أليس جاي وعزيزة أمير.. سيدات شكلن صناعة السينما في العالم
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ الأيام الأولى للسينما، وقتما كان الرجال يتنافسون على صناعة السينما في العالم الجديد، لعبت عدة نساء موهوبات دورًا مهمًا للغاية في تطوير ذلك الفن، وفتحوا آفاق جديدة كانت تحدي صارخ آنذاك، ولم يخضعن للأحكام والتقاليد الذكورية، وبفضلهن تغير شكل السينما في العالم بأكمله.
أليس جاي
اليس جاي هي أول سيدة تقف خلف الكاميرات كمخرجة خلال تاريخ السينما في العالم وقامت بتقديم مئات الأفلام في نهاية القرن التاسع عشر، ولم تكتف بممارسة الإخراج فحسب، بل اتجهت أيضًا للإنتاج والتمثيل والكتابة.
وقد بدأت أولى خطواتها في ذلك المجال، في مارس عام 1895م، بعد أن تم دعوتها ضمن عدد قليل للغاية من السيدات، لمشاهدة العرض الأول لـ “سينماتوغراف لوميير” وذلك لصالح جمعية تشجيع الصناعة الوطنية في باريس، وتم عرض فيلم واحد فقط تلك الليلة بعنوان “خروج العمال من المصنع”، وكانت هذه التجربة بمثابة الإلهام بالنسبة لأليس، حيث التحقت بعدها بعام للعمل كسكرتيرة في شركة “جومون” الفرنسية، التي بدأت في غزو عالم الإنتاج السينمائي، وفي العام نفسه، خطت أليس أولى خطواتها السينمائية في مجال صناعة السينما، فقامت بكتابة وإنتاج وإخراج أول فيلم لها، وكان بعنوان “حورية الكرنب”، وبذلك أصبحت أول مخرجة سينمائية، ولم تقف عند تلك المرحلة، بل أخذت تطور من نفسها، وقامت بإعادة تنفيذ الأفلام الخيالية التي كانت توزعها شركة “لوميير” في الأسواق، وكانت في معظمها أفلاماً ذات دقيقة واحدة، ولقطة واحدة، ومكان واحد، كانت تلك الأفلام تتسم بالبدائية البالغة، فكانت شديدة المباشرة، وتعتمد بالأساس على الأدوات المسرحية مثل الدخول والانحناء، وتفتقر لبناء عالم للقصة، وكذلك التحرير والمونتاج، وعدم استخدامها للمساحة أو استغلالها للأماكن البعيدة الواقعة خارج نطاق الشاشة، فقامت أليس بتطويرها، واستخدمت تقنيات أعلى في تنفيذها، بعد أن أجادت تقنيات المؤثرات الخاصة، وقامت أليس بإخراج عدد كبير من الأفلام الصامتة، وأكثر من مائة فيلم من أفلام التزامن الصوتي لصالح شركة “جومون كرونوفون” في الفترة من 1902م وحتى 1906م، وبعد أن تزوجت من “هيربرت بليتش”، تركت عملها كرئيسة للإنتاج السينمائي في “جومون” باريس، وانتقلت مع زوجها إلى الولايات المتحدة، وقاما سويًا بتأسيس شركة إنتاج، وعلى مدار عقدين من الزمان، قامت أليس بتقديم 400 فيلم تقريبًا، بما في ذلك الميلودراما الطويلة والكوميديا وأفلام الحركة، وبقي منها 111 فيلمًا حتى الآن، ولا يزال سبعة عشر فيلمًا من أفلامها الصوتية موجودًا، وبعضها فقد شريط الصوت الخاص به، ومن أفلامها الروائية الاثنين والعشرين، بقيت ثلاثة أفلام فحسب.
عزيزة أمير
أم السينما المصرية، يُنسب لها الفضل حرفيًا في صناعة السينما المصرية، عزيزة أمير التي لم تُكمل دراستها، ولكنها تعلمت مبادئ الموسيقى وأتقنتها، بعد أن تولى أحد أقاربها رعايتها، واصطحبها معه لأوروبا، وعناك عشقت السينما والمسارح، وتعرفت على المخرج العالمي “دافيدوارك جريفيت” الذي كان أول من اكتشف موهبتها، وعرض عليها الظهور في أحد أفلامه العالمية، إلا أنها عادت لمصر ولم تتمكن من المشاركة في الفيلم، وبعد عودتها في عام 1925م، التحقت بفرقة يوسف بك وهبي المسرحية، ولكنها لم تستمر طويلًا مع الفرقة، وفي عام 1926م، التحقت بفرقة عكاشة، وأسند إليها دور البطولة في عدة مسرحيات، واصبحت نجمة مسرحية أولى، وتنقلت بين عدد من الفرق منها فرقة نجيب الريحاني، وقررت التوجه للسينما، وقامت بتطوير نفسها، وقدمت أول فيلم صامت مصري تمامًا، عام 1926م، وهو فيلم “ليلى”، ومجح الفيلم نجاح منقطع النظير، وفي عام 1929م، قدمت فيلم” بنت النيل”، والذي كان من إخراجها، ولم تترك عزيزة أمير شيئًا في عالم السينما لم تفعله، حيث أنها انتجت، ومثلت، وكتبت، وأخرجت، وحتى المونتاج، وقامت بتأسيس شركة إنتاج سينمائي أطلقت عليها اسم إيزيس، وأنتجت عدد كبير من الأفلام التي لاتزال أيقونة فنية حتى وقتنا هذا.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال