همتك نعدل الكفة
1٬129   مشاهدة  

المصعد.. قصة رعب : الجزء الأول

المصعد ........................................... قصة رعب : الجزء الأول
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أسكن في بناية من ٦ أدوار، تحتل شقتي الدور الخامس وفي كل ليلة يبقى المصعد معلقا في الدور الأخير الذي لا يسكنه أحد.
في البداية لم التفت كثيرا، لم يكن يشغلني هبوط المصعد من طابق لا يسكنه أحد حتى لاحظت قبل عدة أيام أن المصعد يعود للدور ذاته بعد وصولي مباشرة وكأن أحدهم ينتظره.
أعود لشقتي متعبا وليس لدي شغفا لمتابعة الجيران غرباء الأطوار
– عفوا الطابق السادس لا يسكنه أحد .. ليس لدي جيران
أمس في منتصف الليل وبمجرد وصول الأسانسير للدور الخامس الذي أسكنه قررت وللمرة الأولى أن أستدعيه مرة أخرى قبل الدخول لشقتي
تأخر قليلا ثم عاد، تراجعت خطوة للخلف بينما ينفتح باب الأكورديون للمصعد
التقطت أذناي صوت فحيح بينما بدت “كابينة” المصعد مضيئة خالية
انغلق الباب في بطء ثم عاد مرة أخرى للدور السادس.
استفزني هذا فعاودت طلبه مرة أخرى فعاد سريعا هذه المرة، شعرت بالاختناق وبالخوف بعدما رفضت “لمبة” السلم العمل، ألقيت بنفسي داخل المصعد طالبا الهبوط للدور الأرضي بحثا عن بعض الهواء النقي في الشارع.
وخلال النزول قررت التقاط صورة “سيلفي” في المرأة كي يذهب عن الخوف، وفي الأسفل كنت اراني على هاتفي المحمول بجور أخر يحمل رأسه المقطوعة على كفه خلفي تماما في نفس المصعد.
كانت الصورة على هاتفي حتى صباح اليوم الذي جلست الليلة التي سبقته بالكامل في السيارة أسمع اذاعة القرأن الكريم.
وفي الصباح وعندما غادرت السيارة واقتربت من العمارة كان مصعدها هذه المرة معلق في الدور الخامس.. اندهشت للغاية لأنها المرة الأولى وحين ضغطت الزر لأطلبه ارتفع رنين هاتفي برسالة نصية تقول : أنتظرك

***

بالطبع لم أصعد، كانت قدماي أكثر اجزاء جسدي الذي يرتجف تركيزاً، فرت بي من البناية إلى السيارة إلى بيت والدتي في الحي الشعبي، ربما لم ألتقط أنفاسي  إلا أمام بيتها الذي طرقت بابه في الدور الأول فاحتضنتني دون سؤال.

في الصباح “خناقة” كبيرة مع المالك بعد ابلاغه برغبتي في الرحيل عن الشقة، هددني بسحب مبلغ التأمين واستجبت بسلاسة أربكته شخصيا، وفي صباح اليوم التالي وبصحبة ١٠ عمال رفضت أن يركبوا المصعد متحججا بتعليمات رجل الأمن الذي رافقني كنت على سلم البناية متجها لشقتي لنقل حاجياتي.

للمرة الأولى منذ سكنت هذه البناية كان المصعد في الدور الخامس، تجاهلت تلك العلامة تماما وأنا أستخدم السلم، فقط عادوت طلب الرقم الذي أرسل لي رسالته المشئومة :”أنتظرك” للمرة المائة منذ قررت الرحيل وما بين طنين الهاتف المشغول ورسالة “هذا الرقم غير موجود بالخدمة ” جائني الرد.

وصلنا للدور الخامس، انغلق باب المصعد المفتوح ليصعد للسادس، تجاهلته عن عمد وعاونت الرجال فيفتح الباب الذي حملت أصاريره صوت ضحكة ساخرة لم يلتفت لها أحد غيري.

نقلنا الاثاث والحقائب في ساعتين لم يتوقف فيهما المصعد على المواء كلما استدعاه أحد سكان البناية، سخر العمال من الصوت ووحدي اعتصر قلبي الخوف مع كل مرة عاد فيها المصعد للدور السادس، هاجمنا سرب من القطط في “نقلتنا الأخيرة” لكن رئيس العمال اعتبره نوعا من النحس الذي يلازم صاحب الشقة واغمضت عيني في خجل، حضر صاحب الشقة ليستلمها غاضبا، عاملني كالمجنون بعدما رأي الرقم ٦ محفورا على كل جدران المنزل، تسائل عن تغطية التأمين لهذا التخريب، لاحظت سقوط الدم من أحد لأرقام فودعته مسرعا على عتبات السلم لكن المصعد عاد للعمل ليقف مرة أخرى في الدور الخامس، ينفتح الباب وينغلق لأرى الرقم ٥ مرسوما بالدم على الباب، أرتجف وأسرعت خطواتي الرحلة يتابعني المصعد في كل دور ويرتفع صوت الضحكات بينما تأتيني رسائل محمومة على واتس أب حاملة صورة الرجل ذور الرأس المقطوعة بجواري .. يقبلني تارة ويحتضنني تارة

وفي النهاية على باب البناية جائتني الرسالة النصية الثانية : “انتظرتك ولم تأت .. وها أنت تفر مني .. سنلتقي قريبا لأنني قدرك”.

إقرأ أيضا
كتب في تاريخ الحشاشين

عاودني الارتجاف، أرحت رأسي على جانب السيارة حيث وضعوا مقعدي المفضل وربطوه لأسمع صوتاً يأتي من بعد سحيق عبر خشب المقعد

: لن أتركك أيها الخاسر

يتبع

الكاتب

  • المصعد أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
0
أعجبني
6
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان