أول مرة عمرة (3)
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
القعدة حلوة والنبي عند النبي
صحينا الصبح بدري وركبنا العربية علشان نبدأ الرحلة للمسجد النبوي، بدأت الجبال تظهر، والطريق طويل وممهد.
طول الطريق براقب وأتمعن في كل حجر وكل جبل وأسأل نفسي ياترى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مر من هنا؟، طب طلع الجبل ده؟، طيب السما دي ضللت على حضرته؟.
كانت العربية بتقطع المسافات والشمس حامية، وفجأة الدنيا غيمت ومطر شديد ينزل ويغرق الدنيا، والجو يتبدل تمامًا، وبعد شوية يظهر قوس قزح كبير قدامنا، اللهم صل عليك يا نبي.
استمر السفر حوالي 5 ساعات، ورغم كل التسهيلات إلا إننا كنا حاسين بالتعب والإجهاد، وطول الوقت بيدور في دماغي سؤال، يا حبيبي يا محمد مشيت المسافة دي كلها على رجليك علشان تنقذ الدين؟ تحملت كل التعب دة عشانا.
أول ما تدخل على المدينة بتشوف المآذن البيضا هاله من بعيد، ويقابلك النخيل في كل مكان، وتستشعر إنك حاضر موكب دخول النبي المدينة، وتشوف أهل المدينة الكرام وهما بيستقبلوا حضرته هو وسيدنا أبو بكر، وسعف النخيل في إيديهم، وتستشعر مواكب النور والملايكة حواليك في كل مكان.
على مدخل المدينة تلاقي مسجد قباء بيرحب بيك، أول مسجد في الإسلام اللي ناقة النبي طلب منهم يتركوها ومكان ما هتبرك هيكون ده مكان المسجد.
صلينا فيه المغرب وخرجنا لقينا ناس بتوزع بلح، وناس بتوزع سِبح، أخدنا منهم ومشينا نكمل طريقنا للفندق، وأنا في الطريق لاحظت إن أسماء المحلات ما بين كلمتين الهجرة والأنصار، يا بختهم أي شرف ممكن يتباهوا بيه أد إيواءهم للنبي وأصحابه.
وصلنا للفندق وكانت فرحتي شديدة لما لقيت الفندق قصاد بوابة من بوابات المسجد وغرفتنا بتطل على الحرم، يعني الونس بسيدنا هيكون 24 ساعة.
صلينا العشاء في المسجد واكتشفنا إن زيارة الروضة الشريفة لازم تكون بحجز على أبليكشن، حاولنا نحجز فوجئنا إن أول ميعاد متاح هو يوم الاثنين، وإحنا محددين ميعاد المغادرة السبت، فوائل اقترح إنه يسافر لشغله واحنا نكمل ليوم الاثنين، ونزور ونرجع.
تاني يوم صلينا الجمعة، وبعدها توجهنا لجبل أُحد، قرينا الفاتحة، نزل علينا المطر، وقفنا ندعي ونطلب ونحكي لرب العباد، ورجعنا الفندق، وبمجرد توقف المطر، رجعت البلد وشوارعها نضيفة وكأن مفيش مطر، فنزلنا للصلاة، وبعد صلاة العشاء قررنا إنه يكفينا أنسًا إننا جنب سيدنا ودعائنا ورجاءنا واصل، وإننا اكتفينا وهنرجع جدة نكمل الرحلة ونستعد للعمرة.
نزلنا أنا ونهال أختي لصلاة الفجر، وكان وائل نصحنا نتوجه ناحية الأبواب اللي ناحية القبة الخضرا يمكن نلاقي باب أو طريقة للدخول، وفعلا توجهنا ناحية القبة الخضراء ودخلنا المسجد (وده نبأ لو تعلمون عظيم) وصلينا الفجر، وبعد الصلاة قررنا نتوجه ناحية البقيع نقرا الفاتحة، وأحنا ماشيين لاقينا باب من أبواب المسجد مقفول لكن ستات كتير واقفة على الباب ومنتظرينه يفتح، بصينا لبعض أنا وأختي وقلتلها تفتكري، ماتيجي نجرب؟ قالتلي طب لو طلبوا يشوفوا الحجز؟ قلتلها: هانمشي، إيه اللي هايحصل يعني؟، وفعلا رحنا ووقفنا وفي أقل من دقيقة إتفتح الباب ولقينا نفسنا داخل المسجد من تاني وفي حاجز موجود وعساكر ستات ورجالة، مانعة الناس تدخل أكتر، ووقفت وأنا خايفة أسأل أنا فين، والمكان ده مودي لفين، وقفت وانتظرت، وفجأة الحاجز إتشال، وفجأة كل شيء تحول كأننا يوم الحشر الكل بيجري وكأننا في سباق، جريت وسط الناس ودموعي بتجري، ولقتني بقوله كنت عارفة إنك مش هتمشيني مكسورة الخاطر، كنت عارفة إنك حاسس بشوقي وهاتجبر بخاطري، وفجأة بعد الجري والدموع وقفنا وببص لقيت نفسي قدام مقام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ومقام سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وقدام المنبر الشريف.
مهما وصفت مش هاوصل إحساسي وسعادتي، انت متخيل الكرم والجود، شالله يا صاحب القبة الخضرا، صلينا وقرينا قرآن ودعينا، وخرجنا بعد ما شبعنا من المكان وجماله، ودعينالكم كلكم.
ولاكتمال جمال الزيارة طلعنا ع البقيع، وهناك لقينا إن الزيارة ممنوعة للنساء، رحت اتكلمت مع الظابط المسؤول عن المكان، ولما عرف إننا مصريين قرر يساعدنا لأنه بيحب مصر والمصريين، ودلنا على مكان ممكن نشوف منه البقيع كإننا دخلناه، وفعلا شفت البقيع كله كأني دخلته وزرنا وقرينا الفاتحة.
طلعت الفندق وأنا حاسة إني في حلم مش مصدقة اللي حصل، ولا مصدقة اللي شفته، ومن السعادة حكيت اللي حصل كله، تقريبا كنت محتاجة حد يأكدلي إنه كان حقيقة مش حلم.
حضرنا الشنط، وخرجنا من المدينة متوجهين ناحية جدة، وفي الطريق توجهنا إلى مسجد ذي القبلتين، المسجد اللي سيدنا محمد وأصحابه كانوا بيصلوا وربنا كان حاسس بنبيه وحبيبه ورغبته في توجه القبلة شطر المسجد الحرام، ففرحه وأثناء الصلاة أمره أن وجه وجهك قبل المسجد الحرام، وأصبح المسجد فيه قبلتين، واحدة ناحية المسجد الأقصى والتانية ناحية المسجد الحرام.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال