رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
517   مشاهدة  

أول مرة عمرة (1)

عمرة
  • مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



الصورة سبب العمرة

أنا عملت عمرة والحمد لله، عقبالكم جميعًا، عاوزة أحكيلكم حكاية العمرة وإزاي حصلت، وإيه اللي حصل فيها، عندي حكايات وتفاصيل كتييييييييير نفسي أحكيها.

هبدأ من أول الحكاية، بص ياسيدي صلي ع النبي، بس استحملني شوية في الحكي ولم قصاقيص من الشمال لليمين بس كلها هتجمع حكاية أتمنى تعجبك.

أنا ساكنة في بيت موجود قصاده مسجد، وكنت بسمع الأذان خمس مرات في اليوم، وكانت تيجي طنط جارتي الجميلة كل يوم جمعة ووقت الصلاة، تقولي تعالي إنزلي صلي معايا، كنت أضحك وأهزر وأقولها هاصليها في البيت، صليها أنت في المسجد وادعيلي، أو خليها الأسبوع الجاي، المهم يعني كنت أسوف، وكان عندي إحساس بالضمان والاستدامة، يعني هو المسجد هيروح فين؟، وقت ما احب أنزل هانزل.

وكنت زي ناس كتير بتربط رحلة العمرة والحج بالسن، وإنها رحلة آخر العمر لغسل الذنوب وإستكمال الفروض، والحقيقة عمر ماتمنتها ولا روحي راحت لها، ولما كان حد بيسافر كنت بكون مبسوطة له من باب الحاجة الحلوة، لكن عمري ما قلت عقبالي، أو حسيت بالغيرة منه.

وجه عام 2020 بالتحديد مارس 2020، وقت إعلان دخول الكورونا مصر، وإعلان حظر التجول وتوقف الحياة، فاكرة الفترة دي كويس، وفاكرة الصدمات المتتالية، أول صدمة لما سمعت أول آذان تُضاف ليه جملة “صلوا في بيوتكم، صلوا في رحالكم”، فاكرة اللحظة دي كويس كان آذان ظهر وكنت بقفل الشباك اللي قصاد مآذنة الجامع وسمعت الآذان وكان وقعه رهيب على قلبي، فاكرة دموعي اللي نزلت على خدي سخنة، وكل حتة فيَّ بتعيط بحسرة على كل مرة رفضت دخول الجامع، وإحساس الضمان للجامع، وندم على كل مرة قلت فيها يعني الجامع هيروح فين؟ ولأول مرة أحس إنه راح فعلا، وإن القرار مبقاش ليا، وإني أصبحت لا أملك أقول آه أو لأ.

تاني صدمة كانت رمضان اللي جه من غير تراويح، وكان رمضان ناقص حتة، ميفرحش، ولا في مآذن منورة، ولا صوت آذان وصلوات بتجلجل، والسنة دي أطلقت عليه “رمضان حزين”، وكانت فعلا دي مشاعري، وأتفقت أنا وجارتي طنط حبيبتي نجمع الأسرتين ونصلي جماعة في بيت حد فينا.

تالت صدمة لما إتمنع الحج واقتصر على عدد محدود ووقف الحج لكل العالم، ودي كانت صدمة مؤلمة جدا، ولما ظهرت صورة الكعبة والحرم، كنت لأول مرة أشوف بلاط الحرم، ولأول مرة أشوف مشهد الكعبة الحزين وهي فاضية وخاوية، المكان اللي كان مشغول 24 ساعة مستحيل تلاقيه فاضي، فجأة وبقدرة ربنا بقى فاضي وخالي من المعتمرين والمصلين، ودي كانت أقسى صورة وأقسى مشهد على قلبي، استقبلته بالدموع والحسرة ولأول مرة أقولها بقلبي قبل لساني، يارب اكتبهالي، يارب نفسي أزور البيت الحرام، وبدأت يبقى في بيني وبين المكان ده علاقة شوق ومحبة ورغبة حقيقية للزيارة، وكانت لما تيجي سيرة الكعبة أقول بقلب “يارب اكتبهالي”.

وفي يوم بعد فك الحظر وبدأ رجوع الحياة من جديد، كنت قاعدة مع جارتي الجميلة ومشهد الكعبة ظهر على شاشة التليفزيون حكيت لها عن مشاعري الجديدة ناحية المكان ده، وحكيت إنه جديد عليّ وإني عمري ما كنت مشتاقة، فأجابت: إن دي علامات نضج وتقدم في العمر، وطبعا الجملة حزت في قلبي ووجعتني، وقلت في سري ليه بس التخبيط ده يا طنط، أنا عارفة إني بكبر بس متقوليهاش في وشي كدة، بس هاقبلها واتبسط بيها طالما ارتبطت بالمكان اللي قلبي مشتاقله ده.

آه نسيت أقولكم إني ليا أخ موجود في المملكة العربية السعودية منذ 10 سنوات، وعلاقتي بالمملكة من خلاله، إنه جاي من السفر أو راجع لشغله بعد مرور فترة الأجازة، وإنه كان واخد أسرته معاه، ولكن الكورونا وتغير الأحوال أعادوه إلى مصر هو وأولاده واستقر بمصر طوال فترة 2020 و2021، وكنا بدأنا نشعر بأنه لاعودة، خصوصا مع عدم وضوح الصورة، وفجأة بدأت الانفراجة في أواخر 2021 ورجع اخويا لعمله، واستقرت زوجته وبناته معانا في مصر وفي نهاية العام الدراسي هذ العام كانت زوجته تجهز حالها هي وصغارها للسفر لقضاء أجازة آخر السنة في المملكة مع زوجها، وفجأة قرر أخي استقبال أمي لقضاء العمرة عنده، وفرحنا جدا لسماع الخبر، أنا فاكره اليوم ده كنت في المطبخ في بيت أخويا ودخلت زوجته بتقولي جهزي ورقك هتروحي عمرة مع أمك، وهنا سأسكت قليلًا بصوت احمد مكي، لا الحقيقة سأسكت كثيرًا لأني حقيقي للحظة سكتت كل الأصوات، وفجأة سمعت صوت صمت العالم كله، وحسيت بجسمي كله بيقشعر، وما بين عاوزة أنطق وما بين مش قادرة ولا عارفة أقول إيه.

إقرأ أيضا
الحلقة الثانية من مسلسل الحشاشين

بس يا سيدي وبدأت مرحلة التصديق وتجهيز الورق، ودي بقى حكاية تانية أحكيهالكم المرة الجاية أنتظروني.

 

الكاتب

  • عمرة إيمان أبو أحمد

    مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان