أميرات أوتما الجمال الذي حُرم من الحياة .. آخر أميرات العائلة الملكية في روسيا
-
أحمد ماجد
كاتب نجم جديد
قبل صدور كتاب المؤلف روبرت كاي ماسي، عن قصة حياة آخر قياصرة روسيا، نيكولاس وزوجته أليكساندرا، لم نكن نعرف الكثير حول حياة آخر أسرة ملكية في روسيا، لكن بعد خمسين عاماً من نشر الكتاب، سنتعرف الآن على حياة الأميرات الأربعة، بنات الإمبراطور، اللاتي كن مثالاً على البراءة والجمال، لينتهي بهم الحال بالإعدام بوحشية، بدون ذنب.
تعرف الأميرات الأربعة باسم “أميرات أوتما”، وبالرغم من كثرة صورهم، إلا أن العالم لم يكن يعرف شيئاً عن أميرات إحدى كبرى الإمبراطوريات في القرن الثامن عشر، مما أثار فضول العامة، وباقي الأسر المالكة في أوروبا، وهنا سنتعرف على قصة أميرات أوتما الأربعة.
من هم أميرات أوتما
بعد زواج الإمبراطور نيكولاس الثاني، آخر إمبراطور، وآخر حاكم من عائلة “رومانوف”، من أليكساندرا ابنة دوق انجلترا، عام 1894، حاولا انجاب ابن ليرث الحكم بعد أبيه، وتستمر السلالة الملكية، لكن لم تنجح محاولة إنجاب طفل ذكر، إلا في المحاولة الخامسة، عام 1904، أما في الأربع محاولات السابقة، فكان المولود انثى، لذلك، فإن الأسرة الملكية الأخيرة لروسيا، كانت تتكون من الإمبراطور وزوجته، وأربع أميرات، (أولجا، وتاتيانا، وماريا، وأناستازيا) وأمير واحد “أليكسيس”.
وبالرغم من نظرة العامة، بأن هنالك لعنة أصابت آلـ”رومانوف”، لذلك فأغلب أطفالهم من الإناث، إلا أن الأسرة نفسها كانت سعيدة بذلك، خاصة أن الأميرات الأربعة أضفن المرح، والحب، والحيوية إلى حياة الأسرة، أما بالنسبة لأخيهن الصغير، فكان قليل الحظ، حيث أصيب بمرض سيولة الدم وهو طفل صغير.
ويرجع سبب تسمية الأميرات باسم أميرات أوتما OTMA، هو استخدامهن لذلك الرمز أثناء التوقيع على رسائلهن، حيث يرمز كل حرف إلى اسم أميرة منهن، بترتيب حسب الأكبر إلى الأصغر.
أولجا
ولدت أولجا عام 1895، وتميزت بكونها حنونة، وحالمة، وتتسم بالرومانسية الشديدة، حيث كانت تحب الشعر والموسيقى، لكن رغم كونها الأكثر شاعرية بين إخوتها، إلا أنها كانت تحاول دائماً أن تتحمل مسئولية البقية، وأن تصبح قدوة لإخوتها الأصغر منها، لكونها أكبرهم.
تاتيانا
ولدت تاتيانا عام 1897، وكانت النقيض تماماً من أختها أولجا، حيث كانت تميل للسيطرة، والنظام، حتى إن إخوتها أطلقوا عليها مازحين، لقب “الحاكمة”، لكن لا شك من أنها كانت أجملهن، وأكثرهن أناقة.
ماريا
ولدت ماريا 1899، وكانت مثل أختها أولجا، حنونة، ومحبة للحياة، وطيبة القلب، مما كان يجعلها تقع دائماً في مقالب أختها الأصغر، أناستازيا.
أناستازيا
ولدت أناستازيا عام 1901، وكانت أكثرهن حيوية ومرحاً، بالإضافة إلى سرعة بديهتها، حيث لا يستطع أي شخص مقاومة جمال شخصيتها، ومن الجدير بالذكر، فإن شخصية الأميرة أناستازيا، هي الشخصية التي اقتبس منها شخصية الأميرة أناستازيا، في فيلم الكارتون التي انتجته شركة فوكس عام 1997.
واعتمدت الأم على تقسيم بناتها إلى فريقين، الفريق الأكبر وهن أولجا وماريا، والفريق الأصغر وهن تاتيانا وأناستازيا، حيث كانت كل أميرتين تلبسان فستاناً مشابهاً للأخرى، حسب الفريق الذي تنتمي إليه.
شكل حياة الأميرات
بالنسبة لحياة أميرات أوتما ، فلم تكن حياة بسيطة كما يبدو عليها، فبالرغم من كونهن أميرات، إلا أنهن لم يحتككن بالعالم الخارجي أبداً، وكانت المتعة الوحيدة لهم هي قضاء الوقت مع بعضهن البعض، بالإضافة إلى كونهن مثقفات، وغير مدللات على الإطلاق، بل حتى تحملن مسئولية الاعتناء بأخيهن الأصغر، حتى بعد مرضه، عندما أصيب عام 1907، وهو ابن ثلاثة أعوام، بمرض سيولة الدم، الذي ورثه عن جدة أمه، فيكتوريا ملكة انجلترا.
وبالرغم من كثرة صورهن، إلا أنهن لم يظهرن للعامة إلا في بعض المناسبات الدولية، ولأنهن بنات أحد أغنى أباطرة العالم، تقدم لخطبة أولجا، الابنة الكبرى، الكثير من الأمراء من مختلف الدول، لكنها كانت ترفضهم عادة، نظراً لبحثها عن الحب، ورغبة منها في الحياة البسيطة، بعيداً عن الملكية.
أميرات أوتما والحرب العالمية الأولى
مع اشتعال الحرب العالمية الأولى في أغسطس، 1914، و وصولها لروسيا، تلقت الفتيات تدريباً على الإسعاف، للعمل كممرضات بالمستشفى العسكري، الذي أنشأته والدتهن، ومن هنا، بدأت الفتيات في الانفتاح على العالم نوعاً ما، وذلك بسبب تعاملهن مع الجنود المصابين، وسماعهن لقصصهم، والحكايات عن حياتهم، وعن العالم الخارجي، لكن بالرغم من الحرب، فكان هم البنات الوحيد هو البقاء معاً.
وفي بداية عام 1917، بدأت الثورة الشيوعية في روسيا بالاشتعال، مما شكل خطراً على العائلة المُفرقة بسبب الحرب، لذلك، تخلى الإمبراطور نيكولاس عن العرش، في مقابل الاجتماع بعائلته مرة أخرى، وبالنسبة لزوجته وأطفاله، تم وضعهم تحت الإقامة الجبرية في أحد القصور، وكنوع من التأقلم، قامت الفتيات بزراعة حديقة القصر، والتكيف مع الشكل الجديد للحياة، حتى بعد إصابتهن بالحصبة، وحلقهن لشعرهن تماماً، استمررن في حالة الرضا والتأقلم، حيث كان المهم بالنسبة لهن، هو البقاء معاً كعائلة واحدة.
وفي أغسطس 1917، تم نقلهن لسجن حقيقي، في غرب سيبيريا، مما أدى لتدهور صحة والدتهن وأخيهن الأصغر بشكل أكبر.
إعدام أميرات أوتما
بعد استقرار الحال بآخر أسرة ملكية في روسيا، بأحد السجون السوفيتية في سيبيريا، وفي ليلة 16 يوليو 1918، تم إيقاظ عائلة “رومانوف”، حيث تم إخبارهن بأنه سيتم إخلاء سبيلهن في الحال، لكن بدلاً من ذلك، تم أخذهن للقبو، ليعدمن جميعاً بالرصاص بوحشية.
أطلق الإعدام الوحشي للأميرات الكثير من الإشاعات، والأمنيات حول نجاتهن وهروبهن بمعجزة ما، ولكن بالتحليل الحديث للحمض النووي لما تبقى من جثث الأسرة الملكية، فيمكننا التأكيد وبثقة، عدم نجاة أي فرد من أفراد الأسرة، من ذلك الإعدام الوحشي.
من الجدير بالذكر، كان عمر أكبر الأميرات لحظة الإعدام هو 22 عاماً، أما أصغرهن فكانت في عامها الـ16، وبالنسبة لأخيهن المريض، تم إعدامه وهو بعمر الـ 13.
الكاتب
-
أحمد ماجد
كاتب نجم جديد