الفشل التقني الذي لاحق ألبومه الأول “علموني عنيكي” ، وضحت شخصية “شنودة” الطاغية في تنفيذ الموسيقى والتي لازالت تحمل عبق السبعينات واوائل الثمانينات لذا لم يصمد الألبوم كثيرًا وأن ظل هو فرحة النجاح الأولى في تجربة منير .
(6) شيكولاته 1988
يحتل الألبوم مكانة مميزة في مشوار منير كونه الأول بعد تجربة سونار، والتي حاول فيها منير إثبات انه قادر على النجاح مع اّخرين، شهد الألبوم التعاون الرسمي الأول بين منير والشاعر عبد الرحمن الأبنودى والملحن الكبير كمال الطويل ، نجح منير في تقديم نفسه بخلطة موسيقية مدهشة فأسند توزيع نصف الألبوم لفريق “لوجيك أنيمال” بقيادة رومان بونكا والذي قدم منير في شكل موسيقى جديد بخليط مدهش بين الشرق والغرب، وفي الألبوم واحدة من أهم أغنياته “بره الشبابيك”
(5) برئ 1986
لأول مرة يصبغ منير أغنياته بصبغة شرقية، الألبوم وضح فيه نضج منير الفنى بتنويع الألحان فظهرت أسماء جديدة على تجربته مثل “محمد الشيخ” و”عبد العظيم عويضة”، بعد رحيل عازف الإلكتريك جيتار عزيز الناصر عن فرقة يحيى خليل حاول خليل تدارك الأمر بضم عازف القانون “جمال بشارة” و عازف الكيبورد “عبد الغني المهدي” لكن الأخراج الموسيقي ظلم ألحان الألبوم بالإعتماد المبالغ فيه على الكيبورد.
(4) ممكن 1994
يعتبر ممكن هو درة ألبومات منير في التسعينات، تجربة مدهشة وجرئية مع المنتج “عمرو محمود” حافظ فيها على خصوصية مشروع منير الفني، الألبوم كان طفرة موسيقية وقتها في ظل أن الأغنية كانت أسيرة لون موسيقي واحد، واثبت ان منير خارج المنافسة،ضم الألبوم شعراء من أجيال مختلفة يتقدمهم عبد الرحمن الأبنودي الذي أثبت أنه ليس بالضرورة أن تكون الأغنيات الإيقاعية السريعة كلماتها تافهة، وتألقت كوثر مصطفي الذي جذبت الأنظار بمفرداتها الجديدة على سوق الغناء المصري، ونوع في الإخراج الموسيقي بالاستعانة بعمرو محمود وعمرو أبو ذكري وأشرف محروس وحرفيًا كل أغانيه قادرة على إنجاح أي ألبوم .
(3) وسط الدايرة 1987
يحتفظ وسط الدايرة بمكانة خاصة لدى عشاق منير فهو التجربة الأخيرة مع شركة سونار و فرقة يحيى خليل، تدارك منير الاستسهال الذي حدث في الإخراج الموسيقي لألبوم “برئ” بدخول فرقة رومان بونكا كمنفذ موسيقي بجانب فرقة يحيى خليل، لأول مرة لا يستعين منير بأي لحن للحاج أحمد منيب، وواصل منير إدهاشنا بثماني أغنيات لن تجد أي رابط بينهم، الألبوم كان محاولة تجريبية ناضجة من منير لدمج موسيقاه مع تنويعات موسيقية من أماكن مختلفة من السودان والمغرب وقدم أغنية مهداة لروح الشهيدة “سناء محيدلي”، ودخل شعراء جدد في تجربته الفنية أهمهم على الإطلاق “عصام عبد الله”.
(2) اتكلمي 1983
ثاني أهم تجربة فنية في حياة منير، الإعتماد على مدرسة منيب في التلحين ودمجها مع أنماط موسيقية مختلفة، إعطاء الفرصة لعزيز الناصر وفتحي سلامة ومايكل كوكيس – أعضاء فرقة يحي خليل – كموزعين منفردين فحافظوا على نسق الألبوم وفي نفس الوقت ساهموا بتنوعه موسيقيًا أكثر، الألبوم به مساحات ارتجال موسيقية لم تكن موجودة من قبل في الغناء المصري، من التجارب القليلة التي قلما تتحد فيها جميع العناصر لصناعة أغنية قوية باقية حتى الآن.
(1) شبابيك 1981
درة تاج ألبومات منير والنقلة الأهم في تجربة منير، ألبوم يسبق زمنه بكثير وبداية مرحلة تطور للموسيقى المصرية المعاصرة، مزيج مدهش ومختلف بخلط السلالم النوبي مع موسيقى الجاز من صناعة وتنفيذ أربعة موسيقين فقط، تنويع الأدوار بين العازفين في الفرقة ساهم بشكل كبير في ظهور هذا الألبوم الطفرة الذي يعتبر قطعة أصلية يصعب تكرارها او نسخها، مضامين شعرية مختلفة سوف تكفل الخلود للتجربة نجحت في مزاحمة والتفوق على زحمة أغنيات القاهرة الإستهلاكية، هو أحد أكثر الألبومات إكتمالًا في تاريخ موسيقانا المعاصرة وأهم ألبوم في تجربة منير .
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال