أمير القلوب مجدي يعقوب

طوال الوقت تجود علينا الحياة بأشخاص مختلفة، أشخاص تغير من الواقع الأليم تصبح مثل سحابة صيف هادئة أو نسمة باردة في ليلة ساخنة، من هذه الأشخاص الدكتور مجدي يعقوب أمير القلوب ابن مدينة بلبيس بالشرقية، والده كان طبيب جراح، وكان هو طفل هادئ ولطيف، لذلك عندما تعرض لأولى الصدمات، أثرت فيه جدًا حيث واجه وفاة عمته شقيقة والده الشابة الصغيرة وهي في عمر 22 سنة متأثرة بمتاعب ومشكلات في القلب صاحبتها منذ مولدها، فقرر ذلك الطفل الصغير الذي حزن على عمته الشابة أن يكون طبيب للقلب ليعالج الناس من هذا المرض العضال، وبالفعل حصل مجدي يعقوب على بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة وبسرعة انتقل إلى شيكاغو ليستكمل تعليمه ومنها إلى بريطانيا ليعمل في مستشفى الصدر بلندن، واستمر يتدرج في المناصب ويعلو شأنه حتى وصل أن استطاع إلى اجراء اول عملية نقل قلب بنجاح، وعاش الطفل أطول فترة يمكن لمريض قلب أن يعيشها، حيث تم إجراء العملية عام 1980 وتوفي المريض عام 2005.

له العديد من المنجزات من أهمها القدرة على تطوير صمامات القلب ن خلال الخلايا الجذعية، وهذا الاكتشاف يسمح باستخدام بعض الأجزاء التي زرعت في القلب، ويسمح بزراعة قلب كامل لفترة تصل لعشر سنوات.

ومنحته ملكة إنجلترا الملكة إليزابيث لقب فارس، وحصل على لقب Sir، وبعد سنوات طويلة من العمل واجراء العمليات الناجحة عاد الدكتور مجدي يعقوب من بريطانيا إلى مصر وأقام صرح كبير اسمه مركز مجدي يعقوب العالمي للقلب بأسوان، وجلب معه فريق من الأطباء والجراحين والتمريض على أحدث مستوى من أجل مد يد العون لمرضى القلب من الأطفال والكبار، وأصبح المركز بجوار كونه مستشفى للعلاج فإنها أصبحت مثل مركز التدريب أو معمل التفريخ حيث يتم تدريب كوادر طبية وعلاجية على أعلى مستوى، يتم تعليمهم وتدريبهم داخل المركز، وفي المركز يتم اجراء أصعب وأعقد العمليات بالمجان وعلى أعلى مستوى.

وعلى الجانب الآخر فإن الدكتور مجدي يمارس هواية الزراعة، فهو محب للزراعة ولديه حديقة يزرع فيها ما يحب من النباتات، وبالنسبة لحياته الخاصة فإنه لديه ابنة أيضا طبيبة وتعمل في الأمراض المتوطنة في دول العالم.

عطاء الدكتور مجدي يعقوب لا يتوقف في مملكته أو جنته التي اختارها في أسوان، وعاش وسط القلوب التي اختارها واختار أن يداويها ويشفيها، ولم ينشغل برأي أحد ولم يجادل ولم يحاول يومًا أن يثبت أنه هو الأصح أو الأفضل، وظل كما هو من أول يوم عمله هو لغته التي يتحدث به، ويبرهن به على نواياه ومحبته للبشرية.

وعندما تساءل البعض هل مجدي يعقوب سيدخل الجنة أم النار؟، ابتسم هو وقال أنا هنا في الجنة مشيرا إلى مركزه الذي لا يغيب عنه يوما.

إقرأ أيضا

“السلطان منحه نيشان” تفكيك قصة العداوة بين عبدالحميد الثاني وتيودور هرتزل بسبب فلسطين

كل عام وأنت بخير يا أمير القلوب الطيبة الغير منشغلة إلا بكونك إنسان وذو قلب يتسع للمحبة ولا شيء إلا المحبة.