“ألقاب الملك بعد توحيد القطرين” مالم يدرسه التلامذة في كتب الدراسات الاجتماعية
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نجح الملك مينا في توحيد القطرين وأدى هذا الإنجاز التاريخي الهام إلى تغير في ألقاب ملك مصر الواحد، فصار اسم الملك مينا «ملك الأرضين» و «صاحب التاجين»، لكن هناك أشياء أخرى لا يعرفها كثيرين حول الألقاب الملكية في مصر القديمة.
الألقاب الملكية الخمسة في مصر القديمة بعد توحيد القطرين
ذكر سليم حسن في موسوعة مصر القديمة أنه من نتائج توحيد القطرين وجمع السلطان في يد حاكم واحد أن صار للملك مجموعة ألقاب وأسماء رسمية تطلق عليه بمجرد اعتلائه عرش الملك، وقد اكتمل تكوين هذه الأسماء والألقاب في أواخر عهد الأسرة الرابعة، وقد حفظتها التقاليد إلى عصر البطالسة والقياصرة الرومان، وكانت هذه الألقاب لا تتجاوز الثلاثة في العهد الطيني، أي في الأسرتين الأوليين.
اقرأ أيضًا
أكبر خدعة صدقها المصريون : أخناتون لم يكن موحدا ولا نبيا ولا قائد ثورة.. مجرد ديكتاتور آخر
استعرض سليم حسن ألقاب ملوك مصر القديمة بمعانيها فكان أولها لقب «حور»: ومعناه أن الملك بمجرد اعتلائه عرش الملك كان يلقب باسم «حور»؛ أي إنه صورة حية من هذا الإله تعيش على الأرض، وهذا اللقب كان ينقش داخل مستطيل يمثل واجهة القصر الملكي، وعلى قمته صورة صقر وهو الطائر الذي يرمز به للإله «حور»، وفي خلال حكم الأسرتين الأوليين كنا نجد أحيانًا الإله «ست» وهو الملك القديم للوجه القبلي يذكر بجانب «حور»، على أننا نجد بعض الملوك مثل «مربابن» (ميبيس) أحد ملوك الأسرة الأولى، وكذلك «خعسخموي» آخر ملوك الأسرة الثانية قد مثل كل منهما بصقرين أي إن أحدهما يمثل «حور» والثاني «ست».
أما اللقب الثاني فهو «نسرا» و«صلا» كل منهما يرتكز على سلة رمزًا للملكية، وهذان الحيوانان هما رمزان لمعبودي مدينة «نخب» في الوجه القبلي و«بوتو» في الوجه البحري وقد أصبحا فيما بعد الإلهتين اللتين تعبدان في عاصمتي الوجه القبلي والبحري «نخبت ووازيت»، ﻓ «نسر» الجنوب و«صل» الشمال هما السيدتان «نبتي» أي التاجان الأبيض والأحمر.
بينما اللقب الثالث للملك يمثل بنبات ونحلة ويسميان «نيسوت-بيتي»، أي صاحب النبات «سوت» (نوع من السقي ربما كان البوص)، وصاحب النحلة، ويدل ذلك على ملك الوجه القبلي وملك الوجه البحري، وهذا اللقب كان يطلق فيما بعد على الملك في اليوم الذي يتوج فيه على مصر بصفته الاسم الرسمي، ونشاهد أن ملوك «طينة» كانوا ينعتون باسم حور فقط وفي أحوال نادرة باسم «بيتي» أو باسم «نيسوت-بيتي».
بينما اللقب الرابع عهد الملك «سنفرو» ظهر لقب جديد للملك، وهو لقب «حور القاهر» (حور-نب)، وذلك إشارة إلى أن حور تغلب شجاره المعروف على عدوه «ست» الذي كان يقطن بلدة أمبوس، وهي بلدة البلاص الحالية، وقد وضع هذا اللقب بين الأسماء الرسمية الملكية في المنزلة الثالثة، وبذلك جعل لقب «نيسوت بيتي» في المنزلة الرابعة.
أما آخر الألقاب فكان في عهد الملك «منكاورع» أي في أواخر الأسرة الرابعة، وقد تمت الألقاب الملكية الرسمية، وبقيت كذلك إلى أواخر عهد الحكم الروماني، وذلك بعد أن أضيف لقب خامس «ابن الشمس» وكان يوضع في خرطوش مثل لقب «نيسوت بيتي» وهذا اللقب كان يحمله الملك منذ ولادته، وكان يلقب به وهو أمير كما كان يلقب به وهو ملك.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال