أمينة شلباية .. عن اغتيال الجمال في مضمون التريندات الساخرة
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إتيكيت أكل العنب ؟ .. من منّا لم يسخر بشكل أو بآخر من هذا الفيديو الذي قدمته خبيرة الإتيكيت والجمال والموضة، الأستاذة أمينة شلباية .. والسيدة “شلباية” هي واحدة ممن قرروا أن يغلقوا أذنيهم ويمضوا في طريقهم، حتى وإن بدت السلعة التي يروجون لها لا وقتها ولا زمانها، وتعتبر (الحيطة المايلة) إن حاول أحدهم التقليل أو التسفيه من المحتوى المُقَدّم .. وتعتبر السيدة أمينة شلباية واحدة من المتخصصات – وليس البلوجرز – في مجال الموضة والإتيكيت والعناية بالبشرة والمكياج .. وذلك بعد أن سافرت إلى إنجلترا وحصلت على شهادات بدراسة تلك المجالات .. وكانت نقطة بداية طريقها هي حصولها على لقب ملكة جمال مصر في العام 1988 .. والعمل بعذ ذلك كمقدمة لعدة برامج تليفزيونية في مجالات الموضة والأزياء والإتيكيت .. ويعرفها جيل التسعينات منذ أن كانت تطل علينا من على شاشة قناة دريم ذات اللوجو الأحمر .
وإن جئا للحقيقة بعد أن انقشع عنها ضباب التريند .. وظهرت كما هي بلا موجات السخرية التي تعمل على تدمير أي شئ وتفريغه من مضمونه .. فإن تريند أكل العنب ربما هو الحلقة الأضعف التي يمكن فعلًا السخرية منها .. لكن عن أي سخرية نتحدث عزيزي القارئ؟ .. هل نحن أمام سخرية بريئة سريعة بدأنت وانتهت خلال التريند .. أم نحن أما أمر آخر .. أمر به من التجارة الإلكترونية الغير بريئة وصور المبالغة في السخرية ما يوجّه الوعي للنفور من أي محتوى متخصص في الجمال والذوق العام، وبه من الاحتفاء بالقبح وترسيخ مفاهيم الهمجية الكثير؟ .. هل نحن أمام سخرية من أمينة شلباية أم محتوى أمينة شلبية أم الفكرة الرئيسية التي تعمل لأجلها أمينة شلباية ؟
عقب تريند “إتيكيت أكل العنب” مباشرةً انتشرت مجموعة من الفيديوهات أبطالها صناع محتوى يقولون عنه “ساخر” على منصات التواصل الاجتماعي وأبرزها على “فيس بوك” .. تحتوي تلك الفيديوهات على عدد من أشكال السخرية من تريند أكل العنب لكنها في حقيقتها ترسخ لاعتياد القبح في الصورة والصوت وبالتالي يخترق الوعي والنفس لتصبح قلة الذوق أمرًا عاديًا لا مشكلة فيه .. وفي هذه الفيديوهات بعضهم يأكل بشكل لا يخلو من الشراهة ساخرًا من إتيكيت أكل العنب .. وبعضهم يسخر من طريقة تعامله مع الطعام في منزل أصدقائه .. وأخرى تتفاخر بأن ابنها يتبول داخل حمام السباحة وتكتب في المنشور “إيتكيت التعامل مع حمام السباحة” .. وعلى ذلك بالوعة من الترويج لقلة الذوق العام والخاص، وقلة احترام الأماكن والمناسبات والأشخاص تحت باند “السخرية” مما تقدمه المهذبة أمينة شلباية، التي كان بإمكانها الاستفادة من التريند كما يحدث في أغلب الأحيان مع معظم الممثلين والإعلاميين واليوتيوبرز الذين يظهرون في التريند فيتمسكون به ويكررونه دون ملل حتى يحققون أقصى استفاده من بعده .. حيث سُئلت عن تعليها عن تريند “أكل الأرز” فكان رد الأستاذة أمينة شلباية مطابق تمامًا لشخصيتها : “مش عارفة ليه اتريقوا، بس في نفس الوقت انبسط بالسخرية على الأقل المعلومة وصلت لناس كتيرة ممكن مكنتش عارفة المعلومة”
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال