ألبوم سهران عمرو دياب … ليس في الإمكان أفضل مما كان
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
ألبوم سهران
فى كل مرة كنت استمع فيها إلى ألبوم لعمرو دياب كنت أخذ الألبوم بمحمل جدي تمامًا، أحاول اكتشاف الجديد الذى جعل جمهوره يسهر الليل يستمع إلى الألبوم ويغرق مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من البوستات والتغريدات كلها تخرج من باب مدح ذكاء وحكمة وفطنة عمرو دياب، تلك التغريدات التي تتكرر بعد صدور أي ألبوم له حتى أصبح بعضها كلاشيه ثابت، وبما أن عمرو يكرر نفسه منذ خمسة عشر عامًا فطبيعي جدًا ان يتكرر رأي الجمهور فهي هي نفس التعليقات والتغريدات التغيير الوحيد فقط في أسم الألبوم.
بعد صدور ألبومه الأخير “سهران” توصلت إلي حقيقة مهمة هي أني كنت مخطئ تمامًا بأن أخذ أغنيات عمرو بمحمل جدي في الوقت الذي يتعامل عمرو فيه مع جمهوره بشكل هزلي مضحك، وكأن الجمهور طفل يريد قطعة من الحلوى لا يهم أن كانت رخيصة أو باهظة الثمن المهم أنك ستسكته وتلهيه تمامًا وتجعله ينتشي ولو للحظات وفي نفس الوقت يحافظ على وجوده وقمته دون بذل مجهود ضخم يتناسب مع مشواره الفني الطويل وحجم شعبيته الأكبر على مستوى الوطن العربي.
اللي يلعب مع الترند يستحمل.
في يوم وليلة تحول البوم سهران للترند الرئيسي في كل مكان، ترك الجميع الحديث عن الألبوم وتفرغوا للحديث عن الجوكر الذي نزل ساحة المعركة كي يسحق خصومه ويحطم التريندات في ست ساعات، لكنهم لم يدركوا أنه بما أنه قرر ان يلعب بقواعد التريند فعليه أن يتحمل تبعاته فأقصى تريند على السوشيال ميديا هو يومين و لسوء حظه تحول التايم لاين بقدرة قادر من الحديث عن الألبوم للحديث عن مباراة هامة بل وزاد الطين بلة هو صدور عدة أغنيات لمطربين أخريين أكلت من تريند الألبوم.
صدر الألبوم في ست عشر أغنية منها أربع أغنيات قديمة صدرت في فترات سابقة هي “يوم تلات – أول يوم في البعد – بحبه – قدام مرايتها” والباقي هي الأغنيات الجديدة للألبوم.
جامدة بس
أخر أغنية صنعت خصيصًا للألبوم قبل صدوره بيوم واحد فقط، ولا أدري ما الغرض منها سوى أنهم لم يجدوا أغنية تصلح لكي تكون هيت للألبوم، كلمات تامر حسين لم تختلف في صياغتها عن أغاني المهرجانات والتي تنظر إلي المرأة بشكل غريزي بحت بمفردات مثل “جامدة بس” “عندها تفاصيل خلت ناري تقيد” الغريب أن من يهاجمون أغاني المهرجانات لا مشكلة لديهم في تلك المفردات ما دام تصدر من عمرو دياب، لحن عمرو مصطفى ركز على السنيو كعادته الدائمة وتكرار جملة جامدة بس، توزيع نادر حمدي لعب على نفس الوتر بتكرارها في اللزمة الموسيقية رغم أن مقدمة الأغنية كانت مختلفة عنها.
سهران
من بداية الدخول يظهر توزيع مدكور بمقسومه المميز، الكلمات كتب أنها من أشعار تامر حسين وفي هذا شك كبير فالفكرة وطريقة صياغتها وترتيبها من البداية للنهاية اصعب من أن يكتبها تامر بنفسه ويرجح أنها كلمات عزيز الشافعي لانها نفس أسلوبه، اللحن جاء من فكرة واحدة دون تغيير في الكوبليهات وكنت منتظر أن يعرج عزيز الشافعي على جملة مختلفة تعبر عن حالة الكلمات.
مهرجان
يحاول أيمن بهجت قمر أن يحتفظ لنفسه بالإيفيه داخل ألبوم عمرو “نغمة الحرمان – أنت مغرور” ، جملة مهرجان نجح في توظيفها للإسقاط على موسيقى المهرجانات رغم سذاجتها كلفظ، باقي الأغنية تقطيعاتها ذات جرس مميز و تعامل معها محمد يحيي بخفة لم تجهد الموزع نادر حمدي الذي وجد أمامه أغنية مكونة من جملتين لحنيتين فقط فصنع مقسوم تقليدي جدًا، ولو كان وزعها مدكور كان يعطيها قوة أكثر.
هيعيش تفتكرني
أفضل لحن في الألبوم كله من عمرو مصطفي الذي يحتاج للتركيز أكثر في عمله كملحن والبعد عن الاستسهال والنحت، دخول بيانو نادر حمدي كان رائع جدًا، الأغنية رغم انه به نقلة واحدة خفيفة لكنها كانت جيدة من عمرو خصوصا انها جاءت في اهم جمله في الألبوم “هيعيش يفتكرني وكل ما يقابل في بعدي هيفتكرني”، التوزيع كان يحتاج جمل وتريات بدلا من الجيتار الاليكتريك، احلي أداء لعمرو في الألبوم كله.
جميلة
في تعاون أول للثنائي شادي نور وبلال سرور مع عمرو دياب قررا أن يتخلوا عن رفيقهم الثالث الموزع هاني ربيع لصالح المخضرم طارق مدكور، لم يقتصر تخلي الثنائي عن رفيقهم بل تخليا عن الأسلوب الذي تميزت به أغنياتهم بالأفكار الجديدة والمفردات المختلفة فصنعوا أغنية ديايبة صرفة ستدخل ضمن قائمة الأغاني التى تنسي سريعًا، المفاجأة في الأغنية هي ظهور إبنة عمرو دياب جانا والتي غنت معه بالإنجليزية وقيل أنها أشتركت في تلحين الأغنية بل أنها هي المقصودة بالأغنية، طارق مدكور لم يبذل مجهود كبير أمام لحن بسيط دون نقلات تذكر في خليط من البوب والفلامنجو .
بالضحكة دي
يكرر عزيز الشافعي نفسه بفكرة مستوحاة من أغنيته مع مصطفى حجاج“خطوة يا صاحب الخطوة” بنفس التيمات المكررة وتقطيعاته وجناسه اللفظي وأن كان هنا اللحن مختلف، التوزيع أضعف ما في الأغنية من تكرار المقدمة في اللزمة الموسيقية فتعطيك إحساس بالملل ولو طالت الأغنية لعشر كوبليهات فلن تجد جملة جديدة.
مكانك في قلبي
رغم مباشرة كلمات تامر حسين إلا أن لحن شريف بدر صيغ بشكل جيد جدًا و تماهي مع الكلمات، أفضل ما فيها هو توزيع طارق مدكور الذي أعادنا لتذكر ألبوم “تملي معاك” ورغم تركيز عمرو على السنيو “ماقدرتش أنساك” إلا أن جملة الوتريات في النهاية كسرت ملل تكراره.
عم الطبيب
المعروف والشائع عن عمرو أن الكلمات هي أخر ما يبدي اهتماما به، تلك الأغنية الجديدة تمامًا على ألبومات عمرو تكشف جانبًا هامًا في أن الكلمات الجيدة حتمًا ستلقى قبولًا و لن تكون مجازفة على الإطلاق، الكلمات أفضل ما في الأغنية وفي الألبوم كله من صابر كمال أحد أفضل شعراء الأغنية حاليًا، الأغنية صنعت حالة داخل الألبوم ولكن المضحك في الأمر هو ربط الجمهور بينها وبين رصيف نمرة خمسة، رغم إختلاف الفكرتين تمامًا كشعر وحتى كموسيقى ولكن الربط أتي كون اللحن كان شرقيًا خالصًا في الأثنان، لحن عمرو جاء من فكرة واحدة تكررت في الكوبليهات لكنه متميز، توزيع رامي سمير أقل ما في الأغنية و فكرة دخول صوت عمرو مع الكورال في البداية لم تكن موفقة فالأفضل هو دخول الكورال أو عمرو منفردًا خصوصًا أن عمرو أعاد المقدمة بصوته مرة أخرى، الأغنية كانت تحتاج لموزع شرقي قوي لأن توزيع رامي سمير البسيط جعلها فارغة تمامًا بإستثناء خط الباص جيتار القوي جدًا.
زي ما أنتي
نجم الأغنية هو الموزع أسامة الهندي، فبرغم كلمات عزيز الشافعي المباشرة و اللحن الضعيف المكون من جملة واحدة تقريبًا ،إلا التنويع في كوردات الجيتارات صنع حالة متميزة بجانب جمل الوتريات المنسابة بخجل فلم نشعر بفراغ في هارمونيات الأغنية.
حلوة البدايات
مقدمة طويلة جدًا بلا أي داعي، أغنية تقليدية من عمرو دائم الحفاظ على صنعها لكي تأخذ مكانًا داخل قاعات الدي جي والأفراح باليورو دانس والمؤثرات الإليكترونية المبالغ فيها، وهي من نوعية الأغنيات التي تنساها تمامًا بمجرد الإنتهاء منها.
يا روقانك
أن كان التجديد في الكلمات يعني أن تكتب جملة ساذجة مثل “عليكي شياكة خطفتني ومشية عارضة أزياء” فنحن أمام تهريج فني يختص به عمرو دياب لوحده في إختيار كلمات أغانيه، تخيل أنك تشاهد عارضة أزياء تسير في الشارع بنفس طريقتها في العروض حتمًا سيتحول الأمر للسخرية منها كان من الممكن أن يقول خفة عارضة أزياء أنما الإستسهال هو آفة الشعراء الحاليين، توزيع طارق مدكور لم يأتي بجديد في ظل تكرار جملة يا روقانك، وإن كان حاول ان يتغلب على ذلك بفاصل مختلف قبل جملة “هي هي ” وهي أفضل جملة ملحنة في الإغنية.
روح
مقدمة شرقية رصينة جدًا من أسامة الهندي رغم اهتمامه المبالغ فيه بقوة الإيقاع وإصراره على إعادة المقدمة مرة أخرى في اللزمة وكان من الممكن أن يصنع لزمة مختلفة خصوصًا أن قماشة اللحن من الممكن استنباط منها الكثير، لحن زغلول جاء شرقيًا خالصًا وتماهي مع كلماته رغم التحفظ على أداء عمرو في الأغنيات الشرقية وان كان لم يورط نفسه بالارتجال.
الخاتمة
في النهاية لا يمكن إنكار ان سوق البوب المصري يعاني على كافة الأصعدة سواء بغزو موسيقى المهرجانات او سيطرة أنصاف الموهوبين على أغلب المحتوى الموجود إذن الحديث عن عدم وجود فنيات أو تكنيكات جديدة أصبح كلامًا معادًا، لكننا لا ننكر أن الألبوم أعطانا هدنة ولو لمدة يومين من صخب موسيقى المهرجانات ومشاكل نجومه، واللافت هو جمهور عمرو الذي قرر أن يحرر نفسه من عقدة الحديث عن عدم تجديد أسلوبه الموسيقي و سوء اختياراته وبلع الزلط بعلاقته الغامضة بأشعار تركي أل شيخ وقرر أن يستمتع بالألبوم أي كان محتواه على الأقل أفضل من لا شئ عملاً بمبدأ ما باليد حيلة ليس في الإمكان أبدع مما كان.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
لو حضرتك شايف ان عمرو دياب بيكرر نفسه وانه زى ما هو من 35 سنة وفيه ناس كتير على الساحة بتقدم جديد فالسؤال ازاى هو مكرر ومبيقدمش جديد وشايف حضرتك ان اغانية فيها كلمات مش حلوة بس لمجرد انه بيغنيها عمرو دياب طيب ليه عمرو على القمة لمدة 35 سنة وبعدين احنا مبنعرفش نسمع وموسيقى تقليدية الاجانب كمان مبيعرفوش يسمعوا انا شايف انك بتنقد لمجرد النقد