أمنيات مصري في مقابلة سريعة مع سانتا
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جلست على القهوة لأبحث عن فكرة لكتابة مقال عن الدنيا والفن والكورة .. أمنيات لكن بحثت كثيرًا عن الفكرة التي سيتمحور عنها المقال، لم أجد، القهوة مليئة برجال المعاشات، هادئة بطبعها حتى جاء رجل يرتدي الأحمر ذو دقن بيضاء وربط غزالتين خارج القهوة ، دخل وتحدث إلى مجموعة من الرجال المنهكين في لعب الطاولة .. تركيبته وكلامه أثاروا سخرية الرجال، وانهالت الإفيهات على رأسه .. إفيهات سبعيناتي لكنها قادرة على إضحاكك حتى القهقة في أي وقت .. جاء طلب مني كرسي باحترام مبالغ فيه ، كتمت ضحكتي بالعافية وقولته : اتفضل ، وبفضول سألته : ما الذي أتى بك لهذه الغرزة ، هل انتهت بك الأماكن حتى تأتي لهذا المكان ؟ .. فقال : إن هؤلاء الناس غير مصدقين أن أحلامهم يمكن تحقيقها .. حتى ظنوا أنني مندوب مبيعات وهذه طريقة جديدة لتسويق المنتجات
فقولت بسخرية : ومن أنت لتحقق أحلامهم
قال: أنا سانتا كلوز .. أطلب تنول ما تريد !
فقولت بسخرية : آه .. دلعك هو سانتا كلوز ، لكن اسمك الحقيقي سامي مثلا ؟
قال : لا أنا سانتا بالفعل .. سانتا الذي يحقق الأحلام
ثقته في نفسه جعلتني في حالة من الرعب والإثارة معًا .. فسألته متعمدًا ليتم تعجيزه : هل أنت قادر الآن تظبيط واي فاي القهوة .. لازال خمس سنين على نفس الحال
بحركة واحدة من يده ، حقق المعجرة ,, الواي فاي سرعته كامله ! ما هذا .. إنه بالفعل ستانتا كلوز !
في أقل من لحظة .. طرقت على دماغي فكرة .. بدلًا من أكتب مقالًا أنتقد فيه المشاكل، ما المشكلة أن أطلب منه حلًا للمشاكل .. سألته أن أكتب له ورقة فيها كل الطلبات، حتى لا أنسى واحدًا ووافق فكتبت :
عزيزي سانتا .. في السنة الجديدة أود أن أشاهد محمد صلاح يشوط بيمينه ولو مرة وحيدة ، في السنة الجديدة أريد أن أكتب تعليقًا للفنان أحمد فهمي ويكون رده عاديًا دون أن يضربني بالنار ، في السنة الجديدة أريد أن أرى الزمالك هادئًا دون صخب .. أريد أن ألا أرى محمد رمضان من الأساس .. في السنة الجديدة يا عزيزي سانتا لا أريد أن أشاهد فيلمًا لداود عبد السيد ، في السنة الجديدة أريد أن أسمع دويتو لسميرة سعيد والشاب خالد ، في 2020 يا أستاذنا أريد أن أفهم ماذا يريد هاني شاكر .. في السنة القادمة أيها الرجل أريد ألا يتوقف خالد الصاوي عن التمثيل ، في السنين القادمة أريد أن يفكر محمد سامي في تغيير كاريره ، وأن يتوقف بيتر ميمي عن غزو العالم لأن العالم لم يعد ناقص ، وأن يعود الناس لشراء الجريدة بعد أن يصبح فيها ما يستحق القراءة …. في السنة الجديدة سيد سانتا أريد الناس يضحكون من القلب ، والحيوانات مطمئنين ، وألا يحتاج الناس لك في العام القادم
مسك سانتا الورقة وقرأها ، وقال لي : أيها الرجل ، طلباتك فوق استطاعتي ، لكن يمكنني تحقيقها إلا طلب واحد .. فقلت : ما هو ؟
فقال : سوف تحتاج لي في العام القادم … ورحل وترك رجال المعاشات يقهقهون .. وصاح رجل من قلب لمّة الطاولة وقال لي : أوعى تكون صدقته .. كل سنة هنا .. ولا حاجة بتتغير !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال