إحذروا اللايف كوتش .. كيف يدمرون حياتك ثم يعيدون بنائها ؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لايف لاهناك قاعدة بسيطة لابد أن نتفق عليها قبل أن نبدأ في النقاش .. لا قيمة لطبيب داخل موقع هندسي ، ولا قيمة لمهندس داخل مستشفى .. كلٌ بطلًا في موقعه ،كذلك اللايف كوتش .. فلا فقيمة لـ لايف كوتش إذا كانت حياتك سوية أو على الأقل إن كنت راضيًا بما انت فيه .
أولًا من هو اللايف كوتش؟ .. إذا تحدثنا بدون الوقوع في فخ التعميم عن فكرة اللايف كوتشينج من الأساس ، ستجدنا أما شخص يساعد الجميع على رسم مسارات تصلح لحياتهم العملية والخاصة ، على الرغم من إن هذا التعريف أصلًا قد وقع أصحابه في فخ التعميم لكننا أمام كلام سطحي بلا شك .. فإذا كانت الأم في كل بيت تتولى الحفاظ على حياة الأسرة النفسية والأب يتولى الحفاظ على حياة الأسرة ماديًا ، وأحيانًا تكون جلسة مع خالتك في ساعة العصاري بها عصارة خبرة الحياة تصبح أهم من مائة لايف كوتشينج مضروبين في بعض ، لكن دعنا نتفق أن اللايف كوتش هي مهنة مُعترف بها في العالم كله ، بداية من الأمريكي تيد د. جاكس ، ذلك القس الأميركي الذي تعد طبقة صوته مُلهمة للملايين ، كما أن قصة حياته درسًا لم عانى وذاق الأمرين في حياته الشخصية .. لكن ما يحدث في مصر من اللايف كوتينشينج أمر لابد التوقف عنده .
اللايف كوتش هو شخص على الأقل لابد أن تكون حياته مستقرة أو على الأقل تسير على مسار صحيح ، لكن أن تكون فنانًا فاشلًا لا تقدم محتوى فني جيد ويعرف الجميع كم أفسدت الذوق العام واسترخصت في اختياراتك الفنية وتخرج على الناس لتقدم لهم نصائح حياتية ، فحتمًا هناك مشكلة ! .. إحداهن قررت أن تخرج على الناس وتأمرهن بالابتعاد عن كل ما هو جيد لأن الإنسان لابد أن يمشي في الطريق السئ أولًا كي يعرف طعم الطريق الصحيح ! متناسية كم منّا سيضيع قبل أن يصل للطريق الصحيح .. إحداهن تلقب نفسها بـ “خبيرة علاقات” ، ولا أعرف للأمانة معنى وكنه هذا المصطلح ، فقد وصلت علاقة أم أحمد جارتنا بزوجها إلى أربعين عامًا .. فمن فيهن تصلح لهذا اللقب ؟ بالتأكيد أم أحمد .. خرجت علينا هذه الخبيرة تخبر الرجال أن تكون قاسيًا بعض الأحيان مع زوجتك لأن الأنثى تعشق الضعف أحيانًا ، ونفس الخبيرة ستخرج لتخبرك ضرورة أن تكون لين القلب شريكة حياتك مع لأن الله أمر بذلك! .. باختصار .. هؤلاء يدمرون حياتك حتى يجدون لأنفسهم مهنة لا تتغذى إلا على الخراب والتعاسة والأزمات .. إذا كانت حياتك مستقرة .. فأنت لايف كوتش جيد لنفسك .. ولا قيمة لأيًا من النصائح !.. في مقال بعنوان : إحذر الخطر الناعم .. تقول الكاتبة الإنجليزية جوليا ستيوارت أن هناك أضرارًا ربما يلحقها بك لايف كوتش ، وأهمها
الاعتبارات المادية
اللايف كوتش لا يضع الاعتبارات المادية بالأهمية الكافية .. فهو لا يهتم خلال نصائحه أن هذا المتدرب ضعيف ماديًا ، وهذا ميسور الحال ، وهذا متوسط المستوى .. يخبرونك أن تترك العمل لأنه غير مناسب لحالتك النفسية ، وفي نفس الوقت لا يضع المتدرب بالًا للآثار الجانبية التي سيخلفها تركك للعمل !
التفاؤل المفرط
هناك كثيرون من المتدربين من يقع في فخ التفاؤل المفرط .. يصنع أحلامًا وردية للمتدربين فيصطدم المتدرب بواقع الحياة القاسي ، فينتكس المتدرب .. أن تضع له التفاحة الشهية فيقضمها يشعر بالمراة .. فتسقطه الصدمة قتيلًا نفسيًا .. وجزء من مهنة اللايف كوتش أن يجعلك تعيش الحلم .. لكن إذا كانت جرعة التفاؤل زائدة فهي تمثل بالضبط جرعة دواء زائدة .. لن تشفي المريض .. بل .. ستقتله .
مدربين البراند التجاري
هناك كارثة يتبعها بعض مراكز الطب النفسي ، هو الاتفاق مع مدرب نفسي يروج لمنتجات علاجية ودوائية ويوظف كلامه وتوجهاته لمصلحة شراء هذا المنتج التجاري ، ورأينا أمثلة على ذلك في مصر ، أحدهم قرر أن نوعًا من الدجاج المجمد هو نوع من التقرب لله ، وأحدهم قرر أن ماركة إزدالات وطُرح هي الأفضل للمرأة المسلمة !
معضلة الأهداف الضخمة
أزمة “اللايف كوتش” هو التركيز على الأهداف الضخمة أمام متدربين في مرحلة متأخرة من الفشل في تحقيق حتى الأهداف الصغيرة ، وأما عن الشق الثاني للأزمة ، هو ضغط ما يضعه اللايف كوتش على كاهل المتدرب عن دون قصد .. أهداف ضخمة تؤرقه وربما لا كان سيتحسن إذا وضعت له أهداف قصيرة المدى أولًا .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال