همتك نعدل الكفة
1٬537   مشاهدة  

السيرة الكلثومية (40) زيجات أم كلثوم “نيشان أدى إلى طلاقها الأول والأخير”

أم كلثوم


أهلا بكم أعزائي القراء في حلقة جديدة من حلقات السيرة الكلثومية كوكب الشرق ودرة القرن العشرين الآنسة أم كلثوم إبراهيم ، ولعل موضوع تلك الحلقة قد يخالف العنوان الذي صيغت عليه السلسلة، إلا أنني أحب دائما أن أعرف أم كلثوم بالآنسة تعبيرا عن حبي لفترة صباها وشبابها والتي حوت من النجاح والإعجاز ما حوت، على أيه حال فموضوع هذه الحلقة سيكون عن زيجات كوكب الشرق أم كلثوم.

زيجات كوكب الشرق أم كلثوم:

محمود الشريف
محمود الشريف

كان الزواج الأول لأم كلثوم من الموسيقار محمود الشريف، وعلى اختلاف الآراء التي شاعت في الوسط، هل كان زواجا رسميا أم كان زواجا عرفيا وأن محمود الشريف قد مزق ورقة العقد فيما بعد بفيلا أم كلثوم كما روى بعض النقاد، والحقيقة أن صفة الرسمية من عدمها لا تهم في هذا الصدد، أما القصة فكما جاءت على لسان محمود الشريف نفسه لأخبار اليوم سنة 1944م، يقول محمود الشريف: كنت في أحد الأيام على موعد مع الأستاذ محمد فتحي كبير المذيعين آنذاك، وبينما كنت أدخل المبنى وفي طريقى للدرج كانت سيدة فاضلة تسبقني فأخليت لها الطريق وانا أسمع همسات السعادة تعلو بـ الست أم كلثوم”.

اقرأ أيضًا
حلقات السيرة الكلثومية

وقف محمد فتحي لاستقبال أم كلثوم أما أنا فحاولت أن أهرب رغم موعدي معه، فلمحني من بعيد وناداني فتسمرت مكاني ثم اتجهت للغرفة فرحب بي وبادر بتقديمي لسيدة الغناء العربي، واستمر في الحديث عني حتى قال: قريبا سوف تستمعين إلى عمل غنائي رائع، صورة غنائية باسم بالوما، سيكون له شأن عظيم، فسألت أم كلثوم: ومن المغني؟ فرد محمد فتحي: هو نفس الملحن الجالس أمامك، فنظرت إليّ أم كلثوم وقالت ضاحكة: إذا أنت مطرب أيضا، فانحبس صوتي في حلقي وأنا أحاول الرد، وقلت: لا دي مجررد محاولة، تجربة فقط، نهضت أم كلثوم وقبل أن تغادر قالت لمحمد فتحي: أنا في انتظار تليفون نتفق فيه على زيارة عندي وتبقى فرصة نسمع ملحنك ومطربك الجديد، ومدت أم كلثوم يدها لتسلم عليّ وودت أن تكون يدها بلا قفاز حتى ألمس بكفي أناملها، أنامل الإنسانة المعجزة، وللأسف لم يتم اللقاء الذي وعدت به أم كلثوم.

قصة اللقاء الثاني بين أم كلثوم ومحمود الشريف:

YouTube player

في ستوديو مصر حيث تسجيل إحدى أغنيات فيلم ليلة العيد، حدثت مشادة بين أنور وجدي وعازف الإيقاع الشهير إبراهيم عفيفي انتهت بأن اعتدى أنور وجدي على عفيفي بالسب والضرب، فأمر محمود الشريف الفرقة بالتوقف وركوب السيارة التي أقلتهم للشقة التي كانت مخصصة للبروفات، ويقول محمود الشريف: التف الموسيقييون حولي وفي ذلك الوقت كنت أسعى لتنظيم نقابة للموسيقيين في مصر، وفي الوقت نفسه كانت أم كـلثوم تسعى للتقرب من الموسيقيين أملا في أن تصبح أول نقيبة لهم، وتدخلت أم كلثوم لفض الإشكال الحاصل بين وجدي وعفيفي، إلا أنها كانت شديدة التعاطف مع وجدي الأمر الذي أثار غضبي ودفعني للقول بصوت عال: إن مطالبنا تتلخص فيما يلي، أن يدفع أنور وجدي أجر الموسيقيين الذين انتقلوا للتسجيل وكأن التسجيل قد تم فعلا، وأن يدفع عشرون جنيها لإبراهيم عفيفي كرد شرف على الإهانة، وبالفعل تم تنفيذ كل مطالبي، وكان هذا اللقاء مثيرا حقا، دفع أم كلثووم إلى محاولة التعرف عليّ أكثر وأكثر.
يوم بعد يوم والعلاقة بيني وبين أم كلثوم تزداد قوة، وفيي إحدى السهرات بفيلا أم كلثوم، وفي القاعة الكبرى بدأت السهرة وجاءت المأكولات وعزف القصبجي وغنت أم كلثوم كأن لم تغن من قبل، وامتدت السهرة إلى مطلع الفجر، فقمت إلى شرفتها المطلة على النيل أتنسم الهواء البارد، فأحسست بيدها تمسح على كتفي فالتفت إليها وأحسست أنها مسحت عني الأحزان واقتربت مني وهمست: انت تتغدى معايا هنا بكرة.
راح محمود الشريف يسأل نفسه، ما سر اهتمام أم كـلثوم بي، ومع تطور علاقة محمود الشريف بأم كلثوم بدأت شخصيته الحقيقية تتكشف لها ووقتها أدركت أن الشريف لا يدور في فلك أحد ولا يشبه أحد ولا يعيش على بقايا موائد عالم الموسيقى والتلحين.

جاء في كتاب أم كـلثوم عصر من الفن:

غلاف كتاب أم كلثوم عصر من الفن
غلاف كتاب أم كلثوم عصر من الفن

رشحت الإشاعات يوما شريف صبري باشا خال الملك فاروق زوجا لأم كلثوم، ولكن الباشا تخلى تحرجا بحكم العقلية القديمة أو تهيبا أوتحت ضغط أسرته المالكة، وأحست أم كلثوم وقتها بجرح غائر، إن تقبيل يدها والهيام بها حركات للاستهلاك المحلي فقط، فهي مراسم حفلات وشغل صالونات على حد تعبير البعض، وبكل كبرياء ردت كوكب الشرق أم كـلثوم اللطمة لأصحاب الحياة العالية بارتضائها فنانا من صميم الشعب ومن صميم عملها، إنه الفنان محمود الشريف، وبالفعل نجحت في تدبيرها، وهرع إليها شريف صبري يتلظى ومعه بهي الدين بركات باشا يسألها، كيف؟ ولماذا؟ وأخيرا ذكرها بنيشان الكمال الذي أنعمت به أسرته عليها وقال لها: أنسيتِ أنك تحملين نيشان الكمال وأن زواجك مرهون بإرادة فاروق ومتوقف على رضاه؟.

 وذات صباح أعلنت الصحف نبأ زواج كوكب الشرق أم كـلثوم من الموسيقار محمود الشريف، وهنا جاء دور الشعب الذي راح يتسائل عن السبب، وذهب البعض إلى القول بأن أم كلثوم قد أساءت الاختيار وأنها بعد طول الانتظار لم تلتق بالرجل المنشود، وكأن الرجل ليس له حسنة واحدة، وقد ظلموها وظلموه، فمحمود الشريف هو الفنان الذي حصل على وسام الفنون من الدرجة الأولى فيما بعد سنة 1960، وحصل على أكثرمن وسام من دول عربية مختلفة بل وفاز بالميدالية الذهبية عن لحن السد العالي، ومن وجهة نظر الفن الصحيح كما يقول كثير من النقاد محمود الشريف هو الفنان الذي ساهم في كل ألوان الفن الموسيقي.

يقول محمود الشريف في مذكراته:

إقرأ أيضا
بليغ حمدي
محمود الشريف
محمود الشريف

ولدت مرتين، يوم ولدتني أمي ويوم أحببتها، سنتان ونصف السنة، ولم أقل لأحد أني أحبها، ما أسعد القلب حينما يسعى إلى قلبه في غفلة عن عيون الرقباء، ليس عندي شيء أقوله سوى أن يتركني الناس وشأني حتى أتفرغ للعناية والسهر على هذا القلب الكبير، إنني أرجو من الدنيا أن تبتهل إلى العلي القدير أن يبارك هذا الحب ويرعاه ويحفظه من شياطين الإنس.
وللأسف الشديد كان الناس أقوى من هذا الحب الكبير، ولم تستطع أم كلـثوم أن تتحدى الرأي لعام الذي ارتفع همسه إلى استنكار مسموع، ولم تقو على المقاومة، فانتهت العلاقة وانتهى الزواج واستراح المعجبون وجاءت قصة حبها الثانية.

زواج أم كـلثوم الثاني:

حسن الحفناوي
حسن الحفناوي

كان زواج أم كـلثوم الثاني من الدكتور حسن الحفناوي سنة 1954م، وكان الحفناوي أحد أطبائها، كان يسهر عليها إلى جانب أنه كان أحد محبي فنها، ونشرت جريدة الأهرام في السابع عشر من سبتمبر من العام 1954م، نبأ زواج أم كلثوم من الدكتور حسن سيد الحفناوي الأستاذ المساعد بكلية طب قصر العيني، واستمر زواجهما إلى أن وافتها المنية في فبراير من العام 1975م.
وإلى هنا أعزائي القراء نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة، على أن نكمل الحديث في حلقات قادمة إن شاء الله.
دمتم في سعادة وسرور.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان