أهل الكوميديا (2) عثمان عبد الباسط: عميد مدرسة الضحك للضحك
-
عمرو عاشور
روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...
كاتب نجم جديد
مدام مارسيل، صاحبة كازينو دي باري الذي كان يجاور كازينو روزاتي، لفت انتباها ما يقدمه الريحاني وإقبال الجمهور على شخصية كشك بيه، فقررت أن تنافسه، وعلى الفور استعانت بـ مصطفى أمين، وظل أمين يبحث كثيرا عن ممثل موهوب قادر على منافسة نجيب، فأسقطه الحظ السعيد في علي الكسار.
اقرأ أيضًا
أهل الكوميديا (1) كشكش بيه.. مؤسس فن الكوميديا العربية
والكسار لقب اشتهر به الفنان الراحل خليل سالم، مبتكر شخصية عثمان عبد الباسط، وهو لقب عائلة والدته.
أما شخصية عثمان عبد الباسط فـ لها جذور مستمدة من تعاملاته مع الخدم النوبيين، حيث كان يعمل مع خاله الطباخ في بيوت الأعيان، وهناك تعرف على زملاء العمل الجدد وكان أغلبهم من بلاد النوبة..
ومن هنا جاءت الشخصية البسيطة والمركبة معاً (عثمان عبد الباسط) النوبي الساذج الذي لا يتوقف عن مغازلة النساء، وحققت الشخصية نجاح كبير بالفعل، وقد استطاعت أن تنافس شخصية كشك بيه…
وقد اعترف نجيب الريحاني نفسه بهذه المنافسة، مشيراً إليها في مذكراته: “وهنا فقط بدأت فرقة (كازينو دي باري) تحتل مكانا هاما في عماد الدين، كما بدأ نجم الأستاذ الكسار يتلألأ في ذلك الحين إلى جانب نجمي، وأوجدت الظروف من الفرقة — التي كان على رأسها — منافسا قويا لفرقتنا الناجحة”.
ويكمن سر هذا النجاح في الاستعراضات المدهشة التي قدمها مسرح الكسار، دون النظر الحقيقي للمضمون.
بالإضافة إلى طريقته المتفردة في لبس الشخصية التي لم تكن تتحدث النوبية أصلا، كانت لغة الشخصية هي الأخرى مبتكرة، عامية مع لكنة شديدة الخصوصية.
وكأنه يؤسس لمدرسة كوميدية جديدة عمادها: الضحك للضحك.
واستمر نجاح الكسار حتي كوّن فرقته الخاصة، والذي طمح من خلالها لتقديم فن المسرح لعوام الشعب، فأنتج ومثل ما يقارب الـ 160 مسرحية.
بعدها انتقل إلى السينما مع المخرج الإيطالي ألكسندر فاركاش، ليقدما معاً أول فيلم كوميدي سينمائي في عام 1935م، وقد شاركته في البطولة “كوكا”.. وجاء الفيلم تحت عنوان “بواب العمارة”..
لم يكن أحد يتوقع نجاح الفيلم، حتى المنتج ذاته (إبراهيم وردة)، الذي قرر في لحظة تخبط أن يبيع الفيلم بـ 3000 جنيه، غير أنه اختلف مع “الأخوان بهنا” على المبلغ المتفق، فتم عرض الفيلم.
وحقق الفيلم ناجحا شاسعا، فـ الفيلم الذي تكلف ما يقارب الألف وخمسمائة جنيه، كانت أرباحه تتجاوز الـ 22 ألف جنيه.
وبذلك اتجهت شركات الإنتاج نحو النجم الساطع الجديد، فقدم الكسار العشرات من الأفلام الناجحة، ومنها: سلفني تلاتة جنيه، عثمان وعلي، خفير الدرك.. إلخ..
وكان في عهده القديم يستعين بالممثل أحمد حداد (بعزق في خفير الدرك) بعدها انفصل عنه الحداد فلجأ إلى إسماعيل ياسين الذي شاركه في الكثير من الأعمال الهامة، وعلى رأسها: نور الدين والبحارة التلاتة..
والتزم الكسار بتقديم شخصية عثمان في كافة أعماله، كما أنه ظل على قاعدته الثابتة في عدم الاهتمام بالمضمون.. لذلك جاءت معظم أعماله متشابهة جدا.. فهو دائما ما يلعب دوران: الأول: عثمان النوبي الساذج. والثاني: شخصية الشرير.
وتلك التيمة وقتها كانت الحدث الأكبر. ولتلك التيمة قصة حيث كان الريحاني يؤمن أن ما لم يكن حدوثه على المسرح لا يمكن حدوثه على الشاشة.
تلك القاعدة نسفها نيازي مصطفي حين أظهر نجيب في شخصيتين مواجهتين لبعض سواء في فيلم سلامة في خير وسي عمر.
تلك التيمة أيضاً كانت مدخلاً لإسماعيل ياسين (سُمعة) لعالم السينما، حيث أفول نجم الكسار، وممل الجماهير من شخصية حفظت كل جوانبها، وسعيها لدم جديد وكوميديا جديدة..
وهي الفرصة التي انتهزها أبو السعود الإبياري ليدشن عهدًا جديدًا مع الكوميديان الصاعد إسماعيل ياسين الشهير بـ (سُمعة)، ولكنها حكاية أخرى.
الكاتب
-
عمرو عاشور
روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...
كاتب نجم جديد