642 مشاهدة
أين حقوق الرجل من حقوق المرأة؟
يتحدث البعض مؤخرًا عن حقوق المرأة وكأنها صداعًا يتمنون التخلص منه، ويختزلون حقوقنا في حق وحيد بعد التعليم؛ وهو حق المرأة أن تعمل وتساهم في بناء المجتمع.
وقد شرحنا من قبل معنى كلمة ذكورية؛ أي إعطاء الرجل حقوقه كاملة وتفضيله على الأنثى مما يضيع حقها.
ومع ارتفاع الأصوات التي تنادي بحقوق المرأة ظهرت أصوات أخرى تضايقها هذه الأصوات الأولى التي تدعو لنصرة النساء. ويتحدثون عن حقوق الرجل وسط المناداة بحقوق المرأة، ويختزلون قضيتنا في خروج المرأة للتعليم والعمل.
ومع الأسف فمن كثرة الظلم وذكورية المجتمع بعض النساء أيضا يتصورن نفس التصور. ولكي نتعرف على بقية حقوق المرأة يجب أن نسأل سؤالا للرجل: ما هي الحقوق الضائعة للرجل بمجتمع شرقي ويريدنا المطالبة بها؟ كم رجل يؤكل حقه بالميراث بالقرى مقابل الفتيات اللاتي لا يستطعن المجاهرة بطلب حقهن بالميراث؟
كم رجل تضربه زوجته؟ ومقابل الإجابة؛ كم سيدة يضربها زوجها؟ كم شاب يضربه أبوه مقابل كم فتاة يضربها أبوها تحت اسم التربية؟ هل يا عزيزي القارىء تنزل من بيتك تشعر بانعدام الأمان، وتضطر لو كنت من الطبقة الكادحة أن تحجز أكثر من كرسي بالمواصلات العامة كي لا يتم التحرش بك؟
من بدأ الذكورية..الراجل ولا الست؟ البيضة ولا الفرخة؟
هل أنت مهدد بأن تتزوج عليك زوجتك أينما شائت ولا تعدل بينك وبين زوجها الآخر وتدعك للمحاكم أو أن تضرب رأسك بالحيط؟ هل تم ختانك رغما عنك حتى نزفت أو مت أو أصبت بالبلادة الجنسية وكتمت الأمر لأن عيب التحدث بالأمر؟
كم رجل تعرف تزوج بالإجبار من سيدة ثرية عربية تكبره بعشرات السنين لأن رب الأسرة أمر أن يبيع روحك؟ كم مرة تم التحرش بك في العمل، أو طلب أحدهم منك صورة جنسية مقابل نجاحك بامتحان ما أو منصب تستحقه؟
كم عدد الرجال بمحاكم الأسرة الذين وقع عليهم ضرر وظلم مقابل عدد النساء اللاتي حفظن بلاط المحاكم من أجل 800 جنيها نفقة طفل صغير لا يعرف بالحياة سوى أنه ظُلم؟ كم تعرضت للحكم على أخلاقك من خلال ما ترتدي؟
هل تنزل من بيتك بتقديم مبررات أكثر من عدد شعر رأسك وتقرير بموعد عودتك كل ليلة بعد جلساتك على القهوة مع أصدقائك؟ هل يتم اضطهادك بالعمل وعرقلتك والتقليل من شأنك وتصدير شعارات “ارجع للمطبخ” فقط لكونك رجل؟
هناك بعض الأماكن في الأرياف إلى الآن يجعلون بناتهم يقدمون الطعام لرجال البيت ثم يتناولون الفتات الذين تركوه، فتخيل يا مؤمن هناك من العادات الظالمة ما تجعل الفتيات لا يتمتعن حتى بحقهن في المأكل؟!
أخر رجل حدثني عن حقوقه ، كان يحكي انزعاجه من الفتيات اللاتي يأخذن دوره في طابور ما في مشوار حكومي! فهل نساوي هذه التفاهات بكل المصائب السابقة؟ ما هي حقوق الرجل التي لم يأخذها في مجتمع شرقي لا يعترف بدور المرأة ولا بصفتها إلا لو معها رجل.
بل هناك مقولة شهيرة بالعامية “هاتوا لي راجل أكلمه” ولو كان لكِ حقًا في مسألة يتم استضعافك لو لم يكن معكِ أخا أو زوجا يساندك في الموقف. نحن نطالب بحقوق الإنسان بل والحيوانات المسكينة أيضا، ولا نعادي الرجل، ولكننا نريد ألا يعمي الرجال أعينهم عما تعانيه المرأة بالمجتمع.
نحن بمجتمع عندما يريد أحدهم إهانة الآخر يستحلف له أن يلبسه الطرحة، أو يطلق عليه لفظ مرة تقليلا من شأنه أو يسبه بأعضاء أمه التناسلية، وبعد كل هذا من استضعاف المرأة والتقليل من شأنها مازال هناك البعض من الرجال والنساء ينكرون أننا مازلنا تحت ظلم كبير.
كلما ارتفعت أصوات عاقلة تتحدث عن الظلم الواقع على النساء، وجدنا تيارات أخرى تنشر النكت على السوشيال ميديا عن هرموات المرأة التي تقودها بلا عقل، أو عن حقوق الرجال المهدرة التي لم يصرح لنا بها أحد من الرجال.
ربما هناك أساليب في التربية الشرقية خاطئة تظلم الرجل في فكرة ترك الحرية له في التعبير عن مشاعره وقت الضعف والانهزام، ولنا عودة بمقال آخر بهذا الشأن. ولكن مهما بلغت مشاكل الرجال بالمجتمعات الشرقية فلن تتساوى أبدًا مع المشكلات التي تعاني منها المرأة.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
