ألعاب ومهن اختفت من الواقع وثقها الفن .. الدلالة والداية مثلاَ

هناك أفلام كانت السبب في تغير قوانين تخص العقوبات الجنائية مثل فيلم (جعلوني مجرماً) وأيضاً تغيير قوانين تخص محاكم الأسرة والأحوال الشخصية مثل فيلم (أريد حلا) وكذلك التوثيق لفترات زمانية لم تسجل في كتب التاريخ، وأيضاً الحديث عن فئة إجتماعية وأصحاب مهن معينة أو ألعاب قد تكون اختفت تماماً من عالمنا اليوم ولكنها بقت مسجلة من خلال مشاهد الأفلام المصرية، ولذلك يتعامل المصريين مع صناعة السينما في مصر بنظرة أشمل من كونها أداة للترفيه.

وهناك مجموعة من الألعاب والمهن التي لم تعد موجودة اليوم بسبب التطور التكنولوجي الكبير الذي نعيشه اليوم، فقد استخدم المخرجين الألعاب كعناصر مؤثرة في أحداث إحدى الأفلام

تليفون زمان
اعتقد إن البعض سيعتبر أن العقاب الحقيقي لهم إذا كانوا مرتبطين او يعيشون قصة حب هو أختفى الهواتف المحمولة، ولكن قبل إنتشر التليفون الارضي في المنازل كانوا الأحباب ولاد الجيران يتحدثون من خلال  اختراع عجيب شاهدنا في فيلم (أعز الحبايب) حيث كانت سعاد حسني تستخدم أكواب من الحديد موصلة بحبل معدني للحديث مع شكري سرحان إبن الجيران وكان هذا الجهاز البدائي يقوم بنفس مهمة الهاتف في .

الأراجوز
(بالقوة أرقصله وأحب إللي في بالي) بهذه الكلمات استطاع المخرج العظيم صلاح أبو سيف أن يحفر دمية الأرجوز في أذهان كل من شاهد فيلم الزوجة الثانية الذتي قامت ببطولته سعاد حسني وشكري سرحان في عام 1967، كما ان هذا المشهد هو من أعظم المشاهد التي قامت ببطولتها عناصر غير بشرية في تاريخ السينما، ورغم اختفاء عروض الأرجوز اليوم بشكل كبير، إلا أنه في الماضي كان واحد من أهم اساليب الترفيه الذي كانت منتشرة في الشوارع المصرية، وقد وثقت السينما أهمية الارجوز أيضاً في فيلم (الأرجوز) وقام ببطولته عمر الشريف وميرفت أمين في عام 1989.

المولد والعروسة
مشهد تكرر في أفلام السينما المصرية حتى اصبح من (الكلاشيهات) ولكنه لم يعد موجود، يدخل البطل الشجاع برفقة حبيبته، ويقوم بحدف الأوزان الثقيلة أو التصويب على وسط اللوحة وسط هتاف من الحضور، ودائماً كانت المكافأة على هذا العمل الشق اتفه بكثير من المجهود المبذول ولكن(المخرج عايز كدة) حتى يفوز بالدمية ليهديها لحبيبته وتبقى تذكار يلعب دور هام على مدار الفيلم مثل ما شاهدنا في فيلم يوم من عمري الذي قام ببطولته عبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت وعرض عام 1961.

مهنة الدلالة
(الدلاله) هي الصورة الأولية للتسوق أونلاين الذي نقوم به اليوم وقد وثقت السينما المصرية الفترة التي كان يعتمد بها الأشخاص على الدلالة في عدد من الأفلام والأعمال، فهل ننسى على سبيل المثال مسرحية ريا وسكينة التي كانت تعمل بها شادية وسهير البابلي كدلالة حتى يتمكن من صيد النساء وقتلهن، ولم تكن مهمة الدلالة فقط بيع الملابس للنساء، ولكنها أيضاً كانت تقدم مجموعة من الخدمات للنساء مثل(التمشيط) وهي الاهتمام بتسريحات شعر النساء وتزينهن في المناسبات، وكذلك تجهيز العرائس قبل الزفاف، وقد قدمت السينما المصرية شخصية الدلالة على أنها شخصية متطفلة تتدخل في كل شئون منازل الزبائن وتنقل الأخبار من منزل إلى أخر.

مهنة الداية
بشكل شخصي عندما قررت التحدث عن الداية تذكرة مشهد  ( يأم السعد يأم السعد)  لإسماعيل ياسين في فيلم الأنسة حنفي الذي عرض عام 1954 ، حيث كانت الداية هي السيدة المسؤولة عن عملية توليد النساء، وكانت هذه المهنة لا تعلم ولكن تورث من سيدة لأخرى، وقد عرضة السينما المصرية من خلال الأفلام أنواع كثيرة للداية ، فهناك من كانت تقوم ببيع الأطفال وتبديلهم مثل شخصية جمالات زيدان في فيلم (الستات ميعرفوش يكدبوا) كما تناول فيلم (الزوجة الثانية) وجه أخر للشخصية الداية وهي التي تساعد النساء من أجل حدوث حمل .