همتك نعدل الكفة
778   مشاهدة  

أنسي أبو سيف .. ابتسامة إيمحوتب

أنسي أبو سيف ............................................ .. ابتسامة إيمحوتب
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ربما لم يبتسم إيمحوتب منذ زمن طويل، البناء الأعظم لم يجد حفيدًا يشرح صدره، حتى مطلع ستينيات القرن الماضي عندما كان ذلك الشاب الأسمر أنسي أبو سيف ذو الوجه البيضاوي وتلك العيون المميزة بنظرتها الشاردة دومًا، وحواجب غليظة أدركت شرود العين فنمت لتحميها.

يخطو خطواته الأولى في عالم السينما الفسيح في معبد راهب الفن شادى عبدالسلام، ليتلقى علوم كهنة الفراعنة على يديه، ويصير تلميذًا يفخر به  أستاذه، فيستعين به توفيق صالح في «يوميات نائب فى الأرياف»، الذي عُرض عام ١٩٦٩، مهندسًا للمناظر، ليبدأ مشوار فنان حقيقي في هندسة الديكور بالسينما المصرية من مجرد زخرفة للمكان، إلى إعادة بناء واقع يفترض أن تدور فيه الأحداث بما يحقق الصدق في النص.

يقولون عندما تعمل مع «جو»، يوسف شاهين، فأنت تشرب الصنعة من فم «آلهة الأوليمب»، لكن أنسي أبو سيف تعامل مع «جو» بعد أن أضاف إلى مزيج الصنعة ما لم تعرفه من قبل. صنع لـ«جو» جميع ديكورات ومناظر «وداعًا بونابرت»، و«إسكندرية كمان وكمان»، وتعامل قبله مع صلاح ابو سيف في «القادسية» 1981.

وكأن الملاحم السينمائية هواية «إيمحوتب السينما المصرية»، لكن قلبه لم يفارق يومًا رفيق دفعته، داوود عبدالسيد، تشاركا الطريق، وهو يرى زميله المخرج شاعر يرسم الكلمات بريشة فنان، بينما يراه المخرج بناء عظيم يستخدم السلم الموسيقي في بناء ديكوراته وتنسيق مشاهده، لهذا قدما سويًا أفلامًا في قيمة «الكيت كات» و«رسائل البحر».

لا تنتهي الأساطير أبدًا، كلما وصلت لنهايتها تعود لتبدأ من جديد، لهذا لا تموت أبداً، ولأن صانع الحارة المصرية يدرك جيدًا نبض تلك الحارة، ولأن تلميذ شادي عبدالسلام و«ابتسامة إيمحوتب» يعي جيدًا ما يعنيه ذلك الوطن الذي قدمه قطعة قطعة وحبة رمال خلف حبة رمال في أفلامه، فقد رفض أنسي أبو سيف تكريم وزير الثقافة له في مهرجان القاهرة السينمائي خلال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين، لأن هذا الوزير، آنذاك، يؤيد الإعلان الدستوري الذي يرفضه «أحرار مصر».

رفض «أبو سيف» أن يكرمه من هو أقل منه قامة، لأنه يدرك جيدًا أن وزراء الثقافة كثيرون، ووزراء السلطة أكثر، لكن لا يتذكرهم أحد، ويبقى الفنان الحقيقي خالدًا في قلب الوطن.

إقرأ أيضا
الهند

عندما يكون اسمك أنسي أبو سيف فأنت بالتأكيد فنان حقيقي.

الكاتب

  • أنسي أبو سيف أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان