همتك نعدل الكفة
939   مشاهدة  

أفلا تتفكرون .. هل ما قالته فتاة كتب الكتاب حرام شرعًا ؟

فتاة كتب الكتا ب
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



هجوم حاد على مواقع التواصل الاجتماعي على فتاه اسموها ” فتاة كتب الكتاب”، ما دار في ذهني حينها أن الفتاة هربت كأمينة خليل وقت عقد قرانها، أو قامت بضرب خطيبها قتلت إحداهم حتى تنال كل هذه الكم من الغضب والسباب عبر وسائل التواصل .

قبل أي شيء نحن نعاني في المجتمع مؤخرًا؛ نعاني من قلة الحياء من عدم احترام خصوصية الأشخاص والمؤسسات، كل فرد منّا له خصوصية؛ خصوصية في كلامه في ملبسه في رأيه في فكره، كل شخص منّا حر مالم يؤذي الآخر بأي شكل أو وسيلة، وهنا ماذا فعلت تلك الفتاة، لننال منها، لم تتفوه مثلا بلفظ خارج خادش للحياء، هي حره في شأنها الخاص.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الكل في الفيديو الذي ظهرت فيه هذه الفتاة تملي وصاياها على زوجها المستقبلي أيًا كانت اللهجة التي تحدثت بها، كان الجمع سعيد لم يعلق أحد على حديثها من الحضور سوى بابتسامة سعيدة، ما قالته ليس ضد الدين، بل هو من قبيل صلة الأرحام، وبرها بوالدتها .

الزواج في حد ذاته مسألة صعبة بل تكاد تكون مستحيلة في  هذه الفترة في ظل مناخ غير سوى لإنشاء أسرة تنصهر مع بعضها كما هو الأصل في الزواج، فقال تعالى :” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرت .

الزواج من أصعب قرارات الحياة، وربما فتاة كتب الكتاب كان لديها الهاجس الداخلي من سوء تصرف الزوج مع أهلها كما هو حال الكثير الآن، ربما دار في ذهنها هذه المشكلات التي نسمعها كل يوم من قطع الأرحام بسبب الزوج، وربما أرادت أن تذكره قبل إمضاء العقد ليكون المشهد عالق في ذهنه مدى الحياةتذكره به متى أساء لوالدتها أو أهلها.

اختيار الزوج أو الزوجة في هذه الفترة لنحقق الآية الكريمة في سورة الروم ” وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ،غاية في الصعوبة فحتى نحقق السكن والمودة والرحمة لابد أن يكونا الزوجين من ذوي الأخلاق الحميدة والدين القويم، أن يكونا بلا عقد نفسية، فالدنيا طريق صعب ويحتاج إلى شريك  هيّن ليّن متفاهم ولديه مبادئ يرجع إليها، وأخلاق عالية يتطيع أن يفهم ويحتوي الشخص الذي يعيش معه، فلو لم يتوافر هذا ، فالبقاء بدون زواج أفضل بكثير .

أما بخصوص ما اشترطته فتاة كتب الكتاب على خطيبها قبل الزواج بصرف النظر عن الأسلوب فهو حق كامل لها فلو اعتبرنا أن ما قالته من قبل الاشترطات قبل العقد، فالسادة الحنابلة جعلوها من قبيل الاستحباب غير واجب، وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى وجوب الوفاء بالشروط.

قال المرداوي في  الإنصاف: حيث قلنا بصحة شرط سكنى الدار أو البلد ونحو ذلك، لم يجب الوفاء به على الزوج، صرح به الأصحاب، لكن يستحب الوفاء به، وهو ظاهر كلام الإمام أحمد -رحمه الله- في رواية عبد الله، ومال الشيخ تقي الدين -رحمه الله- إلى وجوب الوفاء بهذه الشروط، ويجبره الحاكم على ذلك.

إقرأ أيضا
زينب بنت رسول الله

فلا داعي لكل هذا العبث الحاصل والهجوم الحاد على الفتاة المجتمع مليئ بكل السوء لنكون والهاجس سواء، نلتمس الوجه والرؤية الصحيحة لما أرادت، وفي النهاية هي حرة!.

الكاتب

  • فتاة كتب الكتاب مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان