أول شهيد من الشرطة في ثورة 30 يونيو “كيف حدثت الجريمة الغادرة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
استمدت ثورة 30 يونيو اسمها من اليوم الذي احتشد فيه المصريين لعزل جماعة الإخوان عن السُلْطَة، لكن تلك الثورة لم تقع في آخر الشهر الذي تجمع فيه المصريين، وإنما النواة كانت من يوم 26 يونيو، إذ بدأت حركة تمرد في أن تلقى استجابةً في الشارع المصري، لتُقَابل دعوات تمرد بحشد من جماعة الإخوان في منطقة رابعة العدوية.
كل تلك الأحداث كانت في القاهرة والتي كانت على شفا حفرة من الدخول في اقتتال داخلي وينبغي على وزارة الداخلية الاستعداد لذلك؛ لكن على الناحية الأخرى كانت سيناء قد دخلت في موجة من الإرهاب قبل وبعد صعود الإخوان للسُلْطَة، إلا أن دعوات عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي كانت نقطة اللا مفر من المواجهة المباشرة مع الإرهاب ويؤكد ذلك صيحات مؤيديه في شمال سيناء بـ «مجلس حرب».
أول شهيد من الشرطة في ثورة 30 يونيو
يمكن تقسيم العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر في الفترة من 2012م لـ 2013م إلى 4 مراحل «مرحلة ما قبل صعود الإخوان، مرحلة عصر الإخوان، مرحلة السعي لعزل الإخوان، مرحلة ما بعد عزل الإخوان».
وكان العميد محمد هاني مصطفى مفتش الأمن العام في شمال سيناء هو أول شهيد من الشرطة في مرحلة السعي لعزل الإخوان بثورة 30 يونيو إذ استشهد في يوم 29 من نفس الشهر، وتمت الجريمة عندما قام إرهابيين بمهاجمة سيارة مفتش وزارة الداخلية، أثناء عودته من مديرية أمن شمال سيناء بالعريش إلى مقر إقامته، وقامت بإطلاق الرصاص عليه وعلى سائقه، فأصيب الأخير واستشهد العميد محمد هاني وذلك على ناصف شارع فتحي رفاعي في وسط مدينة العريش.(1)
لم ينل العميد محمد هاني الشهادة عام 2007م في الصعيد أثناء خدمته عندما كان يلاحق تجار المخدرات، لكنه نالها في سيناء، وقد شيعت جنازته من مسقط رأسه في محافظة الإسكندرية، وقال أنه قبل الحادث المفاجئ كان يجلس مع العميد محمد هاني ويتابعان الأخبار عبر الفيس بوك وقال العميد الشهيد أن الأوضاع في سيناء بالغة الخطورة وكل العناصر التكفيرية صارت تعيش في العلن.(2)
وفي آخر مكالمة أجراها الشهيد مع شقيقه قبل الحادث بـ 3 ساعات «خدوا بالكم أنتم من نفسكم الإسكندرية مشتعلة وفي وفيات.. عندي في العريش الوضع هادي ومافيش مظاهرات لأن كل الناس فى العريش بتأيد محمد مرسي».
أما اللواء هاني مصطفى والد الشهيد وضابط القوات المسلحة السابق قال في حواره أيضًا مع جريدة الشروق أن الرئيس محمد مرسي يتحمل الحادث وطالبه بالإفصاح عن منفذي قائمة الاغتيالات ضد الضباط في العريش والاعلان عنهم، مؤكدا أنه يتمنى أن يرى الرئيس وحكومته الاخوانية تقف في مثل هذا الموقف المحزن، خاتما حديثه بجملة «حسبنا الله ونعم الوكيل.. ربنا ينتقم من الاخوان اللى قتلوا ابنى الشهيد البطل».
(1) يسري البدري، مسلحون مجهولون يغتالون «مفتش الداخلية» بالعريش ويصيبون سائقه، موقع المصري اليوم، 29 يونيو 2013م
(2) نشوى فاروق، «الشروق» فى منزل أسرة عميد العريش الشهيد، موقع الشروق، يوم 1 يوليو 2013م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال