أول الذين دخلوا الكعبة والمسجد النبوي من غير المسلمين “الرسول وافق والأحناف خالفوا 3 مذاهب”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اشتهر لودفيكو دي فارتيما أنه أول المسيحيين الذين دخلوا الكعبة والمسجد النبوي في التاريخ، حيث وصل إلى المدينة المنورة يوم 9 مايو عام 1503 م، وأقام فيه 4 أيام وأظهر نفسه على أنه مسلم، وكتب كتابًا عن تلك الرحلة.
أول المسيحيين الذين دخلوا الكعبة والمسجد النبوي
كان وفد ثقيف هم أول غير المسلمين الذين زاروا الكعبة بينما نصارى نجران هم أول من دخلوا المسجد النبوي وصلوا فيه وذكر ذلك بن كثير في كتاب تفسير القرآن العظيم حيث قال “قَدِمُوا (نصارى نجران) عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلم المدينة، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ مَسْجِدَهُ حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ، عَلَيْهِمْ ثياب الحبرات جُبَبٌ وأردية في جَمَالِ رِجَالِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: يقول مَنْ رَآهُمْ مِنَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: مَا رَأَيْنَا بَعْدَهَمْ وَفْدًا مِثْلَهُمْ، وَقَدْ حَانَتْ صَلَاتُهُمْ فَقَامُوا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُصَلُّونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم: «دَعُوهُمْ»، فَصَلَّوْا إِلَى الْمَشْرِقِ».
اقرأ أيضًا
تطيب الكعبة وغسلها “لماذا تقلصت عدد المرات إلى اثنين بدلاً من ثلاثة ؟”
أما ابن قيم الجوزية في كتاب أحكام أهل الذمة قال «وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَنْزَلَ وَفْدَ نَصَارَى نَجْرَانَ فِي مَسْجِدِهِ وَحَانَتْ صَلَاتُهُمْ فَصَلوا فِيهِ وَذَلِكَ عَامَ الْوُفُودِ»
لماذا أجاز الأحناف زيارة ذهاب المسلمين إلى الكعبة والمسجد النبوي
مع مرور السنين أدت قصة نصارى نجران إلى التطرق حول جزئية منع غير المسلمين من زيارة المسجد الحرام عملاً بقوله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا» لكن الأحناف أجاز الحنفية لغير المسلم دخول المساجد جمعاء بما في ذلك البيت الحرام ودون إذن المسلمين، وفسروا قول الله تعالى «فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا» بمعنى ألا يحجوا، ولا يعتمروا عراة بعد حج عامهم هذا، أي عام تسع من الهجرة.
وسرد القرطبي في كتاب الجامع لأحكام القرآن تفصيل رأي الأحناف بقوله «قال أبو حنيفة وأصحابه لا يمنع أهل الكتاب يهودًا ونصارى من دخول المسجد الحرام واحتج بقول الله تعالى أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ حيث قال عنه قيد دخولهم بالخشية دون المنع مطلقا، ثانيا ثبوت دخول غير في المسجد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها أن وفد ثقيف لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهم قبة في المسجد فقالوا يارسول الله قوم من أنجاس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على الأرض من أنجاس الناس شيء إنما أنجاس الناس على أنفسهم، ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل الكعبة فهو آمن ولأنه ربط ثمامة ابن أثال في المسجد وهو مشرك».
ويرى الإمام أبو حنفية أن النهي الوارد في الآية محمول على دخول المشرك بقصد الحج والعمرة كما يدل عليه حديث البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن لا لا يحج بعد العام مشرك ولايطوف بالبيت عريان، وكان هذا في السنة التاسعة من الهجرة كذلك هو محمول على منع تولية المشركين في المسجد الحرام والقيام بمصالحه.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال