أنا مع حرية المرأة إلا مراتي!

حرية المرأة تعني ألا تُعامل بأنها درجة ثانية بين البشر وبالمجتمع، فيما خلقها الله حرة مثلها مثل الرجل تحاسب مثله يوم القيامة وتؤجر مثله، ولا نقصد بأن تتحول المرأة لرجل لأنها تطالب بحقوقها كاملة كما يدعي البعض.

دعم قضية المرأة في ألا ينتقص ظالم من حقوقها فقط لكونها امرأة، أو لأنه يستضعفها أو يتخيل أن المجتمع أعطى له حق أن يكون ظالمًا!..ويمكن أن نضرب في هذا الصدد بمقال آخر عشرات الأمثلة أشهرهم أكل حقوق المرأة بالميراث في قرى كثير

عندما زادت الأصوات التي تطالب بدعم المرأة ودعم قضيتها، استشعرت بارقة أمل بأن المجتمع أخيرًا فهم ما نغضب لأجله، وخاصة مجتمع الرجال، ولكن لم تستمر بارقة الأمل داخلي عندما رأيت العديد ممن يتخذون قضية المرأة مجرد ستارًا يختبئون خلفها من أجل تجميل أشكالهم والادعاء بما ليسوا عليه

النساء الذين لا يساعدون النساء، والرجال الذين يدعمون حرية المرأة فيما نكتشف مع الوقت أنهم أول المتحرشين بل والمغتصبين أيضًا، فتكون صدمتنا فوق كل التعبيرات التي يمكن أن تُكتب

الرجال الذين يصدعون زوار حساباتهم الشخصية بحديثهم عن حرية المرأة ودعم قضيتها ضد تيارات الظلام والتشدد الديني، أو ضد العادات المجتمعية البالية التي لم ينزل لها بها من سلطان.

العالم الكامل وراء النقاب والمنتقبات

ولكن في بيوتهم يمارسون أقسى أنواع المظالم والتخلف على زوجاتهم، فهم مع حرية كل النساء إلا زوجاتهم المسكينات. أ حد الأصدقاء الفنانين كان يتحدث عن أهمية عمل المرأة وأن تشارك في إعمار الأرض، واستشهد بالسيدة خديجة مثالًا بأنها كانت امرأة صاحبة تجارة . صادقت زوجته التي حكت لي مصائب طلبت مني الكتابة عنها بعد انفصالها عنه وسفرها

الفنان والناشط المجتمعي كان يضرب زوجته، ويحرم عليها كل شيء بداية من العمل ومشاهدة التلفاز لأنه يخاف عليه أن ترى رجلًا أجمل منه!..حتى الظهور بشرفة المنزل أو الخروج للبقال الذي يقع أمام بنايتهم لشراء مستلزمات المنزل.

لم أصدق ما تقول عن الشخص المثقف الذي يتحدث بلباقة ويعامل جميع النساء بشياكة حتى طلبت أن تزورني في بيتي فمنعها رغم المعرفة القوية التي كانت تربطنا ومعرفته بأهلي.

صديق آخر ينادي بحرية المرأة ولكننا لا نعرف شكل زوجته حتى الآن، وكأنها كائن شفاف. لا يتحدث عنها، ولا يتحدث عن أبنائه، لم أرَ بيده خاتم زواج أبدًا، وعرفت بأمر زواجه يومًا بمحض الصدفة.

الصديق أراد مشاركة صديقة السفر من محافظة لأخرى في سيارته لأنه يؤمن بحرية المرأة، ولكن لا يعطي الحرية لزوجته للتعرف على صديقاته.

يحضر الحفلات الغنائية وحده، يتعرف على الدنيا بحالها وحده، وكأن زوجته لا وجود لها تمامًا بحياته. صديق آخر عرفنا بأمر خطبته بمحض الصدفة، ويتعامل مع النساء بلطف زائد وغزل وملاطفة، فيما يخفي خطيبته من حياته تقريبًا

إقرأ أيضا

فراولة بين الضعف والقوة

لن أحترم الكبير إلا بشروط

صديق آخر يدعو لحرية المرأة ولكن يفرض على خطيبته ألا تبادر بعمل تعليق أو إعجاب على أي من منشوراته بصفحته بفيس بوك!ولا تعلن خطبتهما أبدًا

مدعون لا يفيدون القضية، بل يضعفون من قيمتها ومصداقية من يريدون زيادة الوعي بها في المجتمع. لم أعرف رجلًا يتحدث عن قضايا المرأة بصدق إلا أصبحت زوجته مع الوقت صديقة لكل من يعرفهم تقريبًا، ويظهرها دائمًا معه بالصورة بكل نجاحته، وتشاركه النجاح ويعتز هو الآخر بنجاحها في مجال مختلف أو بنفس المجال لأنه صاحب ثقة عالية بنفسه

يجملون صورتهم أمام الفتيات المثقفات حتى نشمئز من مرضهم بالشك في زوجاتهم وبأنفسهم وبالناس جميعا. يتعاملون بحرية كما أرادوا، ويخون بعضهم زوجته لذلك يخفيها من الصورة، فيما يخفون هم زوجاتهم من الحياة وكأن زواجهم كان عارًا، أو زوجاتهم أشباحًا