أهل الكوميديا (5) النابلسي .. بطولة السنيد
-
عمرو عاشور
روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...
كاتب نجم جديد
السنيد عنصر رئيسي وأساسي في الفن، خاصة فن التمثيل، فهو صديق البطل/ والده/ مديره بالعمل/ صاحب البيت.. إلخ..
اقرأ أيضًا
أهل الكوميديا (1) كشكش بيه.. مؤسس فن الكوميديا العربية
وهناك الكثير من الوجوه اللامعة – والخالدة كذلك- استطاعت أن تقدم أدوار صغيرة. غير أنها تركت بصمتها كـ علامة بارزة في تاريخ الفن.
اقرأ أيضًا
أهل الكوميديا (2) عثمان عبد الباسط: عميد مدرسة الضحك للضحك
والسنيد أيضًا هو الدور الذي يمهد لنجومية الفنان/ الممثل.. لذلك فـ النجوم الكبار تبدأ مسيرتهم الفنية بأدوار ثانوية ثم أدوار السنيد لينطلقوا بعدها نحو النجومية.
اقرأ أيضًا
أهل الكوميديا (3).. سمعة: الفنان الشامل يحقق أحلامه
هذا ما يحدث غالبًا .. غالبًا وليس دائمًا، فـ لكل قاعدة شواذ، وعبدالسلام النابلسي شاذ هذه القاعدة.
اقرأ أيضًا
أهل الكوميديا 4 .. المهندس يهندس
فـ النابلسي اكتشفته المنتجة أسيا، وقدمته لأول مرة بـ فيلم “غادة الصحراء” في عام 1929م.
بعدها ظل لـ 30 عام يلعب دور السنيد.. تحديدًا صديق البطل الجدع صاحب الحيلة المتغطرس المتأفف.
تلك التركيبة المتفردة للشخصية وضعته في منطقة شديدة الخصوصية.. فـ هو لم يعتمد على ملامحه – وهو بعكس من سبقوه في الكوميديا وسيمًا – أو حركات جسدية.. لا أعتقد أنني رأيته يرقص ولو بشكل ساخر من قبل. غير أن شخصيته الفنية تلك ظلت متجددة ومتطورة مع كل دور يقوم به، بل وخالدة أيضًا.
لا أحد ينسي حسب الله التاسع عشر وهو يُقبل خد سنية ترتر/ زينات صدقي .. وتأففه منها .. هذا المشهد بالتحديد قلب المشروع الفني لـ عبد السلام النابلسي. الذي استمر على مدار ثلاثة عقود.
نذكر منها عشرات الأفلام مع إسماعيل ياسين، مثل: الحموات الفاتنات، آخر كدبة، إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين في الطيران.. إلخ..
وعشرات أخري شارك فيها فريد الأطرش عشرات الأفلام.. كـ لحن حبي، إنت حبيبي، أحبك إنت.. إلخ..
أما حليم فهو صديق مقرب آخر كان له العديد من الأعمال ومنها: شارع الحب، حكاية حب، وضحك ولعب وجد وحب.
بذلك أصبح عبد السلام النابلسي متربع على عرش السينما العربية كسنيد ينافس الأبطال ويشاركهم أعمالهم.
وفي عام 1961م قرر عبد السلام أن يقدم دور النجم، وأن يكون العمل من بطولاته، وقد نال هذا القرار ترحيب وتشجيع من قبل إسماعيل ياسين، الذي لم يتردد في تقديم يد المساعدة.
ولكي تكون هذه المساعدة إيجابية قرر إسماعيل أن يشارك في الفيلم كسنيد، بحيث يضمن نجاح العمل تسويقيًا من ناحية، ومن ناحية أخرى تقديم لنابلسي لنجم سينمائي.
وجاء أفيش فيلم (حلاق السيدات) ليظهر النابلسي في المقدمة يحتل الكادر بينما سُمعة يطل برأسه من زاوية اللوحة، وكأنها رسالة واضحة للجمهور، هذا فيلم عبد السلام وإسماعيل مجرد ضيف.
ولكن، مساعدة سُمعة لم تأتِ في صالح صديقه أبدًا لم ينجح الفيلم ويحقق النجاح المادي المطلوب، وانتسب الفيلم لأعمال إسماعيل ياسين.
وهي خسارة مزدوجة ربما عاني منها نفسيا النابلسي.
وربما ذلك أيضا ما دفع رشدي أباظة للتدخل، الذي عرض عليه فكرة (عاشور قلب الأسد).. وهي قصة رشدي أباظة وإنتاجه أيضًا، وقد كتب السيناريو والحوار: كمال الحفناوي.. أخرجه حسين فوزي في عام 1961م.
والفيلم من بطولة عبد السلام النابلسي وزهرة العلا وتحية كاريوكا .. وتدور الأحداث حول عاشور الضعيف المنهزم الذي يتحول فجأة إلى صاحب قوة خارقة.
تلك القصة تذكرنا بأفلام هوليود، والخارقون بكافة أنواعهم، والقوة الخارقة التي تبث في الضعيف فتغيير مجري حياته.
وهي القصة نفسها التي قدمها محمد صبحي عبر فيلم (أونكل زيزو حبيبي)..
وهذا يدل على أنها قصة مبتكرة وسابقة لعصرها، ومع ذلك فشل فيلم (عاشور قلب الأسد).
بل أعتقد أنه دوره بـ حلاق السيدات وعاشور أقل أدواره من حيث الانطلاقة الإبداعية، وكأنه يلمع في دوره كسنيد، وينطفئ حين يكون نجمًا.
ومع ذلك، تبقي المعادلة خاطئة.. فإن كان فشل في لعب دور النجومية بفيلمين، فهو – بالتأكيد- استطاع أن يكون نجمًا في كل دور شارك فيه، وكل فيلم شارك فيه أيضًا هو – بالضرورة – بطولة السنيد.. عبد السلام النابلسي.
الكاتب
-
عمرو عاشور
روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...
كاتب نجم جديد