همتك نعدل الكفة
453   مشاهدة  

ألبوم ذكريات نهائي المونديال يوم أحببت باجيو وكرهت الديوك

باجيو


منذ عام 1994 وحتى عام 1998 لما تفارق ذاكرتي صورتان، الأولى صورة بيبتو وهو يحتفل بالهدف وبطفله الوليد، تلك الاحتفالية الأشهر قبل صراع الدون والعنزة، وصورة باجيو وهو ينظر إلى الأرض كأنه اليأس المجسم منتظرا من يطلق عليه رصاصة رحمة، حتى آتي زيدان ليقتل رونالدو بدم بارد في نهائي باريس 1998، لتظلم مدينة النور في وجهي للأبد.

الكرة ربما تورثنا أفكارها ومشاعرها، فأنا لا أحب المنتخب الفرنسي ولا أحلم بزيارة بلدهم كما لا أحب المنتخب الإيطالي ولا أحب لعبهم، ولكن في كل نهائي كأس عالم منذ عام 1994 حتى الآن صورة احتفظ بها لتكون هي صورة النهائي وربما صورة الكأس نفسها، فلا نهائي مر إلا بصورة أيقونية في ذاكرتي تفاعلت معها وأحببتها.

1994 باجيو ورصاصة الرحمة

باجيو

وقتها لم أدرك قطعا، ما هو المصير المنتظر للاعب أهدر ضربة ترجيح في نهائي كأس العالم، ولكن علقت في ذاكرتي صورة باجيو الملتقطة من خلف شباك المرمى وكأنها تنبؤ بمصيره بعد هذه الضربة، الضربة التي سيظل باجيو سجينًا لها مهما حقق من إنجازات، شبح تجمعت فيه كل معالم ومعاني اليأس والحزن، وقف كمان يتمنى رصاصة رحمة طائشة ترحمه من عذاب يتوقعه.

1998 زيدان وقوس النصر

باجيو

لم أتعرف على منتخب فرنسا في 1994 فهم لم يصلوا إلى المونديال ولكنني قابلتهم في 1998، في تلك البطولة كنت أشجع المنتخب الإنجليزي للمرة الأولى في كأس العالم بعدما شاهدتهم في يورو96، لن أنسى طرد بيكهام أمام أفضل منتخب أرجنتيني رأيته يلعب، ولكن حينما خرجت إنجلترا أدركت أنني لن أشجع الأرجنتين ما حييت وإن كنت أهيم عشقًا في تلك التشكيلة الاستثنائية التي لعبت كأس عالم 98.

ولكن الصورة لم تكن لبيكهام ولكنها كانت لزيدان، بعدما قتل رونالدو الإعجازي بدم بارد هو وزملائه في نهائي الكأس بثلاثية لا يستحقها الفريق البرازيلي، أهدت الكأس لفرنسا، فبعدها عمت الاحتفالات لاي صورة زيدان معروضه على قوس النصر الباريسي لترسخ في ذهني صورة القاتل المحترف، ولن أنفي أنه رغم كرهي للديوك إلا أن زيدان من المفضلين دائمًا.

2002 “كان” ياما كان

باجيو

ربما لأني كنت أحب حراسة المرمى وكنت حارس جيد على مستوى شارعنا الضيق فلقد أدركت أن الألمان لديهم أسطورة في حراسة المرمى تدعى أوليفر كان، الحارس العصبي سيء المزاج المليء بالطاقة والقادر على صد كافة الكرات رأيته ينهار في النهائي، حينما انبعث رونالدو من رماده كالعنقاء ليهدي البرازيل أخر كأس عالم، كان هذا على حساب عملاق وأسطورة قدم أفضل أداء له في مسيرته ولكنه سقط، لتصبح صورة أوليفر كان وهو يستند على القائم هي صورة المونديال.

2006 ومن غير زيدان؟!

باجيو

حينما مرت فرنسا إلى الدور ال 16 بدأ السحر، هكذا اتفق كل من شاهد هذا المونديال، سواء كانوا من عشاق الديوك أو من كارهيها مثلي، لم يمتلك أحد رباطة جأشه أو البجاحة الكافية لينكر على زيدان إبداعه، لتأتي مباراة دور الثمانية أمام البرازيل برونالدو ورونالدينيو ليصبح زيدان كموسي أمام سحرة فرعون، يلقي بكرته فيلتهم سحر الجميع، قبل أن يصل إلى النهائي وركلة الجزاء الشهيرة ثم النطحة الأشهر، ولكن حينما مر زيدان بجوار الكأس أدركت – بل أدرك العالم- أن زيدان لن يرفعها، وأن هذه هي لقطة الوداع

2010 ماذا ضيعت يا روبن؟

باجيو

الدقيقة 62 من المباراة وأحد أفضل الأجنحة في تاريخ اللعبة ينطلق منفردًا إلى مرمى الخصم، هدف مؤكد فأرفين روبن لا يضيع هذه الكرات، بويول التاريخي يقف مذعورًا والقديس الإسباني يحاول أن يتمدد لغلق كافة الزوايا، وبغرابة طاشت الكرة، لامست قدم القديس كاسياس لتخرج، حينها وضع روبن يديه على وجهه ورأسه بينما قفز بويول فرحًا بتعملق حارس مرمى منتخبه في صد الكرة التي كان من الممكن أن تنهى لعنة النحس الهولندي وكأس العالم ولكن قدم القديس أهدت الكأس لإسبانيا قبل أن يحرز إنيستا هدفه القاتل بخمسين دقيقة على الأقل، لتصبح تلك الصورة هي صورة هذا المونديال.

2014 ما أشبه الميسي بالبارحة

باجيو

إقرأ أيضا
السيسي - أردوغان

نهائي سيء وكأس عالم توقيته سيء – بالطبع لا يوازي سوء بطولة 2002 – ورغم إثارة نتائجه كان النهائي هو أسوأ مباريات هذه البطولة، ولكن تظل صورة ميسي وهو ينظر لكأس العالم بعد الخسارة وهو في طريقه لتسلم فضية المركز الثاني هي صورة هذا المونديال وكأن ميسي وحده لا يكفي.

2018 بعد كل هذا؟!

باجيو

من لم يتعاطف مع الكروات في 2018؟ بالتأكيد الحصان الأسود في البطولة الفريق الذي ناضل وأكثر فريق لعب عدد دقائق مرة بصعوبة من الدنمارك في دور 16 بعد وقت إضافي وضربات جزاء وبنفس السيناريو من روسيا في دور الثمانية ثم إنجلترا في نصف النهائي لتنتهي المغامرة على يد الإرهاق البدني ومبابي في النهائي، حينما وقف الفريق الفرنسي يحتفل وقف مودريتش ينظر كأنه يعاتب القدر في صورة تلخصت في سؤال وحيد، أبعد كل هذا؟ لتكون تلك صورتي الخاصة من المونديال الأخير في انتظار نهائي اليوم لأخرج بصورة جديدة تنضم لألبوم ممتد للحظات عشتها في كأس العالم.

 

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان