إحياء ذكرى أسامة الشاذلي “تصور واقتراح”
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد
في كل عام يجب أن نحيي ذكرى أسامة الشاذلي مرتين، مرة في يوم مولده، ومرة في يوم رحيله، أسامة (12 ديسمبر 1973- 30 مارس 2024) هكذا، كما نحيي ذكرى الكبار الفاعلين في شتى المجالات؛ لأنه كان كبيرا وفاعلا فيما ولي من الأمور، كان كذلك كصحفي قدير ومبدع متميز ووثائقي معتبر، في الذكريين لا بد أن يتكلم تلاميذه: ماذا تعلموا منه؟ وكيف كان يعلمهم؟.. ولا بد أن يتكلم أصدقاؤه: ما أبرز عاداته؟ وما هي مواقفه التي لا تنسى معهم؟.. (يختلف الكلام طبعا في كل عام، ويتطور إحياء الذكرى عموما مع مرور السنين)، ولا بد أن تتكلم ابنته الكبرى فرح (حارسة مرمى كرة يد الأهلي والمنتخب القومي) عن دروس أبوته الإيجابية، ولا بد أن تتكلم زوجته رشا الشامي (الإعلامية والمخرجة والكاتبة ذات المكانة المرموقة) عن الزوج والحبيب وشريك الأعمال والآمال.
يجب أن يكون إحياء ذكراه، في المرتين، علنيا وموثقا، حتى لو اقتصر على انتقاء مجموعة قليلة من أحبابه، يجب أن يتخلله احتفاء به أيضا (إكرام مشواره بالتوازي مع الفرحة بسيرته وأصدائها؛ فإنجازه الضخم المنوع يستحق التكريم وزيادة، وقد كان إنسانا مرحا متفائلا بالرغم من جملة أحزانه وآلامه، وليس من اللائق أن نحول تذكره إلى مناحة بدعوى تجدد الأحزان؛ فالأحزان عليه أعمق من أن تدرك أبعادها الغائرة، وليست أشعارا شجية بالهم ولا دموعا غزيرة الانهمار، ولو أريد إحياء ذكراه مرة واحدة سنويا؛ فأنا أفضل أن تكون مرة الميلاد فالميلاد إشراقي، ويمكن الاكتفاء بكلمات التأبين الجوهرية في ذكرى الوفاة)، وأقترح أن ينشئ موقع الميزان الذي كان أسامة عمودا في تأسيسه ثم ترأس منصبه التحريري جائزة باسمه، أو باسم الموقع بمناسبة ذكراه، وهذاك أشمل للأمانة (جائزة صحفية أو أدبية أو وثائقية، والأحسن في كل فرع من هذه الأفرع مجتمعة أو متفرقة أي في سنة واحدة أو كل سنة في فرع) تكون جائزة رفيعة طبعا، وتوزع على الفائزين بها في إحدى الذكريين أو كليهما، لو رست سفينة الرأي على شاطئيهما معا، تكون الجائزة باختيار منشئيها الحر مضمون النزاهة، وليس بنظام التسابق، وعلى كل حال يسهل ترتيب الموضوع وتتميمه وإنفاذه على حسب ما يرى المسؤولون عنه، وعلى قدر الإمكانات المتاحة وفوقها إذا أمكن؛ لكي تتسم الجائزة بالمتابعة والإكبار.
ما طمح إليه الأخ الغالي كان وافرا جدا وجميلا جدا، وما صنعه كان فوق العمر الذي عاشه بكثير (بلغ محطته الأخيرة عند 51 عاما)، بجانب علاقاته الطيبة الواسعة وإنسانياته الغامرة العظيمة اللتين ظهرت آثارهما واضحة في كمية الرثاء الهائلة الناضحة بالصدق، والتي ملأت السوشيال ميديا يوم وفاته، كذلك في عزائه الحاشد الذي جمع رموز الوطنية وصفوة المجتمع وأضراب المشاهير والبسطاء أيضا؛ وعلى هذا فعلى القريبين إليه أن يسارعوا إلى تنفيذ مثل هذا الإحياء لشخصه الواعي الدؤوب المؤثر، مما لا خلاف عليه، أعني أن يبدؤوا بدايتهم التي تستمر بعد ذلك ولا تنقطع البتة مهما عاندتهم الظروف أو عطلتهم العوائق، أكاد أسمع صوت تفكير العزيزة رشا الشامي في المسألة، ومحاولتها ضبطها وإحكامها، ومن ثم الشروع فيها، على الرغم من كل أوجاعها الشاهقة، وامتلاء بالها بالبيت والأولاد والمسؤوليات الجسام بالإضافة إلى أشغالها الخاصة، وحيدة إلا من تخيل ظلاله الحميمة بأكنافها، بعد أن فقدت وجوده الفعلي المؤنس فقدا مفاجئا قاسيا، أنا أدعم تفكيرها المتوقع الوفي، وأساندها تماما، وأثق في دعم جماعة المثقفين الراقين لها، ومساندتهم إياها، ولعلنا نلتقي في السنة المقبلة بموعد إحياء الذكرى الأولى، على ما تصورت أنا هنا واقترحت أو على سواه من التصورات والاقتراحات مفتوحة الأبواب، لواحد من الفرسان الحقيقيين النبلاء الذين مروا خفافا على هذه الحياة العابثة المنتهية.
الكاتب
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد