إبراهيم سعيد وهاني حتحوت .. هكذا يجب أن يكون الإعلام

منذ زمن طويل يزيد عن ١٠ سنوات لم أستمتع بلقاء تليفزيوني كما استمتعت بلقاء النجم إبراهيم سعيد مع الإعلامي الرائع هاني حتحوت، ضيف صادق بلا حسابات مع مذيع نابه وزكي لا تفوته الهمسة ولا اللفتة ولا التلميح يجيد الحوار بلا ابتذال ولا بحث عن التريند ليخرج من ضيفه أجمل ما فيه وأصدق ما فيه.

يقول مالكوم إكس : وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض .. لديهم القدرة على جعل المذنب بريء وجعل الأبرياء مذنبين .. وهذه هي السلطة لأنها تتحكم في عقول الجماهير

تفقد مقولة مالكوم إكس قيمتها أمام ما يقدمه هاني حتحوت على شاشة صدى البلد، وعلى الرغم من الشكوى المستديمة من الإعلام الرياضي يبقى محلقا وحده مع القلة بعيدا عن الاحتقان ودعم التعصب والرياء والكذب.

يبدو في اللقاء إبراهيم سعيد مختلفا تماما، ربما بفعل النضج أو بفعل الغضب لأن الغاضب إنسان حقيقي لا يحمل أي إدعاء، وهو ما ظهر جليا في اعترافاته بنقلته الاجتماعية بسبب النادي الأهلي حيث قال نصا دون خجل وفي شجاعة يحسد عليها : لم يكن في البيت طعاما لقد نقلت والدي ووالدتي رحمة الله عليهما نقلة اجتماعية.

لم يفوت هاني حتحوت تصريحا إلا وكان مستيقظا لا يجامل نجمه الضيف كعادة مذيعي الرياضة هذا العام – في العادة كل المذيعين حاليا – لهذا تبقى الفقرة التي سأل فيها إبراهيم سعيد عن رغبته في العمل في الأهلي مرتين، المرة الأولى التي أنكر فيها الكابتن هذه الرغبة وأعترف هاني بمنتهى الروعة أنه سأله عن هذا لأنه شك أن كل ردود أفعاله كانت لهذه الرغبة وأعاد السؤال مرة ثانية بنية مسالمة رغبة في البحث عن الحقيقة فأجاب إبراهيم بمنتهى الصراحة.

يقول الفيلسوف الألماني نيتشة : كل الوسائل التي كانت ستجعل الإنسانية أخلاقية قد كانت حتى الآن لا أخلاقية للغاية.

يبدو هذا المثال حقيقيا للغاية عندما نطبقه على الإعلام، لكن تلك الحلقة التي استضاف فيها اللامع هاني حتحوت الكابتن إبراهيم سعيد تحطم هذه العبارة، مذيع حقيقي جلب الحقيقة من فم نجم حقيقي استجاب لمستضيفه.

دفاع الكابتن إبراهيم سعيد عن الأهلي يثبت أنه ابن أصول ولا يقلل من عظمة نادي الزمالك وأداء هاني حتحوت في الحلقة يثبت أنه كما قلت من قبل أفضل مذيع في مصر.

إقرأ أيضا

كيف تحول “فتى الكركند” جريدي ستايلز من نجم سيرك إلى قاتل؟

شكرا هاني وإبراهيم على الحلقة العظيمة.