إبراهيم عيسى وحلقة أحمد عرابي في له ما له وعليه ما عليه .. كرر نفسه وطور خطأه
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إشكالية كبرى وقع فيها الكاتب إبراهيم عيسى وحلقة أحمد عرابي في له ما له وعليه ما عليه وهو اسم برنامجه الإذاعي، وهي أن الكاتب الكبير كرر نفس الموضوع الذي طرحه منذ سنوات في برنامجه 25/30 يوم 17 سبتمبر عام 2014 م على فضائية القناة والناس، لكن مع تغيير في بعض التفاصيل.
اقرأ أيضًا
صدق أو لا تصدق : أحفاد أحمد عرابي .. مصري وسوداني وسيريلانكي
الفارق خلال 6 سنوات مع ثنائية أحمد عرابي وإبراهيم عيسى هو أن الأخير في برنامج 25/30 عرض مصادر للمعلومات، بينما في برنامجه الإذاعي خلت كل معلوماته من المصادر وهنا تطور في الخطأ رغم أنه أصاب في معلومات تاريخية أخرى.
التهمة الأشهر التي وجهها إبراهيم عيسى إلى أحمد عرابي وحقيقتها
قبل 6 سنوات أكد الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى أن المشهد الشهير الخاص بوقفة عرابي أمام الخديوي توفيق في سبتمبر من عام 1881 م، هو مشهد وهمي مشيرًا إلى أن المشهد لم يحدث لا حرفًا ولا لفظًا ولا مشهدا ولا حوارا ، مشيرا إلى أن عرابي لم يقابل الخديوي من الأصل .
وأكد إبراهيم عيسى على أن أحمد عرابي هو من اختلق تلك القصة كون أنه كان في مقهى الأوبرا والناس كانوا يبصقون على وجهه فأوضح لهم هذا المشهد، واستدل الصحفي إبراهيم عيسى بخلو تلك التفاصيل من نص التحقيقات مع عرابي ، فضلا عن ان مذكرات الشيخ محمد عبده لم توضح ذلك.
تاريخيًا فإن من مذكرات الشيخ محمد عبده تؤكد على أن أحمد عرابي التقى الخديوي توفيق في سراي عابدين، ووقوفه بالجند في وجه الخديوي وتفصيل ذلك موجود داخل مذكرات الشيخ محمد عبده والتي أعادت دار الهلال نشرها في ثمانينيات القرن الماضي بتحقيق الدكتور طاهر الطناحي، وشرح الشيخ محمد عبده تفاصيل وقفة أحمد عرابي في الفصل السادس من مذكراته من صفحة 129 حتى صفحة 131 م، والجدير أن مذكرات الشيخ محمد عبده صدرت لأول مرة عام 1931 بعد وفاة الشيخ بـ 26 سنة كون أنه من وفيات سنة 1905 م.
إبراهيم عيسى وحلقة أحمد عرابي .. في أي شيء أصاب
أصاب إبراهيم عيسى في عدة أشياء خلال حلقته عن أحمد عرابي في برنامج له ما عليه وعليه ما عليه، أهمها قراره بتسليم نفسه وتسليم القاهرة، لكنه لم يذكر قصة المقولة المشهورة المكذوبة «لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا».
جملة «لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا» ذكرها أحمد عرابي في مذكراته ثم نفاها أيضًا، وهنا تُثْبَت وجهة نظر إبراهيم عيسى حول تناقضات الرجل وأحيانًا أكاذيبه، ففي ص 299 من مذكراته المسماة «كشف الستار عن الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية» التي حققها عبدالمنعم إبراهيم الجميعي ، يحكي عرابي تفاصيل الحوار بعنفوانية شديدة وقال الجملة، بينما في ص 54 من مذكراته التي كتبها بعد النفي وحققها محمد فريد السيد حجاج تجد أن أحمد عرابي قال «المرحوم الخديوي حيانا بإجابة تلك المطالب العادلة».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال