همتك نعدل الكفة
476   مشاهدة  

أنا المهدي المنتظر.. من أين جاء هذا المعتقد؟

المهدي المنتظر
  • روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...

    كاتب نجم جديد



يطل علينا عبر الشاشات المختلفة كل يوم من يدعي بكونه “المهدي المنتظر” الذي اختاره الله ليكون إمام هذا الزمان.

البعض يجد من يصدقه ويؤمن به، والبعض الآخر يتعرض للسجن أو حتى دخول المصحات العقلية..

وهو ما يدفعنا للتساؤل: من أين جاءت تلك الفكرة؟

وللفكر أصول في الديانات الإبراهيمية الثلاث.

المهدي المنتظر

فـ اليهودية مثلاً تؤمن بظهور مُخلصها «الماشيح بن يوسف»، والذي سيظهر -كالعادة طبعًا- في نهاية الزمان، حين تعود مملكة إسرائيل الكبرى، بحدودها من النيل إلى الفرات.. ليحارب الآثمين ويوحِّد اليهود ويصلِّى بهم الصلاة الأخيرة ببيت المقدس قبل يوم يهوه العظيم -يوم القيامة عند اليهود- فيتطهروا من الآثام و المعاصي ويغفر لهم الرب خطاياهم التي ارتكبوها من أجله ومن أجل تحقيق نبوءته على الأرض.

وبذلك يوحد «الميسا المنتظر» وهو من صلب داود كما جاء في سفر التكوين حين قال الله لإبراهيم «أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرًا كنجوم السماء. وكالرمل الذي على شاطئ البحر… ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض» «تكوين 18،17:22».

المهدي المنتظر
صلب المسيح

وترى المسيحية أن ماشيح أو الميسا والذي جاء ذكره في أكثر من ثلاثين موضع بالعهد القديم أن المقصود بـه هو المسيح بن مريم غير أن اليهود يعتقدون أنه لن يأتي إلا عندما تُقام مملكة إسرائيل الكبرى، وإسرائيل الكبرى تشمل سوريا والعراق وأجزاءً من مصر وبالطبع فلسطين.

السنة والشيعة
السنة والشيعة

وللشيعة مهدي أيضًا، وهو الإمام المهدي واسمه محمد بن الحسن، وهو -حسب اعتقادهم- آخر الأئمة الاثني عشر.

وإن كانت تعتقد اليهودية بأن مُخلصها لم يولد بعد، فيعتقد أهل الشيعة أن مهديهم قد ولد بالفعل في الخامس عشر من شهر شعبان من السنة الخامسة والخمسين بعد المائة هجريًّا بمدينة سمراء -أي العراق حاليًّا.

وللمهدي غيبيتان، الغيبة الصغرى وأخرى الكبرى.

الغيبة الصغرى بدأت بعد موت الحسن العسكري، وكان المهدي وقتها في عامه الخامس فاختفى واحتجب، وتلك الغيبة استمرت نحو سبعين عامًا.

أما الغيبة الكبرى والتي بدأت عام 329 هجريًّا ومستمرة حتى اليوم، فالمهدي حي طوال تلك الفترة، وشيعته في انتظار دائم لرجوعه حيث سيظهر في المدينة المنورة، ويعلن حركته بمكة المكرمة ثم يصلى بالناس ركعتَين ويخطب فيهم.

أما المهدي عند أهل السُّنة فهو من نسل فاطمة وأن اسمه سيكون أحمد أو محمد بن عبد الله.

فـ عن أم سلمة: سمعت رسول الله يقول: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة».

إقرأ أيضا
دانا أبو شمسية

وقد قال فيه أبو هريرة: «قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» وهو الحديث الذي رواه البخاري ومسلم،.

ومن علامات ظهوره حصار العراق والشام -وهو ما يحدث اليوم- فانظر إلى حديث مسلم: «يوشك أهل ‏‏العراق ‏أن لا ‏‏يجبى ‏إليهم ‏‏قفيز ‏ولا درهم، قلنا من أين ذاك، قال من قبل ‏‏العجم ‏‏يمنعون ذاك، ثم قال يوشك أهل ‏‏الشام ‏أن لا ‏يجبى إليهم دينار ولا ‏‏مدى،‏ ‏قلنا من أين ذاك، قال من قبل ‏الروم، ‏‏ثم سكت لحظة ثم قال: قال رسول الله يكون في آخر أمتي خليفة ‏يحثى ‏‏المال ‏‏حثًا ‏‏لا يعده عددًا».

وأعتقد أن هذا الحديث ليس بحاجة إلى الشرح، ثم ماذا سيفعل المهدي؟! سيقتل بني إسرائيل ببيت المقدس وبالطبع سيهزم كل كافر، ويصلِّى بالمؤمنين بعد قتله للمسيخ الدجال وخلفه سوف يصلى المسيح بن مريم!

لقد أصبح الآن لدينا ثلاث فرق دينية، وثلاثة مهدي منتظر، وكل واحد منهم سيقود أتباعه نحو الشرق -سوريا/العراق/ فلسطين/ مصر- ليقضى على الباقين فيعم السلام!

ولكن أي سلام سيعم ونحن نستعد لحرب طائفية كبرى كل طائفة ترى أنها -يقينًا وبلا أي مجال للشك- أنها الفئة التي اختارها الله ليقضى بها على باقي خلقه، وقد حددوا مكان المعركة سلفًا فصارت فعلاً «أرض الميعاد» ميعاد المعركة والقضاء على البشرية.

الكاتب

  • المهدي المنتظر عمرو عاشور

    روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان