همتك نعدل الكفة
352   مشاهدة  

أهلا 2000

الألفية الجديدة


حينما أعود بذاكرتي إلى ما يتجاوز العشرون عامًا الماضية أتذكر كيف كان الجميع ينتظر عام 2000 والألفية الجديدة، ليس على المستوى العالمي وحسب ولكن الأمر إمتد إلى عالمنا العربي، كان الجميع يحلم ويتمنى وكانت عقولنا الطفولية بمنتصف التسعينيات تؤهلنا لإنتظار السيارات التي تطير والمدن التي سيتم بناءها على القمر و في الكواكب البعيدة!

وبتلك الفترة مع أخر شهور عام 1999 بدأنا نحن أبناء الطبقة المتوسطة التي تعيش داخل المناطق الشعبية بالعاصمة يتراود إلينا العديد من الإختراعات الحديثة والتي كنا نراها ضربًا من الخيال ودليل على الثراء الفاحش، لتخلق لدينا نحن الجيل الجديد بسنوات المراهقة مصطلحات جديدة مثل الأقمار الصناعية وطبق لإلتقاط القنوات الفضائية (الدش) وكيف بأن تلك القنوات تذيع كل شئ وأي شئ حتى أفلام (السيكو سيكو) بلغة هذا العصر، كما سمعنا عن ظهور ما يُسمى بالهاتف المحمول (الموبايل) ليصبح حلم كل منا أن يمتلكه والذي كنا نراه إما في الإعلانات التلفزيونية أو صورًا له بإعلانات عدد الجمعة من جريدة الأهرام.

ولم تتوقف المصطلحات عند حدود السلع الإستهلاكية التي ننتظر أن تنتشر ليستخدمها الجميع ولكننا بدأنا نستمع لمصطلحات لم ندركها بذلك الوقت إلا أننا عايشناها بعد ذلك، فجاءت كلمة العولمة وبأن العالم سيصبح قرية صغيرة ولا أحد يعلمنا كيف سيحدث ذلك (على ما يبدوا حدث!)، وهناك البعض الذي يردد كلمة (الإنترنت) والتي لم نعلم ما هذا الشئ بذلك الوقت ولكننا عرفنا بأنك تستطيع أن تعلم أي شئ من خلاله، ونظرًا لجهلنا به تم تداول لفظ (الإنترنت، النت) بذلك الوقت في العديد من الأفلام والمسرحيات بشكل ساخر ونضحك معهم ولم يكلف أحد نفسه بأن يعرفنا ما هذا الشئ!

ومع بداية شهر ديسمبر 1999 تبدأ قنوات التلفزيون بنقل الإحتفالات في عدد من عواصم العالم ضمن نشرات الأخبار لإستقبال الألفية الجديدة، باريس، لندن، نيويورك، طوكيو، موسكو العديد من دول العالم مدنها مليئة بالأضواء والثلوج الساحرة، الجميع سعيد ويملؤه الأمل في إستقبال عام جديد والقرن الحادي والعشرون إلا أنه على مستوى شخصي كنت أشعر بأن عام 2000 سيكون البداية لشئ مجهول، وليلة رأس السنة أذاعت القناة الأول بالتلفزيون المصري حفل رأس السنة ومع دقات الثانية عشرة منتصف الليل ينقطع الإرسال لثانية وتصبح الشاشة سوداء أظن بأن شئ حدث إلا أن تلك الثانية كانت كافية لظهور إعلان تلفزيوني لشركة تؤكد بأن (المحمول في يد الجميع) وهو ما قد حدث !

إقرأ أيضاً

إبن للألفية الجديدة

إقرأ أيضا
السينما التركية

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide






حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان