همتك نعدل الكفة
164   مشاهدة  

أين نحن من أطفال غزة؟

غزة
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



منذ بدأت الحرب وبدأ طوفان الأقصى ونحن في حالة من الاندهاش من إيمان أهل غزة وثباتهم وأخلاقهم، وخاصة هؤلاء الأطفال الصغار الذين تصورنا أنهم لا يدركون شيء.

ولكن يربي الفلسطيني ابنه على تبني القضية وعلى الأخلاق الحميدة وعلى رؤية الدنيا بشكل مختلف تماما يجعل عينهم على الآخرة دوما، حيث يدركون بكل ذرة من خلاياهم أن الآخرة خير وأبقى.

وقفنا مبهورين أمام طفل غزة الذي كان يلقن أخوه الشهادة بمنتهى الثبات، بل يقول له: علي صوتك.

يريد أن يطمئن على حاله مع الله، على حاله في الآخرة حال ترك الدنيا وما فيها، وبالطبع إن الحكم إلا لله والله وحده هو من يحدد من بجنته، ولكن يريد الصغير أن يتوفى أخيه على توحيد الله.

هذا الطفل الذي وقفنا أمامه جميعًا منبهرين لثباته فهو مصاب، وأخوه مصابا ولكن يلقنه الشهادة وهو يقبل بطنه، وكان خبر نجاة أخيه الذي كان يلقنه الشهادة من الأخبار السارة وسط كل الآلم الذي يعتصر قلبونا على وفاة أطفال آخرين.

طفل آخر يجمله المسعفون ويسألونه أن يأخذ أخيه معه، فيقول بحب وآلم: تعال يا خوي..تعال.

اقرأ أيضا…دع المشاعر تتصرف مع القضية الفلسطينية فاللامبالاة للجبناء

يحتضنه فوق حاملة ترفعه لتأخذه للمستشفى، بينما يقول من قلبه: شكرا يا إسعاف..بنحبكم.

الطفل الصغير وسط كل ما يعانيه لم ينسَ أن يشكر المسعفين، وأن يحتضن أخيه ليأمنه، فنقف أمام المشهد مفتونين بأخلاق هؤلاء الأطفال الصغار الذين غار منهم البعض غيرة حميدة، بل وكتب بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فليعلمنا أهل غزة كيف يربون أطفالهم.

طفل آخر يجلس بجوار صديقه بالمستشفى، يضع يدع على وجهه ويهز وجهه بلين كي يلفت انتباهه، يقول له أنه رأى أخواته وأنهم مع (زلمة) .بالإسعاف ثم قال بلغة جسد لن أنساها فيها رافعا يده كي يطمئنه :كويسين…هم مناح.

الصغير الذي في اعتقادي لم يكمل عشر سنوات وسط خوفه وآلمه ووجوده بالمستشفى يريد أن يطمئن صاحبه، ما هذا الإخلاص؟

طفل آخر يقف فوق الحطام والأنقاض يقول بشجاعة ليس لها نظير : أنا ما بخاف إلا من الله، ويقول صاحبه أن لا شيء يفرق معه فقط الله وفقط.

إقرأ أيضا
فيلم أبو الدهب

أطفال آخرون يتحدثون باللغة العربية الفصحى بطلاقة، يتوعدون للعدو يتحدثون عن النصر وسط كل ما فقدوه من أهل وبيت دافء، فأين نحن من أطفال غزة؟

ليس أين الأطفال هنا من تربية أطفال غزة، بل أين نحن الكبار من هذا الإيمان وهذه القوة؟

وسط كل الدمار…وسط كل القتل وبشاعة الموقف، أشعر بالتفاؤل فقط بهؤلاء الصغار الثابتين على الحق. فتحيا غزة رمز العزة أطفالها.

الكاتب

  • غزة إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان