“أنا مطمن” إعلان عناصر إنتاجه تؤمن النجاح وتذكرنا بخيبة محمد فؤاد

وسط زحمة إعلانات رمضان تمر بعض الإعلانات مرور الكرام، لا يذكرها أحد ولا يلتفت إليها، قد يكون الأمر منطقي أو شائع نظرًا لكثرة الإعلانات لكن أن يكون هناك إعلان بطل شريطه الصوتي محمد فؤاد ويمر هكذا يجعلنا نطرح أسئلة عديدة حول فقدان محمد فؤاد شعبيته وابتعاده عن الغناء لفترة ليست بالقليلة والأخطر من ذلك هو أنك لأول وهلة قد لا تلحظ أنه من يغني اساسًا وقد يمر الإعلان دون أن تدرك أن من كان يغني هو محمد فؤاد.

أدرك جيدًا أن المنتج الذي يتم الترويج له يلعب دورًا رئيسيًا في رواج الإعلان من عدمه وهو ما يجعل إعلانات المنتجات التي تستهلك بشكل يومي مثل الإتصالات أو المواد الغذائية تأخذ رواجًا أكبر، على العكس من الترويج عن شركة تأمين على الحياة وهي سلعة جمهورها محدود نسبيًا وهو ما جعل ظهور فؤاد باهتًا جدًا ناهيك عن فقدانه صوته إلى بصمته الخاصة التي كانت تميزه في السابق.

المفاجأة في الإعلان أنه من كتابة الشاعر أمير طعيمة أحد أنجح شعراء الألفية الجديدة ومن تلحين عزيز الشافعي أهم ملحن في السوق الغنائي حاليًا ومن توزيع أمين نبيل، إذن أنت أمام عناصر قوية جدًا قادرة على إنجاح أي أغنية.

كلمات الأغنية متماسكة بشكل كبير لم تذكر فكرة التأمين على الحياة بشكل مباشر بل لعبت على الوتر العاطفي الإنساني وعبرت عن الامتنان والتقدير لشخص قريب وداعم في الحياة في تسلسل جيد عن معاني مثل الوفاء والثقة التي يمنحها شخص ما لاّخر وعن تأثير وجوده في الحياة مما يجعلها أكثر أمانًا وجمالًا.

لحن متوسط  من عزيز الشافعي على مقامه المفضل “الكرد” تناسب مع فكرة الكلمات وأدى المطلوب منه في توصيل المضمون بكل سهولة ودون استعراض لحني، توزيع تسعيناتي كلاسيكي أنيق من أمين نبيل ناسب إيقاع الجملة اللحنية التي وضعها عزيز الشافعي، أداء فؤاد باهت جدًا تشعر بتخشب صوته و فشل في توصيل المعنى المقصود من الكلمات بشكل كبيرخصوصًا أداءه الذي شابه الحزن رغم بهجة الجملة اللحنية وبساطتها.

شركة سعدي – جوهر منتجة الإعلان وفرت أغلب العناصر اللازمة لنجاح الحملة بداية من الأغنية الدعائية التي ناسبت تمامًا مضمونها مع إخراج بصري متنوع ركز على الجوانب الإنسانية والعاطفية التي من شأنها جعله أكثر جذبًا وتأثيرًا مع توصيل الرسالة الخاصة بالحملة بكفاءة إنتاجية عالية.

تظل نقطة الضعف الوحيدة في صوت محمد فؤاد الذي أهمل الغناء في ظل تفرغه للتنظير والحديث في الشأن العام حتى فقد ارتباطه بالجمهور الذي يريد ان يستمع إليه في أغنيات جديدة وليس في أراء سياسية أو اجتماعية، ناهيك عن رهانه الدائم على الجمهور في حين أنه لا يدرك أن هذا الجمهور تغير بالفعل وتحول إلى وجوه جديدة بالإضافة إلى استخدامه اسم مصر في تبرير غيابه عن الساحة كما قال “أنه لا يستطيع الغناء ومصر في أزمة” وهي الحجة الساذجة جدًا التي لم تنطلي على الجمهور رغم ادراكه أن الأزمة ليست في مصر ولكن في شخصه هو لكن الكبر والعناد يمنعه من الاعتراف بذلك.

إقرأ أيضا

متى يتوقف محمد صبحي عن الكذب واتهام الآخرين بفشله المستمر؟

تترات مسلسلات رمضان 2025: المداح اسطورة العهد وفرصة ذهبية ضائعة