أنا نادرة أمين .. عن حكاية أول فيلم غنائي مصري

” أنا نادرة ، ولدت في حي عابدين من والد مصري من رشيد .. فأسرة أبي جميعًا رشايدة من عائلة شتا ، وأمي لبنانية الأصل أنجبت أربع بنات أنا أصغرهن ، توفيت أمي وأنا في الثانية من عمري ، وكانت في الخامسة والثلاثين ، أما والدي فكان قد سافر من قبل إلى أمريكا حيث تزوج وأنجب أربعة أبناء بينهم ولد واحد – لذلك تولت عمتي وجدتي لأبي تربيتي أنا واخواتي وأذكر أنني عندما كنت في المدرسة وأذهب مع زميلاتي إلى حديقة كانت قريبة من منزلنا ، وكنت أجلس بينهن أغنّي وأتلقّى تصفيقهن وأعجابهن ، وكثيرًا ما كنّا نتأخر إلى المساء فيأتي عمي ليعيدني إلى المنزل مع “علقة سخة” ولقد زوجني أهلي وأنا في سن  الثالثة عشرة وبضعة أشهر ، اختارت لي شقيقتي “يسر” التي تكبرني ، وكانت من أسرة طيبة ، وكنت كلما سمعت أغنية حفظتها مثل الشيخ الصفتي ولياليه ، وأغاني سيد درويش ، وسماعي لهؤلاء ، ومع توهج منيرة المهدية مع إنني لم أكن أحب أغانيها ، وتأثري بالموسيقار سامي الشوا ، قررت وقتها أن أشتغل بالفن .

هكذا بدأت الفنانة نادرة أمين حوارها لمجلة الكواكب مع الصحفية أماني فريد في عدد يوليو 1984 ، وكانت واحدة من أشهر الرائدات في فن الغناء بمصر ، وهي واحدة في مقدمة الصفوف ممن جمعن الغناء والتمثيل معًا ، لكن أشهر ما قامت به “نادرة” ، هو بطولة أول فيلم غنائي مصري ، “أنشودة الفؤاد” ، وفيما ذلك تحكي عن هذه التجربة . وهو فيلم من بطولة نادرة ، ومرسي عبد اللطيف ، وجورج أبيض ، ومن إخراج ماريو فولبي ، وقصة خليل مطران ، وتأليف لازار .

حكاية أول فيلم غنائي في السينما المصرية

تدور أحداث الفيلم حول خلاف على حب امرأة بين رجلين مما أدى إلى إطلاق عيار ناري من مسدس الزوج الذي شك في علاقتها مع أحدهم ليتوفى شقيق الزوجة .. وتتحدث “نادرة” عن كواليس دورها لهذا الفيلم قائلة : عندما غنيت في مسرح رمسيس حضر الحفل الغنائي الشاعر أحمد شوقي ، والمطرب محمد عبد الوهاب ، وقد قدمت في هذا الحفل موشح “ما حتيالي يا رفاقي أمان” ثم قدمت بعد ذلك “ليالي وموال” ، ثم غنيت أغنية لا أتذكرها الآن ، وكان كل الألحان بتقسيم العود . وأذكر أن أغاني ”
أنشودة الفؤاد” كانت من كلمات الشاعر خليل مطران ومن ألحان الشيخ زكريا أحمد ، وكانت هذه الأغاني ” أمسعدي أنت في مرادي أيها البلبل الحنون” ، وبعد أن سجلت الأغنية ، قال لي المخرج الإيطالي : أريد أغنية من الأغنيات التي غنيتيها وأنت صغيرة وحدك .

وبعد “أنشودة الفؤاد” انهالت عليّ عروض الغناء في جميع الدول العربية ، لم أكن أخلو يوم من الغناء في جميع الأمكنة وخاصة في المنصورة ، حيث كنت أذهب ثلاثة أيام في الشهر على الأقل لأغني ، ومن أطرف ما أتذكر أنني دعيت مرة لأغني في فرح العمدة في بني سويف ، وقد أقيم سرادق يسع ألفي شخص تقريبًا ، ولم يكن الميكروفون قد عُرف بعد ، وكانت العادة في الأفراح أنه عندما تبدأ المطربة في الغناء يطلقون الرصاص تحية لها ، وما إن بدأت الغناء إذ بي أفاجأ بسبع طلقات متتالية من الرصاص خلف ظهورنا فانبطحت على الأرض أنا وأفراد التخت ، وأخذ المدعوون في السرادق يصفقون ويضحكون وأنا في حالة يرثى لها !!

إقرأ أيضا

هل سمعت عن “طب الفضاء”؟